“سامبدوريا أصعب من برشلونة”.. هل أليغري مجنون أم واقعي؟

عدد القراءات
3,439
عربي بوست
تم النشر: 2020/04/15 الساعة 13:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/15 الساعة 13:26 بتوقيت غرينتش
"سامبدوريا أصعب من برشلونة".. هل أليغري مجنون أم واقعي؟

"إذا وجدت قاطع طرق في طريقك، ما الطريقة المناسبة التي ستتحاور بها معه؟ بالتأكيد ستكون مختلفة عن الطريقة التي تتحاور بها مع جورجيو أرماني، هذه هي فلسفتي في كرة القدم، الخصم وما أملك من لاعبين كلها أمور تتحكم في طريقة تفكيري قبل كل مباراة".

كلمات ماسيمليانو أليغري بمثابة برهان على ضرورة البراغماتية في اللعبة، مهما كنت عنيداً لأفكارك ستجبرك اللعبة بمتغيراتها وظروفها غير المنطقية على التلون ولو حتى جزئياً، فكل أيديولوجي بداخله براغماتي يظهر وقت الحاجة.

أليجري مدرب دفاعي!

تلك من أكثر الجمل زيفاً التي مرت على أذني.. عزيزي المشجع، عزيزي محلل التلفاز، أليغري ليس مدرباً دفاعياً ولا مدرباً هجومياً. أليغري لا يصح تصنيفه من الأساس ضمن أي مدرسة كانت، فهو كالنحلة يأخذ من رحيق الورود جميعها، ويستخدمه وقت الحاجة. 

إن الإلحاد في كرة القدم هو الإيمان بالشيء ونقيضه، وأليغري لا يؤمن بالأسلوب، لكن لا ضرر من اتباعه في مباراة ما، الفكرة وما يقابلها في العقل موجودة، استخدام أي منهما يحدده الخصم، فإذا كان الضغط العالي مناسباً اليوم فإنه قد يكون انتحاراً في الغد لا يجب اتباعه. نخترق اليوم من العمق، وغداً من الأطراف، نستحوذ اليوم على الكرة، وغداً نتركها، كل شيء مبني على الخصم وطريقة لعبه ونقاط ضعفه وقوته. ثم بعدها يتلون هو بما يجعله الأقرب للفوز. إذاً طريقة لعب اليوم قد تصبح ما نحاربه في الغد.

البراغماتي كالعامل باليومية، يعيش اليوم بيومه، بل الساعة بالساعة، عليه التفكير وإيجاد الحلول لكل مباراة مهما كانت. أما أصحاب الأسلوب الثابت، بُناة المشاريع طويلة الأمد، فعندما يصل لاعبوهم حدَّ التمكن من أسلوبه قد يبقى في المنزل بعدها، وربما بعد رحيله يظل الفريق متشبثاً بأسلوبه. 

أما أليغري وإخوته فتنتهي مشاريعهم بمثابة خروجهم من الفريق، وهذا هو الفرق الجوهري بين المدرستين.

من الصعب أن تتفوق عليه مرتين متتاليتين بنفس الفريق، برهن بنفسه على ذلك في أكثر من مواجهة، التفوق هنا تكتيكي، لا أقصد التفوق في النتيجة، مباريات الذهاب والعودة لا تأمن فيها مكر أليغري. يدرسك ويذاكرك جيداً ويضرب بقوة على نقطة الضعف، و"فين يوجعك يا معلم". لو كان نهائي الأبطال مباراتين ذهاباً وإياباً لَربما استطاع جلب ذات الأذنين ولو مرةً على الأقل، إن لم يُتوج بها كل مرة يصل فيها للنهائي.

هل سامبدوريا أصعب من برشلونة؟ 

كل من قرأ كلمات أليغري حينها لَربما وقع أرضاً من الضحك، لكنه لا يقصد ما تبادَرَ لذهنك عزيزي القارئ. قبل أكثر من 3 أعوام، كانت جماهير اليوفي مرتعدة من مواجهة برشلونة في دوري الأبطال بعد إقصاء البلوغرانا لباريس سان جيرمان بريمونتادا مجنونة. وكان للفريق مباراة مع سامبدوريا في تلك الأوقات، وجاء رد أليغري على الجماهير: "أقسم لكم بأن سامبدوريا أصعب من برشلونة". قاصداً أن التفكير في المباراة القادمة أمام سامبدوريا أهم من التفكير في مباراة برشلونة قبل وقتها.

ربما أليغري أكثر مدرب منبوذ في العالم اليوم، وهذا يعود بالأساس لجهل الجماهير بما يفعله.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أحمد رضا منصور
كاتب ومحلل رياضي
مهندس مصري، باحث رياضي، ومحلل أداء سابق بالنادي الإسماعيلي.