يعترض على الحكام بفجاجة ويبكي عند الخسارة.. الوجه الآخر لأفضل لاعب في العالم

عدد القراءات
3,492
عربي بوست
تم النشر: 2020/03/14 الساعة 13:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/03/14 الساعة 13:21 بتوقيت غرينتش
يعترض على الحكام بفجاجة ويبكي عند الخسارة.. الوجه الآخر لأفضل لاعب في العالم

من منا لا يرغب في الحصول على قدرته على إسقاط المدافعين أسبوعاً بعد أسبوع بهزة وسط فقط؟

من المهاجم الذي لا يريد أن يكون غزير الإنتاج، لدرجة أن الموسم الذي يسجل فيه أقل من 50 هدفاً، يبدو موسماً مخيباً للآمال؟

من منا لا يرغب في التنافس مع نخبة لاعبي خط الوسط عاماً بعد عام، وسحقهم في كل مرة؟

من منا لا يرغب في الحصول على مهارة أنيقة مثل ميسي؟

لقد حصل بجدارة على جائزة أفضل لاعب على هذا الكوكب، خزانة الكؤوس والجوائز الفردية الخاصة الممتلئة عن بكرة أبيها تؤكد ذلك. لكن حتى مع كل ما فعله ويفعله على أرض الملعب، لا يزال الأرجنتيني مشكوكاً فيه.

شكوى كبيرة ضد ميسي؟

لا شك أن ليونيل ميسي وفي قدمه الكرة يكون الأفضل في العالم، لكن كونه الأفضل في العالم لا يعني أن يكون أفضل قائد في العالم.  

أن تكون قائد فريق كبير مثل برشلونة ليس شيئاً يحدث بين عشية وضحاها، يستغرق الأمر سنوات لإثبات أنك تستحق ارتداء شارة Senyera وقيادة الفريق أيام السقوط قبل أيام الانتصار. 

غالباً ما يتم اختيار القادة في عالم كرة القدم على أساس الأقدمية، ولكن في برشلونة تتم الأمور بشكل مختلف، حيث يتم الاختيار القادة عن طريق الانتخابات. ووفقاً لنتائج انتخابات 2018، فاز ميسي بشارة القيادة، فيما جاء بوسكتس في المركز الثاني كنائب قائد، وبيكيه في المركز الثالث وسيرجي روبرتو في المركز الرابع ترتيب القيادة. 

ما الصفات التي يمتلكها ميسي والتي جعلت اللاعبين يختارونه قائداً لهم؟

يجب أن يقال إنه لا يوجد قائدان متشابهان، البعض صاخب والبعض الآخر هادئ، ولكن أينما وُجدوا فإن دورهم محوري لنجاح الفريق. 

قال ليو في أكتوبر 2012: "أنا قلق أكثر بشأن كوني شخصاً جيداً أكثر من كوني أفضل لاعبي العالم، عندما ينتهي كل هذا، ما الذي سيبقى لي؟ لا شيء. لذلك عليّ كسب الاحترام قبل أن أحظى به، لن يضيع أحد وقته وهو يحاول الاستماع إلى شخص لا يحترمه، لا أحد يريد أن يكون له شخصية متغطرسة. إن إدارة غرفة خلع الملابس بشكل يحصد دعمها أمر أساسي لبناء الانسجام والترابط بين لاعبي الفريق لخلق بيئة تسمح بالفوز والنجاح".

شيء آخر يفعله ميسي في كثير من الأحيان وبشكل جيد جداً، وهو منح الثقة مرة بعد الأخرى لأولئك اللاعبين الذين يعانون من نقص حاد فيها. بإعادة النظر إلى الوراء في عام 2015 ، كان سباق الحذاء الذهبي ضد كريستيانو رونالدو محتدم. وفي إحدى المباريات حصل برشلونة على ركلة جزاء، كان ميسي قد سجل هاتريك بالفعل في تلك المباراة، ورأى أن نيمار لم يسجل بعد رغم أن النتيجة 7-0، قرر منحه ركلة الجزاء ليسجلها البرازيلي، هذا الشيء كرره ضد إشبيلية عندما كان كوتينيو فاقداً للثقة، وكذلك مع سواريز ضد ريال مدريد وألافيس وهويسكا.

