المدرب الملحد الذي يخشاه مورينيو.. من هو غاسبيريني؟

عدد القراءات
1,255
عربي بوست
تم النشر: 2020/03/20 الساعة 10:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/03/20 الساعة 10:40 بتوقيت غرينتش
المدرب الملحد الذي يخشاه مورينيو.. من هو غاسبيريني؟

"إن مواجهة هذا الرجل تحمل طابعاً خاصاً، إنها تشبه المتاهة طوال تسعين دقيقة؛ من الصعب جداً أن تعرف من أين ستلدغ. إنه أكثر مدرب تعقيداً تكتيكياً قابلته في تاريخي كمدرب كرة قدم".

هكذا تحدث جوزيه مورينيو حين كان مدرباً لإنتر ميلان عن ذلك العجوز. وإن هكذا رأى مدرب بقيمة وإنجازات مورينيو رغم اختلافنا حول فلسفته وتفاوت حبنا له، فإنه يجب علينا التقاط هذه الهدية ومتابعة مسيرة الرجل الأكثر تعقيداً في الكرة الإيطالية والعالمية حالياً. 

جوزيه مورينيو

أين كنا وكيف أصبحنا؟

هذه الجملة دائماً ما يكررها مشجعو أتلانتا، الفريق الذي يشهد حالة من التطور غير معهودة في تاريخه. من الناحية الفنية يقدم الفريق كرة قدم مقبولة جداً وبها من الجمال ما يسحر العقول والقلوب. كما أنه يحقق نتائج ممتازة تنال إعجاب المتابعين والمحبين، بل ومن هو متعصب لفرق تنافس أتلانتا. الكل أصبح يشيد بعمل هذا الفريق ويتمنى لو كان ذلك المدرب على رأس إطار فريقه الفني ليقدم كل ذلك الرونق والجمال.

"أدافع وأنا أركض للأمام ليس العكس، هذه عقيدتي أن تدافع بشكل متراجع كما يفعل أتليتيكو مدريد مثلاً لن تحصل على الكرة طوال خمس وأربعين دقيقة سوى 4-5 مرات."

  • مدرب أتلانتا غاسبيريني

طريقته هي الضغط، ولا شيء دون ذلك يرضيه. يعتبر أن الطريقة المثلى للفوز أن تمسك الكرة وتهدد مرمى الخصم بكل الطرق الممكنة، والاستحواذ يجب أن يكون إيجابياً ولا يقتصر فقط على التمرير العمودي أو العرضي. أما بالنسبة للدفاع فالأمر بعيد عن الزيادة العددية بإضافة مدافع إضافي في مربعات الملعب، إذ إنه مؤمن بنجاعة دفاع "رجل لرجل" في كافة أنحاء الملعب. في إيطاليا كل الفرق أو لنقل أغلبها، عندما تدافع فإنها تتراجع إلى الخلف، تقف في انتظار الخصم في مناطقها، تحتسي الكابوتشينو على قارعة مناطقها الدفاعية حتى يأتي المهاجمون. لكن غاسبيريني ملحد قديم، قرر معاداة أفكار الطليان قديماً ولم يطبق 

 الـ4-4-2 التي طغت على بلاد الموج الأزرق، حين كان مدرباً لفريق بريمرافيرا. حينذاك لم يكن يجرؤ أحدهم على عدم تطبيق تلك الخطة، لكن ذلك الرجل فعل.

إن الاعتقاد الراسخ لدى غاسبيريني بأهمية التمرير لا يعني تقديسه كل أنواع التمريرات. إذ يرى غاسبيريني أن التمريرة الكاسرة لخطوط الخصم الدفاعية هي الأنجع والأهم والتي يجب التدرب عليها وإتقانها بدرجة كبيرة. مع اعتماده على مهاجم قوي يجيد الاستلام تحت الضغط ويعرف جيداً كيف يستغل تلك المهارة في استلام كل تمريرة عمودية، وذلك الذي يتقنه يوسيب إيليتشيتش صاحب "السوبر هاتريك" ضد فالنسيا والذي طار بفريقه بعيداً في الحلم الأوروبي المتواصل.

فريق أتلانتا

حين يقرر مدرب ما مواجهة أتلانتا عليه أن يفكر جيداً ويعيد صياغة طريقته، لأن مصيره سيكون خسارة الصراعات الهوائية أولاً، والمعاناة في إيجاد حلول للتمرير ثانياً، وسيبحث حتى ييأس في بحثه المتواصل عن التمرير للأمام، ما سيدفعه لإعادة الكرة إلى الوراء وإرسال الكرات الطويلة التي سيقتنصها لاعبو أتلانتا. دائرة محكمة من الفشل واليأس يفرضها أتلانتا على خصومه.

حسنا ربما أطلت عليكم لكن خبايا هذا الرجل لا تنتهي، لكنني سأقول أخيراً إننا قريباً سنرى فكرة بدأ تنفيذها على يد تياغو موتا مع الفئات السنية الصغيرة لنادي باريس سان جيرمان. وهي استعمال حارس المرمى كلاعب ارتكاز يبني الكرة من الخلف ليكون عدد اللاعبين 12 لاعباً، وهو نفس التوجه أو الفكر الذي يطرحه غاسبيريني منذ زمن ليس بالقريب.

فهل سنرى أسلوب لعب جديد مع لاعب إضافي مستقبلاً في ظل عقول قررت الإلحاد عن الأنماط الكروية السائدة!.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

جاسر جاب الله
طالب ومدوّن رياضي
طالب ومدوّن رياضي
تحميل المزيد