منذ انتقال متوسط الميدان برونو فيرنانديز من سبورتينغ لشبونة إلى مانشستر يونايتد، جرب المدرب النرويجي أولي سولشاير العديد من الرسوم التكتيكية، في محاولة منه لإيجاد الطريقة المثلى التي تتماشى مع ما يملكه البرتغالي من مهارات، ويندمج به مع المجموعة بشكل سريع، بحيث يكون النقطة المحورية في خط الوسط ومهندس العمليات الهجومية للشياطين الحمر.
يتحكم في نسق اللعب ويتقن جيداً فن التحرك بين الخطوط، ويمتلك رؤية ثاقبة خولته أن يكون حجر الأساس والممول الرئيسي لكل هجمة. يمتلك البرتغالي لمسة ممتازة تجعله قادراً على الوضع المهاجمين في مواجهة المرمى، يعرف كيف يضرب دفاعات الخصوم ببراعة متناهية. لكل لاعب إيجابياته كما له سلبيات، وهذا ينطبق على برونو اللاعب الذي يمرر كثيراً بشكل عمودي محفوف بالمخاطر، لذلك نسبة نجاح تمريراته هي 77%. لكن يعوض البرتغالي الانخفاض في دقة التمريرات، بحسن اختياره للتوقيت في طريقة التحرك في المكان الشاغر بين الخطوط.
اشتهر برونو منذ أن كان لاعباً في الدوري البرتغالي بتسديداته بعيدة المدى، حيث كان سلاحاً مرعباً لدى مدربه، يتحكم فيه كما يشاء، فيخلق له المساحة قبل منطقة الجزاء، ليستطيع التوغل والرماية بطريقة مدهشة ومتقنة.
في الشهر الماضي، تم اختيار برونو فيرنانديز أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث سجل هدفين، ومنح ثلاث تمريرات حاسمة في خمس مباريات فقط، ليصبح العملة النادرة، والأكيد أن مانشستر يونايتد لن يتخلى عن ركيزته البرتغالية.
لكن التساؤل الأهم هو هل سيواصل برونو خطف الأنظار أم أن تألقه مجرد طفرة عابرة؟
هل سيبقى العلامة التكتيكية والفنية الفارقة في تشكيلة سولشاير؟
كل هذه التساؤلات ستكون إجابتها موجودة لدينا مع الوقت، إذا سمح كورونا بذلك!
قال لاعب الشياطين الحمر السابق، هارغريفز، لموقع نادي مانشستر يونايتد الرسمي: "كنت أقول لن نشاهد بول سكولز آخر أبداً، لكن برونو لديه القدرة على جعل الجميع يلعبون بشكل أفضل ولعب كرة قدم جيدة. يبدو أن الأولاد يستمتعون به، الجميع يبدو أفضل معه، هو يعمل بجد في كل مرحلة، ربما يكون قد تحسن أو لعب أفضل مما كان يمكن أن يأمله الجميع".
في مباراة مانشستر سيتي، وتحديداً في لقطة هدف مارسيال، الكل شاهد تلك التمريرة الساقطة من برونو. تلك اللقطة المبهرة ليست وليدة الصدفة، بل تم التدرب عليها كثيراً لتكون بتلك الدقة وبذلك التفاهم بين اللاعبين. ومع الذكاء والرؤية وسرعة اتخاذ القرار ترجمت لهدف حسم لقاء الديربي.
لكن هارغريفز يرى أن اللقطة كانت ارتجالية من اللاعبين، يقول لاعب بايرن ميونيخ السابق: أجاب عن هذا السؤال حين قال "لا أعتقد أن الهدف الذي سجله مارسيال ضد مانشستر سيتي كان جملة فنية متفقاً عليها بالتدريب، لقد كانت مجرد لقطة ارتجالية وغريزية، حينما اكتشف مارسيال المساحة ولعب له برونو تلك التمريرة الرائعة".
لاعب خلاق يصعب الدفاع ضده، لذكائه في التمركز والتمرير، كما أنه حسن نتائج اليونايتد وأداء الفريق ككل، ليكون برونو باعث الأمل الجديد، وسالب قلب الجماهير التي تعول عليه أملاً في إعادة إحياء كبير مانشستر.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]