زجاجة مياه وأداء الواجب المنزلي.. كيف أصبح تيم كرول أفضل حارس يتصدى لضربات الجزاء؟

عدد القراءات
2,821
عربي بوست
تم النشر: 2020/03/11 الساعة 11:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/03/11 الساعة 11:46 بتوقيت غرينتش
زجاجة مياه وأداء الواجب المنزلي.. كيف أصبح تيم كرول أفضل حارس يتصدى لضربات الجزاء؟

رأس كبير، أرجل قصيرة، أيدٍ صغيرة، الجميع وُلد بتلك الهيئة. تراب لا يستطيع الحركة الجميع سيموت بتلك الهيئة. ما يختلف فيه البشر هي تلك الفترة التي تدعى العمر، وما يبقى من البشر هي تلك الذكريات. البعض تتلخص حياته عندنا في عدة مشاهد، البعض الآخر نذكره بلقطة وحيدة كافية! 

لا يذكر روبيرتو باجيو كأحد أفضل لاعبي التاريخ بل إنه من لن يغفر له الرب بعد إضاعة ركلة الجزاء وتضييع حلم إيطاليا في تحقيق المونديال. أمثلة كثيرة لأشخاص كثر صنعت بطولتهم في لقطة واحدة، لكن صديقنا "تيم كرول" سيخرج من الدنيا وسيظل في الأذهان كأحد أفضل حراس المرمى في التصدي لركلات الترجيح!

أن تصبح بطلاً بالإخلاص في التدريبات!

البداية في معسكر المنتخب الهولندي، مدرب حراس المرمى يدعي "فرانس هويك" يختبر حراسه الثلاثة في ركلات الترجيح ليصل إلى استنتاج واحد أن الثلاثي متساوٍ في مدى السوء والضعف في التصدي لركلات الجزاء؛ لذلك بدأ هويك في أخذ الأمور بطرق مختلفة، تدريبات مختلفة على الجميع الالتزام بها، في تلك التدريبات أظهر صديقنا تيم أنه الأفضل بينهم؛ لأنه عملاق بما يكفي لإخافة المهاجم الواقف في مواجهته.

في الدقائق الأخيرة من ربع نهائي كأس العالم 2014، يقف لويس فان خال وحيداً على خط التماس يفكر فيما هو فاعل، والمباراة تسير نحو ضربات الجزاء بعد أن أغلق حارس مرمى كوستاريكا كايلور نافاس كافة المنافذ المؤدية لمرماه. ليأتي له مساعده ينصحه بإدخال تيم كرول بديلاً للحارس الأساسي كاسبر سيليسين؛ لأنه الأفضل في التصدي لركلات الترجيح. لينفذ فان خال تلك النصيحة من فوره، النصيحة التي ستأخذه لنصف نهائي كأس العالم؛ لأن حارسه البديل تصدى لركلتَي جزاء بشكل استثنائي.

تصدي كرول لضربة الجزاء ليصعد بألكمار لنهائي كأس هولندا

الاستثنائية هنا تكمن في طريقة التصدي، تيم على الخط يمارس الحيل الذهنية ضد لاعبي كوستاريكا، استفزاز الخصم بالحديث من ثم النظر في عينه لإدخاله في حالة من القلق، محاولة دائمة لإطالة وقت الركلة؛ لأنه تعلم من معلمه أنه كلما زاد وقت ركلة الترجيح زاد توتر منفذ الركلة. 

وعقب اللقاء صرح كرول للتليفزيون الهولندي: "السر في ركلات الترجيح يكمن في تحمل أكبر قدر من الضغط، ثم الارتماء على أحد جانبي المرمى، إذا نجح الأمر يكون شعوراً رائعاً".

"منع ركلتي جزاء ليس أمراً عادياً، لقد كنت أتدرب من أجل تلك اللحظة طوال سبعة أسابيع، لذا الشعور مذهل".

انتشرت تلك القصة في جميع أوساط الإعلام ليصبح الجميع منتظراً للتصدي الهام الآخر الذي سيقوم به كرول بعد إيقان الجميع أنه استثنائي في ركلات الترجيح! 

السر في الزجاجة

تلك المرة في نصف نهائي كأس هولندا 2017، يقف تيم كرول في مواجهة مارتن بارتو، الجميع يضع آماله في ألكمار علي تيم الذي لم يخيب أمل أحد بل تصدى للركلة بطريقة استثنائية ليصعد بفريقه نحو نهائي كأس هولندا. 

زجاجة مياه كافية للفوز! 

لقد انتشرت تلك اللقطة التي يستشير كرول فيها ورقة ملاحظات معلقة على زجاجة المياه، التقطها بعد انتهاء الوقت الإضافي ضد توتنهام، بعدما قام كرول ومدربه في نوريتش بواجبهما المنزلي عن طريق دراسة كل منفذي ركلات الجزاء في توتنهام واستنتجا بطريقة ما اتجاه الكرة التي ستُركل في المستقبل!

الواجب المنزلي هو دائماً ما يعود إليه كرول في التصدي لركلات الترجيح، حيث أعد مدرب حراس مرمى نوريتش سيتي لحارسه لقطات الفيديو والصور لتكنيك كل منفذ من لاعبي توتنهام، ليترك الأمر لتيم لامتصاص اللقطات وهضمها والوصول إلى أفضل طريقة للتصدي لها؛ ليأتي الأمر بفوائده ويتجه كرول في نفس اتجاه ثلاث كرات من ركلات الترجيح. 

"معظم الملاحظات على زجاجة كرول كانت صحيحة، لكن ليس جميعهم، مثل إريك لاميلا الذي غيَّر وجهته المعتادة لكن ولحسن الحظ أرسل الكرة فوق العارضة".

  • تيم كرول يتحدث عن واجبه المنزلي. 

لنستمع إلى تيم كرول يصف أفضل تصدّ له في المباراة في مواجهة تروي باروت! 

"اللاعب الصغير، تروي باروت بالطبع لعبت برأسه. قلت له إنني لم أرَ الكثير من تصويباته. أنا حقاً لم أفعل! لقد قلت في نفسي إن هذا هو الوقت الذي يجب أن أنسى فيه كل شيء وأعود إلى الأساسيات، لقد تعلمت من تجربتي أنه عليك فقط الانتظار على الخط ورد الفعل، وهذا ما فعلته".

ضربات الترجيح ضد توتنهام

ثلاث من خمس ركلات ترجيح تبهر الجميع بما قدمه ذلك الرجل لإخراج كتيبة جوزيه مورينيو، ما زاد انبهارهم تلك الزجاجة التي كانت لها نصيب في إخراج أفضل ما لدى الهولندي. 

اللقطة الوحيدة! 

عندما تنتهي مسيرة كرول، لن يتذكره أحد بكونه حارساً ممتازاً بل الجميع سيذكر ركض ذلك الرجل بعد انتهاء ركلات الترجيح للاحتفال مع زملائه كالمجنون، سيذكر الجميع ذلك الرجل الذي حول ركلات الترجيح ميزة لفريقه!
تلك هي اللقطة الوحيدة الباقية في مسيرة هذا الرجل. 

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمد الزير
طالب بكلية الطب ومدون رياضي
طالب بكلية الطب ومدون رياضي