مسلسل Containment
تم إنتاج هذا المسلسل في عام 2016، وتم وقف عرض الموسم الثاني منه لأسباب غير معلومة.
المسلسل تدور أحداثه في مشفى بولاية أتلانتا الأمريكية، حين تواجه إحدى طبيبات المشفى موجة من أعراض البرد تصيبها بارتفاع شديد في درجة الحرارة وتعرُّق وإجهاد شديدين، ثم زرقان حول العينين، ثم سعال مصحوب بالدماء، ويتم عزلها وإجراء بعض الفحوصات عليها، ليتبين أنها مصابة بفيروس ضارٍ ومُعدٍ ينتقل عبر سوائل الجسد، ولما ماتت الطبيبة في غضون ساعات هي ورفيقها الطبيب، تبين أن الفيروس قاتل بنسبة 100 بالمئة لحاملي الفيروس.
بعدها يقوم الطبيب الذي أجرى الفحص للطبيبة المصابة ورفيقها، بالتواصل مع الهيئة الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أو ما يعرف بالـCDC.
فتجري الجهة المعنيَّة تحرياتها، وتطلب تقصّي كل الحالات التي تعاملت معها الطبيبة؛ لمعرفة من هو الحامل الأول للفيروس، ليتضح أن الفيروس انتقل للطبيبة من مهاجر سوري أتى للقارة الأمريكية بطريقة غير شرعية، وهو مقيم مع أهله في أحد الأحياء القريبة من المشفى.
ومن كاميرات المراقبة بالمشفى اكتشفوا أن الفتى السوري أتى المشفى في حالة إعياء شديد، ورحل دون الإدلاء ببياناته، وهو ما أثار الشكوك حول هويته.
فعَّلت الهيئة الأمريكية إجراءات البحث، وتم احتجاز المريض السوري، وبعدها بسويعات قلائل تم احتجاز أسرته؛ لاحتمالية تعرُّضهم للفيروس، وبفحص متعلقات السوري الهارب وجدوا صورة حية للفيروس على ملابسه، وتم إعلان الحقائق في الصحافة الأمريكية؛ ومن ثم تم تقصي كل الأفراد الذين كانوا على احتكاك بالأسرة السورية وأيضاً الطبيبة المتوفاة.
وقامت الدنيا ولم تقعد لما وجدوا الأعراض نفسها التي ظهرت على الطبيبة، بدأت تظهر على الأسرة السورية بأكملها، وهو ما يدل على أنهم جميعاً حاملون للفيروس القاتل.
الشرطي الذي قبض على الشاب السوري وُجدت في حافظة أخيه صورة لشابة أمريكية، وبتقصي الشابة وجدوها بصحبة آخرين، وجميعهم ظهرت عليهم أعراض الفيروس من سعال شديد ونزيف من الأنف ثم الفم وتشنجات ثم الموت.
لما خرج الوضع عن السيطرة، أقامت هيئة البحث كردوناً عازلاً حول المشفى والمناطق التي وُجدت بها حالات، وكذلك المناطق المجاورة؛ للفصل بين الحالات وبقية المدينة.
في اليوم نفسه الذى أتى فيه الفتى السوري للمشفى، تصادف وجود رحلة مدرسية بها أكثر من خمسة عشر طفلاً على الأقل، تم احتجازهم داخل الكردون.
تتعالى صيحات الناس داخل الكردون وخارجه، فعديد من أولياء الأمور ينتظرون أبناءهم للخروج من المشفى، وتتلاعب بهم الحكومة وتخبرهم بأن الوضع سيستمر عدة أيام؛ للفصل بين الحالات المصابة ومن لم تصبهم العدوى.
يأتي صحفي كثير الضجة ويفضح حالات العنف ضد العرب داخل الكردون وموت الناس داخل بيوتهم دون رعاية طبية، وتفشي العدوى ومزيد من الحالات وانتشار العصابات لسرقة الطعام والشراب وإعادة بيعه للناس بأغلى الأثمان، ويتم تمييز البيوت التي مات أصحابها بعلامة على شكل دائرة حمراء ينتصفها خط مائل، كدليل على أنه حلَّ البلاء على هذا المكان.
ثم يعلن الطبيب القائم على فحص الحالات أن فترة حضانة الفيروس هي ثمانٍ وأربعون ساعة، فتخرج الشرطة وممثلو هيئة مكافحة الأمراض، ليخبروا الناس بأنه سيتم الإفراج عن ذويهم داخل الكردون بعد تمام 48 ساعة، في حال كان ذووهم بحالة جيدة فقط، ولن يسمح لمن أصابهم الإعياء بالخروج من الكردون؛ حتى لا تنتشر العدوى، وأخبروا الناس بأنها أوامر صارمة وستُؤخذ على محمل الجدية.
في هذه الأثناء تتواصل المُدرّسة التي كانت تصحب الأطفال في الرحلة المدرسية مع طبيب المستشفى، وبملاحظتها لتتابُع وفاة الحالات، تلفت نظر الطبيب إلى أن من يموت أولاً هو من يحمل الفيروس أولاً، وتساورها الشكوك في الطبيب، لأن لديه فئران تجارب والمشفى ليس مركزاً بحثياً، وتطلب من الطبيب تفسيراً فيتلعثم الطبيب، ويخبرها بأن مناعة الأشخاص تختلف بعضهم عن بعض، ليتبين خلال أيامٍ كذب ادعاء الطبيب، وأن الفتى السوري لم يكن الحامل الأول للفيروس، في حين انتقلت إليه العدوى من الطبيبة، وقد انتقلت العدوى للطبيبة من رفيقها الطبيب الذي كان يعمل في المعامل البيولوجية لهيئة مكافحة الأمراض، وأنه أصيب بالفيروس إثر تجربته لتصنيع هذا الفيروس معملياً، وتم غلق المعمل فوراً منذ عام بعد موت أول متطوع (ضابط أمريكي عائد من الحرب)، وقد انتقل الفيروس إلى الطبيب في أثناء فحصه للمصاب، إذن رفيق الطبيبة هو الحامل الأول للفيروس.
المسلسل مأخوذ عن رواية بلجيكية تدعى "الكردون".
***
لم أفهم سر تزاحم الأمريكان إلى حد الشجار على المواد الغذائية وبعض السلع بعد عودة المهاجرين الصينيين من بلادهم عقب الاحتفال بعيد رأس السنة الصينية في فبراير/شباط الماضي، في ظل انتشار فيروس الكورونا بمدينة ووهان.
ولم أفهم سر الهلع الزائد لدى عموم الشعب الأمريكي إلا بعد مشاهدة هذا المسلسل الذي تتشابه أحداثه والواقع الحالي بشكل محيّر، ولم أجد الإجابة إلا في مسلسل..
من أشهر وأطول المسلسلات الأمريكية قاطبة. وهو المسلسل الأمريكي الوحيد الذي تنبّأ بترشح الرئيس الأمريكي الحالي على سبيل الدعابة، والدعابة تحولت لحقيقة.
وما يزيد الأمر غرابة في كثرة التنبؤات هذه، هو خطاب رجل الأعمال العبقري الشهير بيل غيتس الذي ألقاه على منصة "تيد"، وتنبأ فيه بحلول تلك الجائحة العالمية، والخطاب كان عام 2015.
فهل كانت كل هذه التنبؤات بالصدفة؟
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.