وختم المدرب الحالي لبرشلونة، متحدثاً عن ماندي: "التطور الذي بدا عليه منذ أن بدأنا اللعب في هذا الموسم (يقصد موسم 2018-2019) إلى غاية الآن يعتبر أفضل عملية تطور شاهدتها طيلة 40 سنة".
فإذا كان هذا الكلام والثناء من مدرب تجاه أحد لاعبيه فلا نتعجب إذا ما سعى سيتين للاستفادة من خدمات النجم الجزائري في فريقه الجديد برشلونة، في حال ما بقي على رأس الجهاز الفني للنادي الكاتالوني في الموسم القادم. حيث قد يُعزز ماندي وسط دفاع فريق "البرسا" في ظل تراجع أداء الإسباني جيرارد بيكيه وتقدمه في السن والرحيل المتوقع للفرنسي صامويل أومتيتي بسبب انخفاض مستواه بشكل حاد وتعدد إصاباته.
وعلى الرغم من أنّ ماندي يفضل اللعب كمدافع أوسط إلّا أنّه يمكنه شغل منصب الظهير الأيمن دون أي مشكل، ليكون بذلك خير بديل للمدافع الأيمن الحالي لفريق برشلونة، البرتغالي نيلسون سيميدو، في حال غياب هذا الأخير بسبب الإصابة أو العقوبة أو في حال الاستعانة به كمتوسط ميدان على الجهة اليمنى مثلما كان الشأن في بعض مباريات الفريق الكتالوني في الفترة السابقة.
رحلته مع الجزائر
ولمن لا يعرف عيسى ماندي جيداً فإنّ مبارياته الأولى مع المنتخب الجزائري كانت كظهير أيمن، وقد تألق بشكلٍ لافتٍ في هذا المنصب رفقة المدرب البوسني وحيد خاليلوزيدش خلال نهائيات مونديال البرازيل 2014.
نصل الآن إلى مشوار ماندي مع منتخب بلده لنشير أنه وبخلاف معظم اللاعبين الدوليين الجزائريين المولودين بفرنسا، فإنّه لم يسبق له حمل ألوان المنتخبات الشابة لبلد مولده ونشأته بل انضم مباشرة لمنتخب بلده الأصلي الجزائر في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، عشية مباراة الإياب أمام منتخب بوركينا فاسو للدور الأخير للتصفيات الإفريقية لكأس العالم 2014، لكنه انتظر يوم 4 مارس/آذار 2010، ليخوض أول مباراة ضمن التشكيلة الأساسية لفريق "محاربي الصحراء"، وكان ذلك خلال مواجهة ودية أمام منتخب سلوفينيا (2-0).
وشارك ماندي مع منتخب بلده في 55 مباراة، من بينها 6 لقاءات في نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم التي احتضنتها مصر في الصيف الماضي وفاز بلقبها المنتخب الجزائري.
ويجرنا هذا الكلام للعودة إلى الحديث عن مدى إمكانية انضمام عيسى ماندي لنادي برشلونة، فنقول إنّ سيتين واحد من المدربين المولعين باللعب الجميل والاعتماد على الاستحواذ والتمريرات القصيرة. وقد بلغ معدل استحواذ ريال بيتيس في كل مبارياته للدوري الإسباني في موسم 2018-2019 نسبة 62.5 %، ما شكل رقماً قياسياً في تاريخ مسابقة "الليغا" منذ موسم 2005-2006، لكن دون احتساب نادي برشلونة، الذي يعتبر ظاهرة عالمية في هذا المجال.
وبما أنّ ماندي كان قطعة أساسية لفريق ريال بيتيس لموسم 2018-2019، فإنّه لن يجد صعوبة كبيرة في التأقلم مع طريقة لعب برشلونة، خاصة في حال بقاء كيكي سيتين طبعاً، والذي يفضل انطلاق هجمات فريقه من الخلف وبالضبط من وسط الدفاع بخطة (4-1-4-1) أو على الأطراف بخطة (3-5-2).
ويتميز عيسى ماندي برزانة كبيرة في اللعب وإجادة المراقبة اللصيقة بمهاجم الفريق المنافس والصراعات الثنائية وانتزاع الكرة دون ارتكاب الخطأ، كما يحسن أيضاً اللعب في الكرات الهوائية سواء عند الدفاع أو عند مساعدة خط الهجوم.. وهي كلها خصائص مطلوبة لدى لاعبي خط دفاع برشلونة.
لن نختم المقال دون الإشارة إلى أنّ عقد ماندي مع ريال بيتيس ينتهي في يونيو/حزيران 2021، وأنّ قيمة الشرط الجزائي تقدر بـ30 مليون يورو، وهو مبلغ في متناول إدارة نادي برشلونة.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.