كتب ومقالات ممنوعة من النشر ،، لعبة ماين كرافت تحارب لأجل حرية التعبير

عربي بوست
تم النشر: 2020/04/15 الساعة 12:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/16 الساعة 07:59 بتوقيت غرينتش
كتب ومقالات ممنوعة من النشر ،، لعبة ماين كرافت تحارب لأجل حرية التعبير

تتجه أنظار العالم صوب تطورات فيروس كوفيد-19، بعدما تخطت الإصابات حاجز المليون إصابة ووقوع آلاف الموتى، على مستوى العالم. ووسط حالة ذعر كبيرة تنتاب العالم، وفي ظل كل هذه التطورات كان لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، نظرة أخرى لحياة هذا الكوكب الحزين، ملخصها أننا بجانب الصحة المفتقدة والأمان الضائع بسبب تفشي فيروس كورونا، ينقصنا أيضاً حرية الرأي بشدة، وأن الحياة تبدأ عندما يستطيع سكان الكوكب التعبير عن رأيهم بلا خوف. وربما بصوت الفنان محمد صبحي في مسرحيته الديكتاتور، فكان هدفها أن نتكلم بلا خوف، وبلا موت وبلا قتل، رافعة شعار، مكافحة الرقابة في جميع أنحاء العالم على حرية الرأي والتعبير والصحافة.

حرية الرأي أكثر من مجرد لعبة

ربما تتساءل: ما القاسم المشترك الذي قد يجمع منظمة مثل "مراسلون بلا حدود" التي تهتم بالصحافة وحرية التعبير حول العالم، بلعبة شهيرة مثل ماين كرافت، يلعبها ملايين الأطفال والشباب. أعزائي في الحقيقة السؤال وجيه، ولكن بما أن الحكومات تتطور دائماً لمحاربة حرية الرأي والتعبير، كان على المهتمين بتلك الأمور الثانوية في نظر الحكومات، أن يطوروا من طرقهم في سبيل توصيل الحقائق إلى مَن يبحث عنها ومَن لا يبحث عنها. حيث أنشأت المنظمة مكتبة افتراضية داخل اللعبة. وهي المرة الأولى من نوعها بالتأكيد، التي تقدم فيها معلومات وتقارير صحفية عبر لعبة فيديو، تحتوي على الكثير من الموضوعات الممنوعة، مثل المقالات والأخبار والتقارير الخاصة، في بعض البلدان حول العالم وهي: مصر والمكسيك والمملكة العربية السعودية وروسيا وفيتنام، ضمن احتفال "مراسلون بلا حدود" باليوم العالمي ضد الرقابة السيبرانية، تحت عنوان "المكتبة غير الخاضعة للرقابة". كما تضم المكتبة مؤشر حرية الصحافة لمنظمة مراسلون بلا حدود وتقارير حول حرية الصحافة في 180 دولة، وتحتوي على أكثر من 200 كتاب مكتوب ومسموع، منها كتب باللغة العربية،  وتسعى المنظمة لإضافة صحفيين جدد، ودول أخرى، ومزيد من المحتوى المحجوب حول العالم. 

بين عراقة الماضي وتكنولوجيا الحاضر

بينما تقضي وقتاً سعيداً داخل اللعبة مع الأصدقاء مليئاً بالسعادة والحماس، ربما تفكّر في أخذ استراحة هادئة، حينها تكون المكتبة حلاً مناسباً. تجلس بها قليلاً للتخلّص من متاعبك، فتجد متاعب العالم حولك من دول وقارات متعددة، ربما تقع أمام عينيك أسماء وأحداث لم تسمع عنها من قبل، من بعيد يظهر لك بوضوح تمثال عملاق لـ"يد" ممسكة بقلم، تعبرعن رمز مؤسسة مراسلون بلا حدود لحرية الصحافيين. تقترب أكثر، فتجد حديقة كبيرة تحيط بالمكتبة، فالورود والكلمات يتشابهان كثيراً، بطراز كلاسيكي رائع، صممت المكتبة الافتراضية، مثل نوع العمارة الذي تراه في المتحف البريطاني ومكتبة نيويورك العامة، دليل على عراقة الفكرة، وعظمة رسالة الصحافة. حيث استخدمت المنظمة هذا النمط المعماري لاستخدامه من قبل الحكومات لتعزيز مواقفها، وبداخل المكتبة العديد من صالات العرض للدول الخمس، وبها قبة معمارية فريدة بنيت في سقف المكتبة تضم أعلام الدول المختلفة، كما نقش على إحدى الغرف عبارة "لا حرية بدون حرية الصحافة"، للتأكيد على أهمية حرية الصحافة من أجل حرية الشعوب.

