“كرة القدم تلعب بدون كرة”.. هل بيدرو أهم من ميسي؟

عدد القراءات
4,397
عربي بوست
تم النشر: 2020/04/21 الساعة 14:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/21 الساعة 14:32 بتوقيت غرينتش
"كرة القدم تلعب بدون كرة".. هل بيدرو أهم من ميسي؟

تحت مبدأ "كرة القدم تُلعب بدون كرة قدم" كان بيدرو رودريغيز، جناح الخط في حقبة برشلونة الذهبية، يسير ويركض مستقبِلاً التمريرات وفاتحاً للقنوات، وصانعاً للفوضى بشعلة النشاط والذكاء المتّقد. في إحدى نظرياته أطلق كرويف كلمات أنارت الطريق أمام أعين المشاهد، ليرى من خلالها الأبطال الأصليين للمشهد، يقول العرّاب: "يستحوذ اللاعب على الكرة خلال المباراة بأكملها لمدة تتراوح بين 3 أو 4 دقائق، هناك 86 دقيقة أخرى، ما يفعله خلال تلك الدقائق المتبقية هو الذي يحدد جودة اللاعب". يقصد كرويف هنا عملية التحرك بدون كرة.

في إحدى المرات قال أحد اللاعبين للمدرب العبقري أريغو ساكي: "عندما أتحرك من دون كرة فإن التلفاز لا يلاحظ ذلك"، وجاء رد ساكي كالآتي: "لقد اخترت المهنة الخاطئة، كان عليك أن تعمل ممثلاً أو مغنياً". وهنا يشير إلى أصعب شيء في اللعب التمركزي، الذي يعتمد على الفريق، ألا وهو التواضع. حيث نوه بيب غوارديولا إلى أن اللعب التمركزي صعب جداً، لأنه يحتاج إلى لاعبين يقبلون على أنفسهم ألا يكونوا متداخلين في اللعبة مقابل فتح المساحات لزملائهم. نرجسية البعض تستفزهم لكسر تلك القواعد، لذا ليس كل موهوب مناسباً للعب التمركزي، لأنه بشكل كبير يقتل الارتجال، ويقيد الحرية، وهذا ما يخنق بعض اللاعبين.

هناك نوعان من اللاعبين طبقاً لبيب غوارديولا، نوع ينظم اللعب والآخر يهاجم المساحة، بيدرو من النوعية الأخيرة، رجل التحولات، مستقبِل التمريرات من لاعبي الوسط، وهنا يتجلى الوعي التكتيكي الناتج عن التواصل المرئي الدائم مع زميله صاحب التمريرة.

الضغط العكسي، وفتح عرض الملعب لعمل توسعة للخطوط، وفتح قنوات بين الظهير وقلب الدفاع، تحتاج لأجنحة من نوعية الكناري، من يعمل من أجل المنظومة.
يعاب على برشلونة الآن بطء التحولات الهجومية، وهذا لن يتم إصلاحه إلا بجناح يهاجم مساحة، وجود لاعبين أمثال ميسي وأرثر ودي يونغ ينظمون عملية تدوير الكرة والاستحواذ ويقدمون تمريرات كاسرة لدفاعات الخصم لن يؤتي ثماره إلا بلاعبين في الثلث الأخير يتمتعون بسرعة البديهة والإقدام، من أجل استقبال تلك التمريرات، وطلب الكرة في ظهر المدافعين. أي أن الفريق الكتالوني في حاجة ماسّة لجناح يهاجم مساحة الضغط، ويسد زوايا التمرير من الثلث الأول للخصم، جناح متواضع.

إذا أردت أن تبني منزلاً هل ستجلب 11 مهندساً؟ بالتأكيد لا.
عليك أن تجلب عمالاً أيضاً، يتحدث أريغو ساكي هنا عن النسبية في بناء المشروع، على إدارة البارسا البحث عن اللاعب المناسب لا الأفضل. اختيار أفضل تشكيلة ليس معناه اختيار أفضل فريق مثلما أخبرنا يوهان، لذلك هوية برشلونة والكرة التي يريد أن يقدمها كيكي سيتين بحاجة كبيرة للاعب من تلك النوعية، لاعب من سلالة بيدرو رودريغيز.

معدل قطع بيدرو رودريجيز للكرات خلال مسيرته حتى الآن 0.6، في حين أن معدل نيمار هو 0.3. وطبقاً للضغط العكسي بعد فقدان الكرة الذي يعتمد عليه كيكي، والضغط العالي في بداية هجمات الخصم، فبيدرو مناسب جداً هنا أكثر من نيمار، لأن خط الهجوم هو أولى خطوط الدفاع في تلك المنظومة، إذاً البحث عن لاعب يشبه الكناري أنسب وأكثر جدوى من البحث عن نجوم لامعين.قال المدرب المثير للجدل زيمان: "أفضل لاعبي البارسا بالكرة هو ميسي، وأفضلهم من دونها هو بيدرو".
ابحثوا عن شبيه له أو لاعب يتبع مرجعيته واجلبوه للكامب نو لكي ينصلح حال هجومكم. 

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أحمد رضا منصور
كاتب ومحلل رياضي
مهندس مصري، باحث رياضي، ومحلل أداء سابق بالنادي الإسماعيلي.
تحميل المزيد