عندما تشاهد فريق لاتسيو فأنت تنبهر فوراً بالمنظومة الدفاعية الممتازة لسيموني إنزاغي: طريقة لاعبيه في التحكم بالفراغات، والتحولات من الخلف إلى الأمام، واستغلال مساحات الخصم بالشكل المطلوب، لتدرك فوراً أنهم من الأفضل في اللعب من دون كرة، لكن على مستوى الحيازة والاستحواذ فإنك ستقع فوراً في حُب لويس ألبرتو، كلما يلمس الكرة كأنه يعطي الإشارة إلى بدء هجمات النسور.
لمسة مميزة، مراوغات مستمرة، إبداع في التمرير والصناعة وحتى التسجيل، كأنه ليونيل ميسي الطبقات الأقل، كل هذا تتذكره عند مشاهدة لويس ألبرتو، أكثر لاعب "أندرويد" في العالم، هكذا وصفه موقع "الإسبن" الأمريكي عند الحديث رقمياً وإحصائياً عنه.
ميسي الغلابة
منذ بداية موسم 2017-2018، صنع هؤلاء "ميسي، مولر، دي بروين، سانشو، أليخاندرو غوميز" أهدافاً أكثر من لويس ألبرتو، اللاعب الذي صنع أكثر من 30 أسيست منذ هذا التاريخ، ليصبح أحد أفضل صنّاع اللعب في الدوريات الكبيرة خلال آخر 3 أعوام.
على مستوى صناعة الفرص أيضاً، فإنه يأتي في مرتبة متقدمة للغاية. كذلك بالنسبة للتمرير داخل منطقة الجزاء وبالثلث الهجومي الأخير، فإن عدداً قليلاً جداً من اللاعبين يتفوق عليه. طبعاً إذا استبعدنا ميسي الحاصل على المركز الأول في كل هذه الإحصاءات، فإن دي بروين وغوميز وأحياناً هازارد وفي بعض الأوقات سانشو، هم من لديهم أرقامٌ أفضل كلما اقتربنا من الثلث الهجومي الأخير، على مستوى صناعة الفرص وعدد التمريرات ودقتها، ومدى خطورتها في التحول إلى هدف أو مشروع هدف أو أسيست.
هذا الموسم في كل المسابقات، لعب لويس ألبرتو 30 مباراة، سجَّل 4 أهداف وصنع 14، مع 3 تمريرات تؤدي إلى تسديدة في المباراة الواحدة، وعدد وافر من المراوغات والفرص التي صنعها لزملائه، دون إهمال للجانب الدفاعي في مساندة لاعبي الارتكاز، وحتى الضغط المتقدم على مدافعي المنافس بالعرقلة والافتكاك. كل هذه الإحصاءات تجعله لاعباً مهماً للغاية، لكن ماذا عن طريقة لعبه وأسرارها؟
كلام في التكتيك
لويس ألبرتو، لاعب الوسط الثالث كما يقول الكُتاب، لاعب المركز الـ8 في رسم 4-3-3 ومشتقاتها، أي همزة الوصل بين الوسط والهجوم، صانع الألعاب الذي يربط منطقة الارتكاز بثلاثي المقدمة، ويقوم بدور صانع الأهداف الحقيقي في التشكيلة. بينما في 3-5-2 الحالية رفقة لاتسيو، فإنه لاعب الوسط الريشة أو الـ"Shuttler" الهجومي، الذي يوجد باستمرار في أنصاف المسافات، بين الوينج باك على اليسار ولاعب الارتكاز الدفاعي الصريح، لصناعة الفرص تجاه المهاجمين مباشرة، مع استغلال وجود ثنائي هجومي بالأمام؛ من أجل حصوله على الكرة بمناطق خطيرة دون رقابة، للتسديد والتسجيل في الشباك.
حصل ألبرتو مع إنزاجي على الحرية المطلوبة، والثقة التي جعلته يصنع الأهداف من كل مكان بالملعب تقريباً، مع ستايل واضح في اللعب بالقدم اليمنى والتمركز على يسار الوسط قليلاً، لتسلُّم الكرات ومن ثم القطع إلى الداخل، للمراوغة ولعب الكرات القُطرية، أو حتى التحول إلى الطرف وخلق موقف 2 ضد 1 بالتعاون مع زميله الظهير الجناح على الخط الجانبي من الملعب.
نتيجة لذلك، عند رؤية الخارطة الحرارية لتحركاته، فإنه يوجد أكثر في المنطقة 14، بين دفاع الخصم وارتكازه، ويعود بعض الشيء خطوات للخلف، ويصعد إلى الصندوق، ينطلق تجاه الأطراف. باختصار شديد، يتسلَّم كرات عديدة على يسار الملعب، كأنه نصف لاعب وسَط ثالث ونصف صانع لعب خالص.
رحلة اكتشاف الذات
لا يعرف كثيرون أن لويس ألبرتو سبق أن لعب في صفوف برشلونة لمدة موسم، قبل أن ينتقل إلى ليفربول بعقد كامل. لم يشارك كثيراً في موسمه الأول، مجرد 135 دقيقة بالبريميرليغ، 51 دقيقة بالكأس، و72 دقيقة في كأس الرابطة، وفق إحصائيات شبكة "الإسبن"، لينتقل معاراً إلى ملجا ثم يجد نفسه من جديد مع ديبورتيفو لاكورونيا، قبل أن يتحول إلى الكالتشيو ويعيد اكتشاف نفسه رفقة لاتسيو، منذ عام 2016 وحتى اليوم.
منذ موسم 2017-2018، الموسم الذي تحوَّل فيه ألبرتو من مجرد لاعب مساعد إلى نجم حقيقي لفريقه، لعب أكثر من 900 دقيقة، من وقتها 4 لاعبين فقط حول أوروبا لديهم أكثر من نصف أسيست بالمباراة، 4.5 تمريرة داخل منطقة الجزاء، و20 تمريرة بالثلث الأخير، هؤلاء هم "ميسي، ودي بروين، ونيمار، ولويس ألبرتو".
السن: 27 سنة
عقده مع لاتسيو: حتى صيف 2022
القيمة السوقية: 55 مليون يورو
أحمد مختار هو صحافي رياضي، وكاتب مهتم بالتحليل والحديث عن كرة القدم وقصصها.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
تقدر شركة إنتغرال ميديا الاستشارية المحدودة خصوصيتك وتعلم جيدًا كم هي مهمة لك وأنك تهتم بكيفية استخدام
بياناتك الشخصية.
نحترم ونقدّر خصوصية جميع من يزورون موقع عربي بوست، ولا نجمع أو نستخدم بياناتك الشخصية إلا على النحو الموضح في
سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط، ولأغراض تحسين المحتوى المقدم وتخصيصه بما يناسب كل زائر؛ بما يضمن تجربة
إيجابية في كل مرة تتصفح موقعنا.
تعتبر موافقتك على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط أمرًا واقعًا بمجرد استمرار استخدامك موقعنا. يمكنكم
الموافقة على جميع أغراض ملفات الارتباط بالأسفل، وكذلك يمكنكم تخصيص الأغراض والبيانات التي يتم جمعها. يرجى
العلم بأنه حال تعطيل كافة الأغراض، قد تصبح بعض مزايا أو خصائص الموقع غير متاحة أو لا تعمل بشكل صحيح.