اعتقل عمه وابن عمه.. ما الذي يحدث في السعودية؟

عدد القراءات
10,933
عربي بوست
تم النشر: 2020/03/08 الساعة 06:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/03/08 الساعة 06:10 بتوقيت غرينتش
محمد بن سلمان

تشهد المملكة العربية السعودية تطهيراً لأمراء العائلة الملكية، بعد إلقاء القبض على الأمير أحمد بن عبدالعزيز، أبرز المعارضين وشقيق الملك سلمان، بسبب التخطيط لانقلاب مزعوم على الأمير محمد بن سلمان، ابن الملك وولي العهد.

وقالت مصادر لموقع Middle East Eye البريطاني، إنه قد أُلقي القبض على ما يصل إلى 20 أميراً، يُزعم أنهم جزء من الانقلاب الذي يهدف إلى إطاحة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.

ولم يعرف الموقع حتى الآن سوى أسماء أربعة منهم، وهم: الأمير أحمد، وابنه الأمير نايف بن أحمد بن عبدالعزيز، رئيس جهاز المخابرات والأمن للقوات البرية، والأمير محمد بن نايف ولي العهد السابق، وأخوه غير الشقيق الأمير نوَّاف.

وأكدت مصادر موقع Middle East Eye البريطاني، أن الأمير نايف بن أحمد هو العضو الأعلى رتبة في القوات المسلحة السعودية الذي يُلقى عليه القبض حتى الآن.

وبعد لحظات من حملة الاعتقالات، أمر محمد بن سلمان أمراء المملكة بنشر تغريدات تعلن ولاءهم له. وقد فعل ثلاثة منهم ذلك بالفعل.

ووفقاً لمصدر إقليمي استشهدت به وكالة Reuters، اتهم محمد بن سلمان الأمراء بـ"الاتصال بقوى أجنبية، من بينها الولايات المتحدة، لتنفيذ الانقلاب".

ونقلت رويترز عن مصادرها، قولهم إن الملك سلمان وقَّع بنفسه على مذكِّرات الاعتقال، وزعموا أن حالته العقلية كانت جيدة. ومن المعروف أن الملك يعاني من الخرف.

كانت هناك مخاوف، الجمعة 6 مارس/آذار، حول مصير الأمير متعب بن عبدالله، الذي كان يُنظر إليه بوصفه منافساً بارزاً على العرش، والذي أُطلق سراحه من الاعتقال والتعذيب، بفندق ريتز كارلتون في 2017، بعد دفعه أكثر من مليار دولار في تسوية مع السلطات.

ويُعد الأمير متعب (65 سنة)، ابن الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، والقائد السابق لقوات الحرس الوطني الخاصة.

حراك مستميت

تعد عملية التطهير الجارية هي الحراك الأكثر جرأة والأشد استماتة حتى الآن في سعي محمد بن سلمان، ابن أخي الأمير أحمد بن عبدالعزيز، لامتلاك السلطة المطلقة.

ويأتي هذا الحراك مع آثار أكبر على استقرار المملكة من الآثار التي خلفها احتجاز ما يصل إلى 500 من نخبة رجال الأعمال السعوديين في فندق ريتز كارلتون بتهمة الفساد المزعومة، في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، والأمر الصادر عن المملكة بقتل الصحفي جمال خاشقجي في إسطنبول بعد عام من ذلك.

وكانت كل من المخابرات الأمريكية والمخابرات البريطانية قد سعت وحصلت على ضمانات من محمد بن سلمان بأن الأمير أحمد لن يتعرض للاعتقال لدى عودته إلى المملكة من لندن، في أكتوبر/تشرين الأول 2018.

كان بن نايف نفسه عضواً موثوقاً في تحالف مكافحة الإرهاب الذي تقوده وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).

ولكن منذ خلعه من منصب ولي العهد،  جُرِّد الأمير نايف من حاشيته وهواتفه المحمولة والمخصصات التي كان يحصل عليها، ومُنع من السفر. وقد أُلقي القبض عليه هو وأخوه غير الشقيق في أثناء وجودهما في معسكر صحراوي خاص، يوم الجمعة.

