فجَّرتها الصحف الإنجليزية مجتمعة: "إذا تم إلغاء الدوري لا يوجد فائز"، تم تداول هذا الخبر بقوة في الصحف الإنجليزية، مما جعل الجميع يحول أنظاره لمتصدر الدوري الإنجليزي فريق ليفربول، والذي أصبح أمر تتويجه بالدوري الإنجليزي مسألة وقت فقط لا غير، بعد ابتعاده عن أقرب ملاحقيه فريق مانشستر سيتي بفارق (22) نقطة كاملة وبهزيمة واحدة فقط حتى الآن.
لا توجد أخبار رسمية أو تصريحات رسمية من رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز حول هذه المسألة تؤكد أو تنفي التحليلات أو الأخبار التي تعج بها صفحات الصحف الإنجليزية، ولكن لا دخان بلا نار، والشيء المؤكد أنه لا يوجد قانون أو تشريع خاص بالدوري الإنجليزي الممتاز لمواجهة مثل هذه المواقف.
الدوري الإيطالي في خطر
أصبح الدوري الإيطالي من أكثر الدوريات الأوروبية تضرراً، بعد تأجيل الكثير من المباريات، وعلى رأسها قمة الجولة 26 بين يوفنتوس وإنتر ميلان، ومع ظهور العديد من حالات الإصابة، خاصة في شمال إيطاليا، أصبح الدوري الإيطالي مهدداً بالإلغاء، وظهرت أصوات تنادي بإلغائه كُلياً بدلا من تأجيل مباريات ولعب مباريات أخرى، مما جعل مشهد ترتيب الدوري مربكاً للكثيرين.
وكان أكبر المستفيدين هو فريق لاتسيو، الذي استطاع التربع على صدارة الدوري، بعد فوزه على بولونيا في الجولة 26، مستفيداً من تأجيل مباريات الفرق الأخرى، وبالتحديد فريق إنتر ميلان الذي أُجِّلت له مباراتان على التوالي، وأصبح يتخلف بفارق ثماني نقاط عن المتصدِّر لاتسيو بنهاية الجولة 26.
بطولة يورو 2020 المقرر إقامتها لأول مرة في (12) دولة دُفعة واحدة وبمشاركة (24) منتخباً في شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز المقبلين هي من أكبر البطولات التي ينظر لها الجميع بنظرة أكثر توجساً وخوفاً مع انتشار فيروس كورونا، فمع عدد الدول المستضيفة والمنتخبات المتأهلة هذا يعني أنه ستكون هنالك عملية انتقال للجماهير ورحلات سفر كثيرة بين الدول الأوروبية، مما سيساهم بشدة في انتشار الفيروس إذا لم يتم احتواؤه حتى ذلك التاريخ.
وأصبحت إيطاليا إحدى أكثر الدول الأوروبية معاناة من فيروس كورونا بمعدل إصابات تخطَّى حاجز الآلف وأكثر من (20) حالة وفاة، وهذا سيشكل ضربة كبرى للاتحاد الأوروبي وإيطاليا في نفس الوقت، بسبب أن العاصمة روما من المقرر لها أن تشهد المباراة الافتتاحية، بالإضافة إلى مباراتين في الدوري الأول ومباراة في الدور ربع النهائي.
كما أن العديد من الدول الأوروبية الأخرى التي تشارك منتخباتها في بطولة اليورو 2020 ظهر فيها فيروس كورونا، وإن كانت بنسب متفاوتة إلا أن الخطر لا زال موجوداً، النمسا على سبيل المثال اتخذت عدة قرارات لتفادي تفشي الفيروس، من ضمنها تأجيل عدة مباريات في الدوري.
بينما دول مثل إنجلترا وروسيا وكرواتيا وإسبانيا أصبحت تُراقب الوضع عن كثب وعلى أهبة الاستعداد لاتخاذ تغييرات فيما يخص دورياتها المحلية، وهو الأمر الذي سيضع الاتحاد الأوروبي في ورطة حقيقية؛ لأن تأجيل أو إلغاء أي دوري سيترتب عليه إقامته في وقت آخر، مما سيؤثر بصورة واضحة على أجندة الاتحاد الأوروبي.
حتى الآن ليس واضحاً ما يمكن أن تؤول إليه الأمور بالنسبة للاتحاد الأوروبي، فقرار إلغاء الدوريات أو المباريات مرتبط بصورة أساسية مع القرار السياسي لكل بلد، ولكن أقرب الحلول في حال ساءت الأمور أكثر ولم تتم السيطرة على انتشار الفيروس سيكون هو التأجيل، وفكرة إقامتها في الشتاء غير واردة، لأن هذا يعني مزيداً من الانتشار بسبب البيئة الباردة، وإذا أُقيمت في الصيف فهذا يعني تغيير الكثير من أجندة البطولات القارية والدولية.
وإذا اتجه الاتحاد الأوروبي لتقليل عدد الدول المستضيفة لإقامتها في دول معينة لم تشهد انتشاراً للفيروس على أراضيها فربما قد تفرض هذه الدول قيوداً على الجماهير التي تُريد حضور المباريات، وبالتحديد من الدول التي شهدت انتشاراً للفيروس على أراضيها مثل النمسا وإيطاليا، بالإضافة لجماهير الدول الآسيوية التي ستكون أكثر حرصاً على الحضور مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية.
الكرة الآسيوية والمصير الواحد
هل هنالك أمل في قادم الشهور؟
حتى الآن يبدو الأمر أكثر ضبابية بعد مواصلة انتشار فيروس كورونا وظهوره في مناطق جديدة بشكل يومي، وأصبحت الدول أكثر حرصاً وحذراً في مراقبة القادمين إليها، وأكثر تشدداً في الفعاليات والتجمعات التي تحتضن الكثير من الجماهير، لقدرة الفيروس على الانتشار بشكل سريع وسط هذه التجمعات.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.