تخلى عن مبادئه فانتصر.. كيف كسر مانشستر سيتي العقدة الأوروبية أمام ريال مدريد؟

عدد القراءات
548
عربي بوست
تم النشر: 2020/02/28 الساعة 12:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/02/28 الساعة 12:08 بتوقيت غرينتش

كرة القدم لعبة التفاصيل، مانشستر سيتي كان أفضل معظم فترات المباراة، لكن كان يمكن للريال الفوز أيضاً، خاصة إذا سجل راموس الفرصة التي تحصل عليها بعد هدف التقدم مباشرة. وقتها لم يكن أحد ليجرؤ على قول هذه المقدمة، الخاصة بتفوق غوارديولا وفريقه على زيدان وكتيبته خططياً، لكن هذا ما حدث فعلاً بعيداً عن حسابات الفوز والخسارة.

"لعبنا دون مهاجم صريح، مع رسم قريب من 4-4-2، لأن ريال مدريد أقوياء للغاية في العمق. راموس، فاران، كاسيميرو، وفالفيردي، هؤلاء من الصعب منافستهم في الكرة الثانية والاحتكاكات البدنية داخل مركز الملعب، لذلك حاولنا قدر المستطاع نقل الصراع إلى الأطراف، لذلك وضعنا جيسوس على اليسار".

"دفاعياً من دون الكرة، يتحرك فينيسيوس من الطرف إلى العمق فيصبح الريال أقرب إلى 4-4-2 دياموند، بينما عندما يذهب إلى الطرف فإن الفريق يهاجم برسم 4-3-3، لقد عانينا بعض الشيء في أول 20 دقيقة حتى تعودنا على تحركاتهم وقللنا من خطورتهم".

  • تصريحات غوارديولا بعد المباراة.

مباراة الرهانات الكبيرة

لم يتوقع الكثيرون أن زيدان سيلعب بنظام الضغط العالي أمام مانشستر سيتي، لكن اختار الفرنسي رهاناً شجاعاً مثل شخصيته، بوضع أكبر عدد من لاعبيه في نصف ملعب السيتي، وحرمان الإنجليز من البناء المنظم للكرة، لدرجة أن الاستحواذ كان لصالح الملكي بنسبة تصل إلى 70% في أول 20 دقيقة.

"كروس لا يعاني من أي مشاكل بدنية، لقد كان قرار عدم البدء به فنياً فقط"، هكذا قال زيدان بعد المباراة مباشرة. تصريح يلخص استراتيجية الفرنسي في المباراة، حيث أنه أراد الضغط القوي، الافتكاك السريع، خنق السيتي في نصف ملعبه، لذلك اختار فالفيردي، كاسيميرو، ومودريتش لهذه المهمة، لأنهم أقوى بدنياً من المايسترو الألماني.

غوارديولا يحسب له في المقابل توقعه طريقة لعب زيدان وجرأته، لذلك اختار الإسباني رسماً بعيد كل البعد عن 4-3-3، برهانه على خطة 4-4-2، بتواجد جيسوس بدلاً من أغويرو، ليلعب البرازيلي كجناح أيسر لا مهاجم، وفي الجهة الأخرى محرز، بينما بدأ دي بروين كمهاجم وهمي، وخلفه برناردو سيلفا كلاعب وسط ثالث رفقة غندوغان ورودري.

لم يهاجم السيتي بضراوة في الشوط الأول، كذلك افتقد الفريق لسرعة دي بروين في المرتدات، لكنه أيضاً قلل كثيراً من ضغط الريال، ومنع أصحاب الأرض من صناعة الفرص، باستثناء رأسية بنزيمة، مقابل فرصتين مؤكدتين للتسجيل من جانب الضيوف، بعد التعاون المشترك بين دي بروين وخيسوس في أكثر من مناسبة. جنباً لجنب مع أداء دفاعي منظم، بسبب ميل إيدرسون إلى لعب الكرات الطولية عند الضغط، وثبات الظهيرين ميندي وكايل ووكر في الحالة الدفاعية، مما جعل شكل الفريق متحداً دون مساحات وفراغات كبيرة كالسابق.

"الأوفر ثينكينج" ينصف غوارديولا أخيراً

أضاع جيسوس هدفاً مؤكداً، تصدى راموس وكاسيميرو لكرة من على خط المرمى، تفنن محرز في خسارة الفرص ببداية الشوط الثاني، وسجل إيسكو الهدف الأول بعد خطأ ساذج من ووكر وأوتاميندي. كل ذلك حدث خلال أول 60 دقيقة، ماذا لو انتهت المباراة بهدف نظيف للريال؟ أو حتى أضافوا هدفاً ثانياً بمرتدة أو كرة ثابتة؟ وأضاع جيسوس الضربة الرأسية؟ وسدد دي بروين ضربة الجزاء في السماء؟

هل وقتها كان يمكن القول بأن "أوفر ثينكينج" غوارديولا أو تفكيره المبالغ فيه هو السبب، مثلما حدث ضد توتنهام بالموسم الماضي أو أمام أتليتكو مدريد عام 2016 مع بايرن؟

الحقيقة أن كرة القدم لعبة التفاصيل، والنجوم في مثل ذات الوقت، خاصة في مثل هذه المباريات التي تلعب بين ثنائي تدريبي من العيار الثقيل.

استفاد غوارديولا أخيراً من بعض التوفيق الذي خسره زيدان، خاصة في سوء تغطية راموس ونجاح جيسوس في تسجيل التعادل بوقت مميز، ليتحول اللقاء في اتجاه آخر تماماً، جنباً لجنب بالتأكيد مع تغييرات بيب المثالية، خاصة بدخول ستيرلينغ واستغلال مشاكل كارفخال الدفاعية، ليقابله أيضاً سوء تقدير زيزو بإخراج فينيسيوس ودخول بيل، الذي تواجد على اليسار لا اليمين، ليترك كارفخال وحيداً أمام هجمات مانشستر سيتي المتتالية.

مانشستر سيتي لم يتأهل بعد 

إذا كان فريقٌ قادراً على العودة في الإياب، فإن ريال مدريد هو الأجدر بذلك، وإذا كان هناك مدرب لديه الكاريزما التي تثبت لاعبيه في المواقف الصعبة، فإن زيدان هو الأفضل في هذا المجال، لذلك لم يحسم شيء على الإطلاق، والصعود في الملعب للفريقين.

نجح غوارديولا في خططه، كذلك وفق في تبديلاته، لكن في المقابل وقف التوفيق بجواره في بعض الدقائق، والأهم من كل ذلك أن لاعبيه أنصفوه ولم يخذلوه في الأوقات الصعبة عكس ما كان يحدث سابقاً، لكن كل ذلك لا يحسم شيئاً على الإطلاق، لأن مواجهة الإياب ستكون نارية، مع إمكانية حدوث كل السيناريوهات.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أحمد مختار
صحافي رياضي، وكاتب مهتم بالتحليل والحديث عن كرة القدم وقصصها.
صحافي رياضي، وكاتب مهتم بالتحليل والحديث عن كرة القدم وقصصها.
تحميل المزيد