دينيس بيركامب.. الطائر الذي جعلني أحب هولندا

عدد القراءات
7,999
عربي بوست
تم النشر: 2020/03/27 الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/03/27 الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش
دينيس بيركامب.. الطائر الذي جعلني أحب هولندا

يقول كرويف في حوار قديم جداً، عن المقارنة بين أساطير اللعبة، والكلام داخل تلك القضية لا ينتهي، الجميع يتحدث حول مارادونا، بيليه، بيكنباور، دي ستيفانو، يقول أحدهم هذا هو الأفضل، وآخر يقول ذاك هو الأفضل، لكن كرويف يقول:

"لكل واحد فيهم مزايا وقدرات جبارة، من الصعب أن نصنفهم كلاعبين، بل نستطيع أن نقول إنهم الصفوة الخاصة لكرة القدم. لكن عندما تتحدث عن لاعب كرة القدم بالمعنى الحرفي للكلمة "Footballer"، سيصعب تصنيف مارادونا على أنه لاعب كرة قدم. التخصص هنا حينما تقول عن أن كيث ريتشاردز أفضل عازف جيتار، جوناث فيرمير أفضل رسام، وحينما تتحدث عن الـ Footballer أو لاعب كرة القدم الخالص بعيداً عن الأساطير والنجوم والأباطرة، فبالنسبة لي، هو دينيس بيركامب".

الحقيقة أن تصريح العراب ما هو إلا مقدمة لا بد منها، عند الحديث عن واحد من أعظم لاعبي كرة القدم في حقبة التسعينيات وما بعدها.

كلام في صميم التكتيك

"حينما أفكر في عظماء اللعبة، أتذكر كلام كرويف حول كرة القدم والمساحات، وتأكيده أن كل شيء خاص بالفراغات في اللعبة، المسافات بين اللاعبين. كذلك أريغو ساكي، الرجل الذي قام باستخدام الحبال والظل في التدريبات، واللعب بـ 11 لاعباً أمام صفر من أجل زيادة خاصية التمركز عند لاعبيه".

يقول دينيس بيركامب هذا الكلام ويستمر في حديثه التكتيكي: "كل شيء خاص بالمسافات، حينما يتحرك جناحك الأيسر في الهجوم، يجب أن يصعد أيضاً ظهيرك الأيمن إلى الأمام".

"كل لاعب يتحرك خطوة، يجب أن تؤثر هذه الخطوة على زميله، ويتفاعل معها، ومن الزميل إلى الزميل الثاني، الذي يتحرك ايضاً كرد فعل لتحرك الأول ثم الثاني، وهكذا، الأمر أشبه بالشبكة التي تترابط فيما بينها".

"حينما يجري اللاعب في هذا الاتجاه، يجب أن يتحرك كل الفريق في نفس الاتجاه، جرى نحو اليسار، كل من هو قريب من مركزه، يتحرك نحو اليسار، الكل يعمل من أجل ضبط المسافة مع الزميل".

"حينما ألعب مع آرسنال، وأتمركز على حافة منطقة جزاء الخصم، أنظر للوراء، أرى توني أدامز في المنتصف، المسافة بين الدفاع والهجوم يجب أن تكون قليلة، والمسافة بين كل لاعب وزميل يجب أن تكون قريبة، والتحرك يجب أن يتم بشكل جماعي لا فردي، وكأن فريق كرة القدم أقرب إلى خلية النحل".

كل شيء خاص بالمسافة، كل شيء خاص بالفراغ، كل شيء خاص بالتمركز..

"It's about Distances"

مهندس الفراغات

بيركامب كان أستاذ الفراغات، حتى هذه اللحظة أدخل على يوتيوب أو مواقع كرة القدم العتيقة، لمشاهدة مباريات قديمة كاملة، لمنتخب هولندا، لآرسنال أوائل الألفية، لأياكس، أجد نفسي منبهراً بمدى ذكاء بيركامب، وكأنه لاعب سابق عصره حرفياً، في اللمسة الأولى، والثانية، والحركة بدون كرة، واتخاذ القرار قبل بدء اللعبة، وتحكمه المثالي في الفراغات، بالكرة ومن دونها.

وفي 4-4-2 يلعب كمهاجم ثان خلف المهاجم الرئيسي، يستلم الكرة ويسجل أو يمرر أسيست إلى المهاجم الرئيسي. لاعب مثل بيركامب، نصف مهاجم ونصف صانع لعب أو فيما يعرف بالتسعة ونصف Nine and half .

سألت نفسي مجرد سؤال سريع، هل طريقة لعب 4-2-3-1 الحديثة سيلعب فيها بيركامب؟ وأين سيكون؟ وهل بيركامب صانع لعب أم مهاجم ثان؟

لاعب مثله يُبدع مع خطة 4-3-1-2 أو 3-4-1-2، صانع اللعب الذي يلعب وراء ثنائي هجومي وخلفه لاعبو وسط يجعلونه بعيداً عن الواجبات الدفاعية.

مع منتخب هولندا في مونديال 98، ويورو 2000، كان أفضل منتخب بدون جدال، كرة وإبداع وجماعية، لكن مع حظ عاثر واستهتار مبالغ فيه وسوء طالع في ركلات الجزاء، ومع آرسنال اللا هزيمة أيضاً، كان هناك عامل مشترك واحد.. رسم 4-4-2 ومشتقاتها

مهاجم: كلويفرت مع هولندا، هنري مع أرسنال.

وسط: كوكو وديفيز هولندا، سيلفا وفييرا مع أرسنال.

نصف جناح ونصف وسط: رونالد دي بوير وزيندن مع هولندا/ أوفر مارس، بيريس وليونبيرغ مع آرسنال.

مع كل هؤلاء، اسم واحد ثابت لا يتغير، دينيس بيركامب، المهاجم الإضافي، والصريح في بعض الأحيان، الجناح عندما يحتاجه زملاؤه، ولاعب الوسط الهجومي في التمرير، وصانع اللعب عند تحويل الحيازة إلى فرص.

كل هؤلاء في لاعب واحد فقط، لن يتكرر بسهولة.

دينيس بيركامب في أبرز لوحاته

أحمد مختار هو صحافي رياضي، وكاتب مهتم بالتحليل والحديث عن كرة القدم وقصصها.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أحمد مختار
صحافي رياضي، وكاتب مهتم بالتحليل والحديث عن كرة القدم وقصصها.
صحافي رياضي، وكاتب مهتم بالتحليل والحديث عن كرة القدم وقصصها.
تحميل المزيد