تحرش وتغريدات عنصرية.. لماذا يجب منع بعض لاعبي كرة القدم من دخول السوشيال ميديا؟

عدد القراءات
2,709
عربي بوست
تم النشر: 2020/04/14 الساعة 14:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/14 الساعة 14:39 بتوقيت غرينتش
لاعب منتخب مصر عمرو وردة/ رويترز

في الوقت الذي شهد العالم بأسره نهضة علمية وتكنولوجية واسعة، فتح الباب أمام إبداع الإنسان المفكر والحذق الذي نجح بتطوير العديد من الأمور التي كانت تندرج تحت مسمى أولويات الحياة، وذلك حتى يتمكن الإنسان من أن يعيش حياة أقل تعقيداً وأكثر راحة. 

وقد كان للتواصل البشري حيزٌ لا بأس به من هذا التطور، خصوصاً مع ولادة وسائل تواصل لم يسبق للبشرية أن شهدت مثلها كالتلفاز والراديو، قبل ظهور الهواتف الذكية والحواسيب التي وجد من خلالها مواقع التواصل الاجتماعي، التي سهلت عملية التواصل بين البشر من جميع بقاع الأرض، عبر مختلف تطبيقاتها كفيسبوك، تويتر وإنستغرام. 

إن تسلل مواقع التواصل الاجتماعي لحياة لاعبي كرة القدم شكل بداية جديدة للعبة، كذلك الأمر بالنسبة للرياضات الأخرى، خصوصاً مع استفادة اللاعبين من هذه الوسائل عبر عدة طرق، كالتقرب من الجماهير والتواصل معهم، مشاركة النشاطات التي يقوم بها اللاعبون يومياً، والاستفادة المادية عبر بعض الأعمال الترويجية من قبل شركات خاصة تعنى بتلك الأعمال.

في الوقت نفسه، وتزامناً مع قيام أي لاعب باستخدام وسائل التواصل، عليه أن يكون على مستوى عالٍ من الحذر، ويحاول أن يبتعد عن القيام بأي تصرف غير مسؤول كي لا يقع في المحظور، ويُغضب الجماهير التي لن تكون رحيمة بحقه، وتتحول مواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة له من نعيم إلى جحيم.

يقفز كالسود ويمسك بالنقود مثل اليهود

في عام 2014، أثار النجم الإيطالي ماريو بالوتيلي ضجة واسعة في الشارع الكروي، وذلك عقب نشره تغريدة عنصرية ومحرضة لأديان مختلفة عبر تطبيق تويتر، أغضبت جزءاً كبيراً من عشاق الساحرة المستديرة.

ونشر بالوتيلي لاعب ليفربول الإنجليزي في ذلك الوقت، صورة سوبر ماريو تحت عنوان "لا تكن عنصرياً"، جاءت بعدها العبارة التالية "كن مثل ماريو، فهو سباك إيطالي صنعه اليابانيون ويتكلم الإنجليزية ويشبه المكسيكيين ويقفز كالسود ويمسك بالنقود مثل اليهود."

بالوتيلي يصنع الحدث كالعادة

وجاء رد ماريو بالوتيلي على الانتقادات التي طالته، بالقول عبر تطبيق تويتر "إن أمي يهودية، ولذا فعليكم ان تخرسوا رجاء". كما وصف قراره بنشر صورة ماريو بأنها "لحظة سيئة."

وقد تمت معاقبة بالوتيلي بعد فعلته تلك من قبل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بتوقيفه لمباراة واحدة، بالإضافة إلى تغريمه مبلغ 25 ألف جنيه استرليني، وذلك بسبب مخالفته لقواعد الاتحاد في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. 

تحرش وعروض لممارسة الجنس

في صيف عام 2019، وبعد انطلاق بطولة أمم إفريقيا بأيام معدودة، تم استبعاد اللاعب المصري عمرو وردة من القائمة المشاركة بالبطولة لأسباب أخلاقية بحسب ما أشار إليه الاتحاد المصري لكرة القدم. إذ تورط عمرو في عمليات تحرش عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كان آخر ضحاياها عارضة الأزياء الأمريكية ذات الأصول المصرية ميرهان كيلير، والتي روت كامل تفاصيل القصة عبر حسابها الشخصي على إنستغرام. لكن، وتحت ضغط كبير من اللاعبين، وبقيادة قائد المنتخب أحمد المحمدي والنجم العالمي محمد صلاح، تم إعادة عمرو وردة إلى المنتخب مرة أخرى، في فضيحة لا تقل جرماً عن جرم عمرو وردة نفسه. 

عمرو وردة

تغريدة عنصرية

تعرض لاعب خط وسط مانشستر سيتي برناردو سيلفا منذ قرابة ثمانية أشهر تقريباً، لانتقادات كثيرة من قبل جماهير كرة القدم من جهة، ومن قبل مؤسسة "كيك إت أوت" المناهضة للعنصرية من جهة أخرى، وذلك إثر نشر اللاعب البرتغالي تغريدة على تويتر عن زميله بنجامين ميندي حذفها بعد ساعة واحدة.

وكان سيلفا قد نشر تغريدة يقارن فيها ميندي بشخصية كاريكاتورية تستخدم كشعار لنوع محبوب من الحلوى المغلفة بالشوكولاته في إسبانيا والبرتغال، والتي اعتبرها البعض لفتة عنصرية من قبل نجم مانشستر سيتي، حتى لو كان ذلك قائماً على مزاح بين الأصدقاء.

تغريدة برناندو سيلفا

ولم يُفلت برناردو سيلفا من العقاب، فقد قام الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بتوقيفه لمباراة واحدة، بالإضافة إلى تغريمه مبلغ 50 ألف جنيه إسترليني إثر فعلته تلك.

لقد فشل العديد من اللاعبين في ضبط أفعالهم ومشاركتهم عبر مختلف المنصات الافتراضية، لتُصوب نحوهم أسهم الانتقادات والشتائم، وتغدو قصصهم عبرة يتعلم منها كل رياضي بشكل عام ولاعب كرة قدم بشكل خاص.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
مصطفى فرحات
مدون رياضي
مدون رياضي
تحميل المزيد