ودّع كلوب هدفه غير المعلن بتحقيق لقب البريميرليغ الذهبي، أي التتويج باللقب دون تلقي أي هزيمة. ليتبقى له الهدف المعلن وهو تحقيق اللقب الغائب منذ 30 عاماً. إذ تكفل السنغالي إسماعيلا سار بإنهاء آمال الريدز في تكرار إنجاز الجيل الذهبي لنادي أرسنال، بعدما أحسن ضيافة كتيبة كلوب عندما واجهوا فريقه واتفورد في الجولة الماضية من الدوري الإنجليزي بتسجيله هدفين.
وبهذه الهزيمة تلاشت آمال ليفربول في تحقيق أرقام قياسية أخرى.
لن يصبح ليفربول أقوى دفاع في تاريخ الدوري الإنجليزي، وسيبقى الرقم مسجلاً باسم البلوز "تشيلسي" عندما فازوا بالدوري بعد استقبالهم 15 هدفاً فقط لا غير.
لن ينفرد ليفربول بأطول سلسلة انتصارات متتالية، حيث سيبقى الإنجاز مسجلاً باسم مانشستر سيتي كأول من حققه.
أرقام كثيرة كسرها واتفورد على رأس ليفربول.
التحليل الفني للهزيمة القاسية
أما من الجانب الفني، بالنسبة لكلوب فقد بدأ بخطته المفضلة لكن في الوسط بدأ بتشامبرلين أساسياً عوضاً عن المصاب هندرسون. وهو ما أضاف للفريق عملية الربط الهجومي بين خط الوسط والهجوم. باختصار، لعب كلوب بنفس أسلوبه المعتاد بالاعتماد على الأطراف في عملية صناعة اللعب، حيث يدخل الجناحان من الأطراف إلى العمق لاستلام الكرات من لاعبي خط الوسط، وإفساح الطريق لصعود الظهيرين لأقصى الرواق لإرسال الكرات العرضية. أو إرسال كرات طولية عالية من قلبَي الدفاع إلى المتحركين في أنصاف المساحات، كل ما سبق ذكره هو أسلوب لعب ليفربول المعتاد. لكنه واجه فريقاً صلباً، جيد التمركز، يتبع أسلوباً دفاعياً صلباً لم يقدر على اختراقه بأي طريقة.
بدأ مدرب واتفورد، نيجل بيرسون، المباراة بخطة 4-2-3-1، وبالتأكيد كانت تميل إلى الشكل الدفاعي وبالكثير من الواجبات الدفاعية. وكانت تتحول الخطة إلى 4-5-1 في الحالة الدفاعية مع ضغط متوسط إلى منخفض. الخط الخماسي الأفقي في منتصف الميدان كان نقطة قوة واتفورد الرئيسية، حيث استطاع غلق كلا المنفذين اللذين يعتمد عليهما كلوب، الأطراف بتواجد الظهيرين في المواقع الهجومية، والعمق بتحركات الماكر فيرمينو وتشامبرلين وفينالدوم عندما يتقدم إلى الأمام. فتم تقليل نسبة الخطورة من تلك الناحية بصورة كبيرة ما اضطر كلوب اللجوء لحل آخر وهو إرسال الكرات الطولية في أنصاف المساحات، لكن أيضاً كان يقابله حُسن تمركز من مدافعي واتفورد خاصة كاثكارت، حيث نجح في التفوق والفوز بكل الالتحامات الهوائية التي خاضها مع مهاجمي الريدز، بالتالي فقد الليفر فرصته في تهديد المرمى.
ثنائي الارتكاز عند واتفورد لديهم قدرة جيدة على اعتراض مسار لاعبي خط وسط الريدز، أيضاً قدرتهم على مراقبة تحركاتهم الزائدة في الثلث الدفاعي لفريقهم. ونخص بالذكر هنا فيرمينو الذي يتميز باللامركزية بين مراكز الهجوم والمساحات المتوافرة، فكان يعمل محور الارتكاز على العودة في الخلف حتى الخط الدفاعي ليقوموا بأكبر قدر من التغطية المكانية ضد ليفربول.
ومن أهم ما قام به نيجل بيرسون هو ديناميكية الحركة في المرتدات التي شنها فريقه، حيث لم تكن المرتدات بحركة عشوائية من المهاجمين، لكنه اعتمد على الحركة من قلب الدفاع إلى أقصى الأطراف، بمعنى أنه عندما يتواجد دوكوري في حالة الدفاع وسط الملعب فإنه عندما يحدث التحول السريع في المرتدة يتحرك مباشرة إلى الأطراف، أو يمرر لمن يتمركز على الأطراف. وتلك هي نقطة ضعف في فريق كلوب، بسبب تقدم الظهيرين للأمام في الهجوم وفي المرتدات العكسية على فريقهم تظهر مساحات كبيرة خلقهم. بالتالي سهل ذلك على إسماعيلا سار ودييني عملية استغلال تلك المساحات والتحرك فيها بدون رقابة كافية من قلبي دفاع الريدز.
في النهاية، عندما تلعب ضد ليفربول يجب أولاً حتى تلعب بأسلوبك أن توقف طريقة لعب كلوب، بعد ذلك تستطيع لعب كرتك واستغلال هفوات كلوب ونقاط ضعفه، وهو ما طبقه بيرسون ضده بنجاعة وكفاءة، حيث أتقن تطبيق حالتي الدفاع والهجوم بإحكام ضد الفريق الأفضل في إنجلترا حالياً. ومنع كلوب من تحقيق أرقام كانت ستخلد في التاريخ.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.