خسارة مهينة على يد أصغر مدربي البطولة.. متى يستفيق “الرجل الاستثنائي” من أوهامه؟

عدد القراءات
768
عربي بوست
تم النشر: 2020/03/11 الساعة 10:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/03/11 الساعة 10:26 بتوقيت غرينتش
خسارة مهينة على يد أصغر مدربي البطولة.. متى يستفيق "الرجل الاستثنائي" من أوهامه؟

منذ مباراة الذهاب في دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا بين توتنهام ولايبزيغ،  استطاع الفريق الألماني فرض نسقه وأسلوبه على فريق لندن. وكان يستحق الفوز بنتيجة أكثر من هدف نظيف في المباراة الأولى. وقبل مباراة العودة، حاول مورينيو خلق حالة من التفاؤل بين اللاعبين من خلال تصريحاته في المؤتمر الصحفي، إلا أن حقيقة الميدان جاءت مغايرة تماماً لكلام مورينيو المتفائل، ومختلفة جذرياً عن توقعات الصحف الإنجليزية وانتظارها لريمونتادا إنجليزية بعقل برتغالي. فالأجدر هو الذي سيفوز وهو من فاز بالفعل في نهاية المطاف.

مدرب لايبزيغ الشاب ذو الـ32 عاماً، يوليان ناغزلمان، شخصية مميزة في طريقة إدارته للمباراة، وفي طريقة تقسيمه وتسييره للدقائق. استعمل الشاب، الذي رفض لقب "مورينيو الجديد"، الضغط في نصف ملعب السبيرز على فترات، وتحكم في نسق وإيقاع المباراة كمايسترو مخضرم اعتاد الوقوف أمام أوركسترا دوري الأبطال. حدّ الألماني من خطورة أهم لاعبي توتنهام، ديلي أللي في الاستلام بين الخطوط، وقلص إمكانية خلق المساحة خلف ظهر الدفاع ليقدم الجناح لوكاس مورا مباراة سيئة. ولا يمكن أبداً لومه، لأن الأظهرة لم تكن فعالة لا دفاعياً ولا هجومياً، وقدمت أداء لا يليق أبداً بمستوى توتنهام.

ليلة الأمس لم نرَ هاري وينكس، كما لم نشاهد إيريك لاميلا إلا نادراً وفي لقطات قليلة وكلما رصدته الكاميرات كان يرتكب الهفوات والأخطاء الساذجة وكأنه ناشئ حديث العهد بدوري الأبطال، حتى امتيازه في التسديد افتقده الليلة. الظهير الأيمن سيرجي أورييه يبدو أنه لم يعد يصلح لكرة القدم، لا قدم دوراً هجومياً ولا دفاعياً؛ الإيفواري كان خارج المباراة ذهنياً وبدنياً وكان نقطة ضعف وثغرة واضحة في دفاعات الفريق الإنجليزي استغلها فريق لايبزيغ طوال المباراة ولم يتدخل مورينيو طوال الـ90 دقيقة لإنقاذ المواقف، ليواصل بذلك سلسلة مبارياته السلبية منذ بداية الموسم.

ناغسلمان.. ناغسلمان.. ناغسلمان! 

مصافحة "كورونا" بين المدربين

أعيد ذكر هذا الاسم أكثر من مرة، لأننا سنسمعه كثيراً في المستقبل. أي فريق صنعه وأي أداء ممتع ومتوازن يقدمه هذا الموسم على كافة الأصعدة محلياً وأوروبياً. بخطة 3-4-3 يمنح الجناح الطائر أنجيلينو الفرصة ليقدم المتعة الكروية، وبنفس الخطة يستغل الفريق نجاعته هجوميا وعرضياته وتوغلاته على الخط لتوسيع الملعب قدر الإمكان. كما صار من النادر أن يخسر معركة وسط الميدان لتواجد الرباعي الذي يتميز بالقدرات البدنية الفائقة إضافة إلى الصبغة الذهنية العنيدة، والتفكير والإبداع المتواصل في خلق المساحة وإيصال الكرة إلى اللاعب الحر. وذلك جوهر الموضوع وكل موضوع، فالمساحة هي كرة القدم.

القوة والصلابة الدفاعية هي سمة لهذا الفريق؛ فالثلاثي الدفاعي بقيادة المميز دايوت يعرف جيداً كيف غلق المساحة كما يجيد الفوز بالكرات الهوائية والأمس مثلاً شاهدنا توتنهام يسدد فقط 6 تسديدات على المرمى، منها 3 فقط بين القائمين، ولم تشكل واحدة منها تهديداً حقيقياً! 

الأكيد أن مورينيو لا يلام أبداً على هذا الموسم، لكن وبداية من الموسم القادم ومع اكتمال الصفوف سيبدأ تحدي فرض الذات والعودة للساحة ومحاولة إحراز ألقاب.. أما لايبزيغ فقد كتب لحلمه أن يبقى وأن لحلمه بقية.. ولماذا لا نحلم؟!

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

جاسر جاب الله
طالب ومدوّن رياضي
طالب ومدوّن رياضي
تحميل المزيد