البداية من أسرة رياضية
وُلد فوزي غلام يوم 1 فبراير/شباط 1991 بمدينة سان بريست أون غارز بجنوب شرق فرنسا، من أبوين جزائريين، بحيث تعود جذور الوالد لمدينة باتنة بجبال الأوراس الجزائرية، والأم لمدينة عنابة القريبة من الحدود الجزائرية التونسية.
وفوزي هو الولد الأصغر من عائلة تضم 10 أشقاء، من بينهم نبيل غلام، من مواليد عام 1975، وهو عدّاء دولي سابق في صفوف المنتخب الفرنسي، وكان له دور كبير في المشوار الاحترافي لشقيقه الأصغر، حيث يشرف منذ مدة على إعداده البدني.
وبدأ فوزي غلام ممارسة كرة القدم، عام 1999، ضمن مدرسة نادي سانت إيتيان الفرنسي قبل أن يوقع على أول عقد احترافي في أبريل/نيسان 2010، ويخوض أول مباراة رسمية كلاعب محترف يوم 1 ديسمبر/كانون الأول ثم يفرض نفسه في منصب الظهير الأيسر ضمن التشكيلة الأساسية للفريق في أواخر موسم 2010-2011.
وسمح تألق الشاب غلام في الدوري الفرنسي بجلب اهتمام بعض الأندية الأوروبية الكبيرة، فكان على وشك الانضمام لفريق تورينو الإيطالي في صيف 2013، لكن الشروط المالية للاعب أفشلت الصفقة، فتأخر رحيل النجم الجزائري نحو إيطاليا، لبضعة شهور فقط، فانتقل في يناير/كانون الثاني 2014 إلى فريق أكثر شهرة وأفضل مستوى من تورينو، ويتعلق الأمر بنادي نابولي الذي دفع مبلغ 6 ملايين يورو لفريق سانت إيتيان لتسريح ظهيره الأيسر.
تسبب في خلاف حاد بين رئيس اتحاد الكرة الجزائري ومدرب المنتخب
وقبل أن أعود للحديث عن مشوار غلام مع نادي نابولي المليء بالأفراح والأحزان، أفضل أن أعرج بالقارئ الكريم نحو المشوار الدولي للاعب وقصة التحاقه بالمنتخب الجزائري.
فعلى غرار معظم اللاعبين الحاملين للجنسية المزدوجة والمولودين بفرنسا، فقد بدأ غلام مساره الدولي ضمن المنتخب الفرنسي الأولمبي في مطلع عام 2012 ، قبل أن يقنعه الرئيس السابق للاتحاد الجزائري لكرة القدم، محمد روراوة، في نوفمبر/تشرين الثاني من نفس العام بالانضمام لمنتخب بلده الأصلي. فكان ضمن قائمة منتخب الجزائر المشارك في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا في يناير/كانون الثاني 2013، لكن دون أن يخوض أي دقيقة من المباريات الثلاث التي أُقصي على أثرها فريق "محاربي الصحراء" من الدور الأول للمسابقة.
وقد تسبب عدم مشاركة غلام في بطولة "كان 2013" في خلاف كبير بين رئيس اتحاد الكرة روراوة، ومدرب المنتخب الجزائري، وحيد خاليلوزيتش، بحيث كان ُيقال في الكواليس في ذلك الوقت، إنّ الحاج روراوة قد وعد فوزي باللعب كأساسي مع المنتخب الجزائري، وهو الأمر الذي رآه خاليلوزيتش تدخلاً في صلاحياته الفنية، فعمد إلى إجلاس غلام على الدكة، ليس عن قناعة بل "نكاية" في روراوة.
المهم وبعد نهاية "كان 2013″، رأى المدرب البوسني خاليلوزيتش أنّه من الأفضل الاعتماد مستقبلاً في الجهة اليسرى لخط دفاع فريقه على فوزي غلام، فخاض نجم نادي نابولي أول مباراة مع منتخب الجزائر يوم 26 مارس/آذار 2013 بمدينة البليدة، أمام منتخب البنين، لحساب تصفيات مونديال 2014. وانتهت بفوز "الخضر" بنتيجة ثلاثة أهداف لواحد، ساهم فيها غلام بصناعة هدف واحد سجله زميله سفيان فيغولي.
وكانت تلك المباراة بمثابة بداية ملحمة المنتخب الجزائري في تصفيات مونديال البرازيل، انتهت بالتأهل إلى النهائيات ثم تأهل تاريخي إلى الدور ثمن النهائي للمسابقة والإقصاء بصعوبة أمام المتوج بلقب كأس العالم، منتخب ألمانيا، بنتيجة هدفين لواحد بعد الوقت الإضافي.
كما كانت مواجهة البنين بداية المشوار الدولي لغلام مع منتخب بلده الأصلي، الذي تضمن 37 مباراة رسمية، سجل خلالها 5 أهداف، وانتهى أو بالأصح توقف مؤقتاً يوم 5 سبتمبر/أيلول 2017، حينما خاض فوزي آخر لقاء له مع منتخب الجزائر ضد نظيره الزامبي (0-1) بمدينة قسنطينة لحساب تصفيات مونديال روسيا 2018.
هل تسبب أخوه في غيابه؟
نقول إنّ المشوار الدولي لغلام توقف مؤقتاً ولم ينتهِ، لأنّ ابتعاد اللاعب عن المنتخب الجزائري لم يكن لأسباب فنية أو انضباطية بل للعنة الإصابات التي ظلت تلاحقه منذ تلك الخطيرة التي تعرض لها يوم 1 نوفمبر/تشرين الثاني خلال مباراة فريقه نابولي مع مانشستر سيتي الإنجليزي في دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، حيث أصيب فوزي بتمزق الأربطة المتقاطعة للركبة اليمنى (الرباط الصليبي) إضافة لكسر في رضفة نفس الركبة، ما اضطره لإجراء عملية جراحية أبعدته عن المنافسة إلى غاية نهاية موسم 2017 -2018.
وتواصلت معاناة غلام مع الإصابات المتكررة والمتعددة، والتي لها علاقة بعدم التعافي بالشكل المطلوب من الإصابة الأولى، ما جعله يكتفي بخوض 21 مباراة رسمية مع نابولي في موسم 2018 -2019، ثم 6 مباريات فقط منذ انطلاق الموسم الجاري (2019- 2020)، وذلك على الرغم من العمل الكبير والتضحيات الكبيرة التي كان يقوم بها اللاعب قبل انطلاق كل موسم بالتدرب تحت إشراف شقيقه نبيل لتقوية لياقته البدنية.
ويُقال في الخفاء إنّ التدريبات الشاقة التي كان يقوم بها فوزي رفقة شقيقه نبيل هي السبب في تعرضه المستمر للإصابة في السنتين الماضيتين، كما وُجهت أيضاً أصابع الاتهام للطبيب السابق لنادي نابولي، ألفونسو دي نيكولا، الذي يكون قد تسرع في منح الضوء الأخضر لغلام للعودة إلى التدريبات الجماعية للفريق ولخوض المباريات الرسمية، وهي التهمة التي نفاها الطبيب، في تصريح لموقع "أرينا نابولي" الإيطالي يوم 7 من شهر مارس/آذار الجاري، مؤكداً أنه بالعكس تماماً فقد كان حذراً مع اللاعب الجزائري، وقد كان يتعامل معه بالشكل الذي يجعله يتفادى التعرض لإصابات عضلية جديدة.
كورونا يؤجل عودته القوية إلى المنافسة
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.