ووفقاً لمصادر موقع Middle East Eye البريطاني، اشتكى نايف بمرارة لأصدقاء، واشتكى بعد ذلك للملك نفسه من سحب مخصصاته الملكية.

وذكرت مصادر بارزة أخرى في العائلة الملكية اسمه واسم الأمير أحمد باستمرار، بوصفهما بديلين محتملين لولي العهد، وذلك بسبب عدم الرضى عن حكمه المطلق الذي يخيم على المملكة.

معارضة محمد بن سلمان ليست سراً

كان الأمير أحمد، المنشق ذو المكانة الأعلى بالمملكة، صريحاً في انتقاداته لمحمد بن سلمان.

وحينما غادر منزله بلندن عائداً إلى المملكة في أكتوبر/تشرين الأول 2018، ظن أن مكانته بوصفه أخاً أصغر للملك -بل كونه آخر الإخوة السديريين السبعة- منحته حصانة ضد تصرفات ابن أخيه.

وحسبما كُشف في ذلك الوقت، كانت لدى الأمير أحمد شكوك كبيرة في حكمة قرار عودته، وكان يفكر في البقاء بالمنفى بشكل دائم.

لكنه اقتنع بالعودة بعد مناشدات من أمراء آخرين، وهو ما أظهر مكانته الرفيعة التي لا يزال يحظى بها في المملكة، وفي ظل الحقيقة التي تشير إلى أنه لا يزال يتمتع بنفوذ رسمي، لكونه عضواً في مجلس البيعة، وهو المجلس الذي وافق اسمياً على ولاية محمد بن سلمان.

ولم يخفِ أحمد معارضته لاختيار محمد بن سلمان ولياً للعهد، أو معارضته الحملة العسكرية ضد اليمن  في 2015، التي أطلقها بن سلمان بوصفه وزيراً للدفاع، قبل أن يتوجه هو نفسه إلى عطلة في جزر المالديف.

وحين اعترضت طريقه مظاهرات نظمها يمنيون وبحرينيون بهتافات "يسقط يسقط آل سعود عائلة المجرمين" خارج منزله في لندن قبل أن يغادره بشهر واحد، اتجه الأمير أحمد إلى المتظاهرين وسألهم: " لماذا تقولون هذا عن آل سعود؟ ما علاقة كل عائلة آل سعود بهذا؟ هناك بعض الأفراد فقط هم المسؤولون. لا تُشرِكوا أي شخص آخر".

وعندما سأله المتظاهرون عن هوية المسؤول، أجاب: "الملك وولي عهده، ومسؤولون آخرون في الدولة".

علامة استفهام

لدى عودته، عومل أحمد باحترام رسمي، واحتفظ بمخصصاته وحاشيته بوصفه أميراً بارزاً، وسُمح له بالسفر حتى الآن.

ولكن تبرز الآن علامة استفهام كبيرة حول وزير الداخلية الحالي عبدالعزيز بن سعود بن نايف، الذي أصبح عمّاه قيد الاعتقال بتهمة الخيانة.

ويُعد سعود، والد عبدالعزيز، أكبر إخوة بن نايف ويشغل حالياً منصب أمير المنطقة الشرقية.

وتأتي حركة التطهير الحالية عند مفترق طرق حاسم بالنسبة لمحمد بن سلمان.

بخلاف ما حدث في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، حينما أطلق حملته التطهيرية الأولى ضد نخبة رجال الأعمال وحينما تمتَّع ولي العهد بذروة شعبيته، وهو المعروف داخل المملكة وخارجها بأنه إصلاحي، زادت كراهية العائلة الملكية له أكثر من أي وقت مضى.

لكن بعد أكثر من 18 شهراً، أصبحت إصلاحات ولي العهد متأزمة، وانخفض سعر النفط الخام بعد رفض روسيا، في الأسبوع الماضي، خفض الإنتاج، وتصاعد السخط في المملكة بسبب قرار ولي العهد إغلاق الأماكن المقدسة بمكة والمدينة المنورة في وجه جميع المعتمرين، قبل أشهر قليلة من موعد بدء موسم الحج، إثر تفشي فيروس الكورونا.

– هذا الموضوع مترجم عن موقع Middle East Eye البريطاني.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

Romaysaa Ramadan
تحميل المزيد