لا تجلدوا أنفسكم في الحجر المنزلي

عدد القراءات
1,227
عربي بوست
تم النشر: 2020/04/21 الساعة 11:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/21 الساعة 11:39 بتوقيت غرينتش

توقفوا عن الضخ السلبي لتعليمات استثمار الحجر المنزلي، فإن حجم ضخ التعليمات لاستثمار الحجر المنزلي غدا كثيفاً حد المرض والخلل وممارسة الاستعراض الأستاذي.

تعليمات لا تتوقف بوجوب ملء الوقت بالبرامج والقراءة ووضع برنامج للقراءة والتدريب والتلقي والتعلم.

مع يقيني بأن قسطاً من هذه التوجيهات مطلوبٌ وضروري بقدر معتدل ومدروس ومتوازن، غير أن الطريقة والكثافة اللتين يتم التعاطي بهما غير صحيتين ولا تبعثان على رفع الهمة بقدر ما تبعثان على الإحباط والشعور بالعجز ونكران الذات.

يا جماعة.. نحن لسنا في ظروف صحية ولا طبيعية حتى نطالب الناس بتحويل بيوتهم إلى مخيمات تعليمية وثقافية وإثرائية، وما يستطيعه البعض لا ينبغي تعميمه على الناس.

في ظروف كهذه ينبغي أن نطالب الناس بما ينبغي لا بما نطمح لتطبيقه بشكل شخصي وذاتي، وعلينا ملاحظة أن فترة الحجر المنزلي التي نعيشها هذه الأيام تتسم بسمات أهمها:

أولاً:

مرحلة الحجر لا تزال في بداياتها ومن الطبيعي أن يعيش الناس إرباك البدايات، لا سيما أنها تجربة غير مسبوقة للغالبية العظمى من الناس.

ثانياً:

الحجر مترافق مع حالة من القلق والخوف، فهو ليس حجراً يكتنفه الأمان والاطمئنان؛ فهناك خوفٌ على الصحة، وترقب لمستقبل مجهول، وخوفٌ من تردي الأوضاع الاقتصادية وتزايد سوئها، إضافة الى أخبار الموت التي تملأ هواتفنا وشاشاتنا فكل هذا مؤثر بشكلٍ كبير.

ثالثاً:

الآباء والأمهات يراقبون أبناءهم الذين ضاقوا ذرعاً بهذا الحجر، وما أحدثه من آثار في سلوكهم وحياتهم ودراستهم، وهذا من المعيقات المكبلات عن الانطلاق الحقيقي.

إن أكبر إنجازٍ يمكن أن يحققه الناس وندعوهم إلى تحقيقه الآن هو تجاوز هذه الأزمة بسلامةٍ نفسية أو بأضرار نفسية يسيرة على مستوى الفرد والمجتمع، فالأولوية الآن للصحة والسلامة النفسية.

وهنا أدعو هنا إلى التلطف وعدم جلد الذات وتحميلها وتحميل الآخرين ما لا يطيقون، أو إيهامهم بأنهم عاجزون عن تحقيق ما يستطيعه الآخرون.

إن تأخر الانجازات الشخصية والجماعية الكبيرة في هذه الفترة عما كانت عليه في مرحلة ما قبل الحجر أمرٌ طبيعي؛ وطبيعي جداً.

ولا بد من التفكير الجاد بآليات الاستثمار وكيفية البرمجة الذاتية والأسرية للتعامل مع الحجر الطويل، وسبل الاعتياد عليه والعودة للحالة الطبيعية من الإنجازات مع احتمال استمراره لوقتٍ طويل.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
محمد خير موسى
كاتب وباحث فلسطيني
كاتب وباحث فلسطيني، متخصّص في قضايا الجماعات والتّيّارات والمدارس الفكريّة الإسلاميّة، ومشكلات الشّباب.
تحميل المزيد