قاعة المكتبة

يستطيع المستخدم أو اللاعب التجول داخل اللعبة، ودخول تلك الصالات، لتصفح محتوياتها في محاكاة للمتاحف الأثرية العريقة. حيث تحتوي على أعمال الصحفيين المحظورين أو المنفيين أو القتلى، حسب إعلان مراسلون بلا حدود، لجعلها متاحة للعامة، دون عرقلة قوانين الرقابة المحلية، ويمكن الوصول إليها من قبل الجميع بسهولة. كما يمكن الإطلاع عليها باللغة الإنجليزية، واللغات المحلية للدول المختلفة.

لماذا لا تغيب شمس الرقابة المصرية؟

تحظى مصر بالكثير من الاهتمام فيما يخص حرية الرأي والتعبير، وكيفية التعامل مع الصحافة والإعلام بشكل عام لذلك كانت ضمن الدول الخمس التي أنشئت المكتبة الافتراضية من أجل مواجهة سياسة الحجب والمنع للمحتوى الذي لا يتوافق مع سياسات الحكومة فيها. لذلك تمتلك مصر صالة خاصة بها داخل المكتبة باللعبة، حاضرة بعلمها الزاهي ورأيها الحر، فتضم العديد من الموضوعات المحجوبة داخل مصر، مثل محتوى موقع "مدى مصر" الذي طالته يد الحجب منذ ثلاث سنوات. تلك الموضوعات وغيرها أصبحت متاحة داخل اللعبة بلا حجب، حيث لا تستطيع الرقابة الحكومية منع المستخدمين من الوصول للمحتوى كما هو الحال في مصر، بعد حجب عشرات المواقع الإلكترونية على مدار السنوات الماضية.

هاري بوتر في طرة 

داخل جناح مصر باللعبة، تجد الشاب المصري والمعتقل السابق عبدالرحمن الجندي، يحكي قصته مع الاعتقال على مدار ست سنوات داخل سجن طرة، وكيف كان التعامل معه ورفاقه من قبل القائمين على السجن، في مقاله "هاري بوتر في طرة"، الذي نُشر في عام 2018 بينما كان الشاب قيد الاعتقال، يحكى لمصر بل للعالم رحلته الأليمة في محبسه.بكثير من الخوف والحذر كتب عبدالرحمن تلك الكلمات، بينما عيناه تترقبان القادم، وينصت بكل جوارحه حتى يسمع دبيب أقدام زوار غير مرغوب فيهم. كتبها وكان أقصى أمانيه أن تعبر تلك الأسوار العالية، وأن تفلت من أيدي الحراس، كانت أمانيه بسيطة، وربما لم يكن يعلم أن بعد سنوات قليلة، ستصبح كلماته داخل لعبة يستخدمها عشرات الملايين حول العالم.

جناح مصر في المكتبة

كما يضم جناح مصر تقريراً لموقع مدى مصر كتبته ريم المصري تحت عنوان "دليلك المفيد لقانون الجرائم الإلكترونية الجديد"، توضح فيه للقراء عواقب وتداعيات قانون "مكافحة جرائم تقنية المعلومات"، على حرية النشر والتعبير بمصر وتستعرض العقوبات المنصوص عليها بالقانون، داخل مصر أم الدنيا التي تحتل المركز 163 بين 183 دولة في مؤشر حرية الصحافة.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
بلال فتيان
مدون مصري
مدون مصري
تحميل المزيد