القادة لا يجب أن يكونوا بارعين في اللعب فقط، ولكن يجب أن يكونوا قادرين أيضاً على إخراج الأفضل من زملائهم في الفريق، إلهامهم وغرس الثقة في الأوقات التي يفتقرون إليها، وبالنسبة للبرغوث الأرجنتيني، فهذا شيء يتقنه.

وفيما يتعلق باستعادة الثقة والدفاع عن زملائه، فإن ميسي أكثر من مستعد لإسكات الجماهير عن لاعبي الفريق. لم تتوقف صافرات الاستهجان ضد كوتينيو في الكامب نو، بسبب أدائه دون المستوى ضد ليفربول، حينها واجه ميسي الجماهير لوقف الصفير على البرازيلي. وفي المقابلة التي تلت المباراة، تحدث ميسي عن الفريق، كما وصف أعمال الجماهير بأنها قبيحة، ثم أصر على أهمية العمل الجماعي ودعم اللاعب سواء قدم مباراة جيدة أم لا.

ميسي يطلب من الجماهير تحية كوتينيو ودعمه

ظهر دفاعه عن زملائه مرة أخرى في دائرة الضوء، عندما ادعى إيريك أبيدال أن اللاعبين كانوا غير راضين عن إرنستو فالفيردي.

ادعى الفرنسي أن هذا الأمر بيد اللاعبين، إلى جانب مشاكل في غرفة الملابس وأسلوب وطريقة اللعب الأمر الذي أدى في النهاية إلى الإقالة. وقتها خرج ميسي عن صمته ورد قائلاً: "على الناس أن يتحملوا مسؤولية قراراتهم بأنفسهم، على رؤساء قسم الرياضة أن يتحملوا مسؤولياتهم بشكل واضح بدلاً من إلقاء التهم جزافاً. أعتقد أنه عندما يتم الحديث عن اللاعبين، يجب ذكر الأسماء، لأنه إذا لم يكن الأمر كذلك، فإننا الجميع متهم". 

يجب أن يتمكن القائد من الدفاع عن زملائه في الفريق من أي عواصف، سواء من الخارج أو من الداخل.

ميسي في ذلك اليوم، فعل ذلك بالضبط، كان يجب أن يحدث أي نقاش من هذا القبيل في المنزل الكتالوني فيما بينهم، لكن أبيدال لم يهتم، وضع الكاميرات على اللاعبين وفتح عليهم نيران النقد.

عاطفته لا تختفي 

ميسي يفشل في إخفاء العاطفة، وعلى الرغم من أنها ليست شيئاً سيئاً، فأنا واثق من أن أنصار برشلونة والأرجنتين يشعرون بخيبة أمل كلما انحنى رأس ميسي ويديه على وجهه والدموع في عينيه. هذا الأمر ينعكس بالسلب على زملائه أيضاً.

أمر مخيب للآمال الطريقة التي يتصرف بها ميسي حينما يصفر الحكم على برشلونة، يتزاحم على الحكم ويصرخ في بعض الأحيان ويوجه أصابع التهديد والتحذير، إذا كان يتصرف بهذه الطريقة إلى جانب زملائه القائدين (بيكيه وبوسكيتس) فتوقع أن يحذو الآخرون حذوه. 

ميسي يعترض على قرار طرده ضد تشيلي

لا شك أن هناك الكثير من الجوانب التي يحسد عليها ولكن ليس هذا، وأنا متأكد أنه يعرف ذلك بالطبع وسيحاول تحسينه.

باختصار، ليونيل ميسي هو نوع مختلف من الكابتن، إنه ليس واحداً من المشاكسين، وبالتأكيد ليس هو الشخص الذي ستراه يقفز مع ارتفاع يديه في السماء وهو يحاول تحفيز أقرانه، ولكنه ينجز المهمة عن طريق تحفيز العشرة الآخرين بطرق مختلفة. لديه بالطبع جوانب في طريقة قيادته تحتاج إلى إصلاح. يحتاج إلى أن يكون أكثر ثقة في نفسه وأقرانه ويحتاج إلى أن يكون مثالاً أفضل لزملائه عندما لا تسير الأمور كما يحب. أعتقد أنه إذا قام ميسي بتحسين هذين الجانبين من طريقة قيادته، فقد ينتهي به الأمر كواحد من أفضل القادة في تاريخ برشلونة.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
محمود بلال
كاتب ومدوّن رياضي
كاتب ومدوّن رياضي
تحميل المزيد