رغم السيطرة بالطول والعرض على المباراة.. كيف خرج ليفربول من دوري أبطال أوروبا؟

عدد القراءات
3,302
عربي بوست
تم النشر: 2020/03/12 الساعة 12:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/03/12 الساعة 12:36 بتوقيت غرينتش
رغم السيطرة بالطول والعرض على المباراة.. كيف خرج ليفربول من دوري أبطال أوروبا؟

ماسيميليانو أليغري يملك الإجابة عن السؤال الذي أرّق الجزء الأحمر من ليفربول، ويورغن كلوب يجلس قبالته على الطاولة ويستمع ويدوّن كلماته أولاً بأول، لكن كي تقتل عدوك عليك معرفة كل شيء عنه.. فمن هو سيميوني؟ 

الـ squadra corta مصطلح بالإيطالية يعبر عن نظام لعب يتميز بتضييق المساحات وتقارب الخطوط عرضياً وطولياً، وتحرك الفريق ككتلة واحدة للأمام والخلف ومن جهة لجهة أينما توجد الكرة، حيث يتم تدريب الفريق بحنكة على تكثيف التواجد في منطقة الكرة أو المناطق الأكثر خطورة. 

هذا النظام يمكّن الفريق من التكيف مع أي خصم؛ لأن المرجعية الثانية له بعد الكرة هي المساحة وليس المنافس، بالتالي ما يفعله فريق سيميوني أمام ليغانيس سيفعله أمام ليفربول.

الترابط في هذا النظام هو حجر الأساس، فكل حركة مرتبطة بالحركة التي تليها وما قبلها، فحركة كل خط مرتبطة بباقي الخطوط، وحركة كل لاعب مرتبطة بحركة زميله، أهم ما يحتاجه كل لاعب هنا هو الذكاء والوعي. عمل الـscanning أو ما يسمى المسح المرئي لتحليل الوضع واتخاذ القرارات الفردية كقطع خط التمرير، وعمل الـ cover shadow ما يؤدي لافتكاك الكرة في النهاية.

هناك مصطلح بالإيطالية يسمى L'lmbuto Difensivo ويعني تقليص المساحة بين اللاعبين كلما اقتربت الكرة نحو المرمى، وهذا نابع من مبدأ التكثيف وهو أن يكون أكبر عدد ممكن من اللاعبين خلف الكرة وتكثيف اللاعبين حولها، وهذا من شأنه أن يهيئ مساحات على الأطراف للمنافس.

وجود تغطية متبادلة دوماً في جميع الظروف، فالأهم هو تغطية المساحة ثم الزميل ثم المنافس، وهذا بدوره يحقق التوازن.

تحدثنا نوعاً ما عن نظام سيميوني، فلنعد لأعلى المقال، كيف تقتل سيميوني؟

من عيوب هذا النظام هو استغلال الجانب الآخر من الملعب طبقاً لكون الفريق متكثفاً في منطقة الكرة، فبالتالي تحويل اللعب من جهة لجهة سيرهق الفريق ذهنياً وبدنياً ما ينتج عنه خلل في النظام الدفاعي، ومن ثم ظهور الثغرات وسهولة الاختراق، وهذا ما فعله كلوب ونجح من خلاله في خلخلة النظام الدفاعي والوصول لمرمى العملاق أوبلاك كثيراً. 

تشامبرلين أم فابينيو؟

أليكس شامبرلين

مبدأ التكثيف لسيميوني يمكّن المنافس من الفوز بالكرة الثانية، ومن هنا لعب كلوب بتشامبرلين للتسديد على المرمى كسلاح لفكّ التكتلات واستقبال الـ second ball وصناعة الألعاب المركبة على الأطراف مع الجناح والظهير.

من عيوب هذا النظام أيضاً فقدان الرؤية للخصم، إذ عليك بالحركة وسرعة النسق من أجل صناعة التفوق المركزي طبقاً لكونك مهملاً من الأساس بالنسبة له، وهذا ما فعله كلوب باللامركزية وتكوين الأشكال الجيومترية والاختراق بأشكال متنوعة.

"البارسا لديه ميسي ونحن لدينا أوبلاك"

هكذا صرح سيميوني، أوبلاك صاحب أعلى تقييم في المباراة بـ8.7 أنقذ 9 فرص، منها 6 بين الثلاث عوارض، كان البعض يعتقد بأن أوبلاك يحتمي بالجدار الدفاعي الراسخ أمامه معتقدين بأنه لا يختبر كثيراً، في الأنفيلد انهار الجدار ووقف أوبلاك كالأسد يحمي عرينه ليبرهن للجميع على مدى قوته، سيميوني مُدان بالكثير له لكونه جعله بطلاً في الأنفيلد.

العملاق يان أوبلاك

فينالدوم البطل المنسي خلف أرقام النتيجة، قدم الهولندي مباراة عظيمة حصل على تقييم 8.5 كأفضل لاعبي الريدز، مساند في مرحلة البناء، ومتواجد في المنطقة لعمل الزيادة الهجومية وغيرها من المهام الخفية.

"المرتدة كالحب قد تأتي وقد لا تأتي أبداً"

  •  سيزار مينوتي

المرتدة حبيبة سيميوني يعتمد عليها وقليلاً ما تخذله، لكن علينا الاستشهاد بكرويف كي يعرف حارس مرمى ليفربول أدريان ما فعل في فريقه، يقول العرّاب الهولندي: "كرة القدم لعبة الأخطاء من يخطأ أقل يفُز".

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أحمد رضا منصور
كاتب ومحلل رياضي
مهندس مصري، باحث رياضي، ومحلل أداء سابق بالنادي الإسماعيلي.
تحميل المزيد