في عيد ميلاده.. ملك إفريقيا ما زال على العرش

عدد القراءات
1,684
عربي بوست
تم النشر: 2020/04/11 الساعة 10:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/11 الساعة 10:26 بتوقيت غرينتش
في عيد ميلاده.. ملك إفريقيا ما زال على العرش

"تيرانغا" في لغة الولوف "السنغالية القديمة" تعني حسن الضيافة، واشتهر بهذه الكلمة شعب السنغال، من فرط كرمهم وسماحة قلوبهم. فمن عادتهم استقبال ضيوفهم بأيادٍ مفتوحة، والسماح لهم بالدخول لبيوتهم ومقابلة أعضاء العائلة، كما يتحدثون بكل فخر وحب عن ثقافتهم وديانتهم وأفكارهم التي تميزهم.. "التيرانغا" ليست مجرد كلمة، بل أسلوب حياة يعكس طبيعة شعبها. 

ساديو ماني، الأعجوبة السوداء، ذو وجه المقاتل، الطفل صاحب الحذاء الممزق، صار يوماً ملكاً على عرش القارة، بعباءة أبيه متألقاً، متمسكاً بهويته، متحدثاً بهيئته باعثاً لرسالة للعالم "أنا أنتمي إلى هنا "، وحاملاً على عاتقه أهدافه، ساعياً في الأرض جاهداً، لا يدخر جهداً لتحقيقها، حتى نال أولى ثمارها، مصطحباً في رحلته أخلاق عشيرته، ظاهراً بأصالته، وبكل سمات التيرانغا.

كلام في التكتيك 

هناك نوعان من الأجنحة: جناح تقليدي، وآخر داخلي، فالجناح التقليدي ملازم للخط ويبقى معزولاً شيئاً ما لاستقبال الكرات القطرية من الجهة المقابلة بعد تحويل اللعب من جهة لأخرى في حركة تسمى بالإنجليزية switching play. 

أما الجناح الداخلي فيسكن العمق الجانبي، الـ inner corridor طبقاً لتقسيم الملعب، ويلعب في الجهة العكسية لقدمه كحالة كريستيانو رونالدو مع كارلو أنشيلوتي، أو روبين مع البايرن، لابد أن يتميز هنا بالتسديد والمراوغات والتفوق في مواقف ١ ضد ١.. هل ساديو من النوع الأول أم الثاني؟

ماني يجمع بين النوعين، ومميز في تأدية أدوار كل حالة بدرجة جيدة جداً، جناح شبه متكامل ومناسب جداً لأي أسلوب لعب، سواء مركزي، أو معتمد على الفرديات، التفوق النوعي في مرجع اللعبة هو التفوق في حالات ١ ضد ١. امتلاك لاعب كساديو يحقق ذلك التفوق في أغلب الحالات، سيطرته على الكرة في المساحات الضيقة وقدرته على لعب Risky passes سواء من العمق أو العمق الجانبي، تصنفه كجناح صانع لعب بامتياز، فاعليته أمام المرمى سواء بالتسديد بالقدم أو الرأس تصنعه كجناح هداف، إذا جمع بين النوعين هنا بدرجة جيدة جداً.

في حالة الضغط لديه شراسة وقوة ذهنية وبدنية تمكنه من سد أكثر من زاوية تمرير أو يشوش على حامل الكرة بنجاعة. بيب غوارديولا صنف اللاعبين بشكل عام نوعين: نوعاً منظماً للعب، ونوعاً يهاجم المساحات، من القليل جداً أن تجد لاعبين يستطيعون الدمج بين النوعين، ماني أحدهم. وهذا واضح جداً في شقه للمساحات في حالات التحول من الدفاع للهجوم. الميزة البارزة فيه حالياً بشكل كبير هي اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب، سواء تمرير أو مراوغة أو تسديد، وهذا ما أوضحه كرويف "التكنيك هو تمرير الكرة في الوقت المناسب للزميل بسرعة وقوة مناسبة".

نسخة عظيمة من أسد التيرانغا قد تجعله جناحاً أقرب للتكامل، إن لم يكن الجناح الأكمل حالياً.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
أحمد رضا منصور
كاتب ومحلل رياضي
مهندس مصري، باحث رياضي، ومحلل أداء سابق بالنادي الإسماعيلي.
تحميل المزيد