قراءة في موقعة سان باولو: خيارات سيتيين الخاطئة أوقفت برشلونة.. غاتوزو عرف من أين تؤكل كتف ميسي

عدد القراءات
2,076
تم النشر: 2020/02/26 الساعة 09:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/02/26 الساعة 09:36 بتوقيت غرينتش
قراءة في موقعة سان باولو: خيارات سيتيين الخاطئة أوقفت برشلونة.. غاتوزو عرف من أين تؤكل كتف ميسي

تشكيلة خاطئة من كيكي سيتيين في أولى مبارياته بالشامبيونزليغ، صحيح أن "السكواد" محدود للغاية، 14 لاعباً فقط، منهم 2 حراس مرمى، كما يحتاج أي مدرب جديد للتجارب، لكن في مباريات خروج المغلوب، الخطأ يمكن تحويله إلى إقصاء، لذلك لم يكن المدير الفني للبارسا موفقاً في تشكيلته وحتى رسمه الخططي.

برشلونة بمزيج بين 4-4-2 و4-3-3 و3-5-2 لكن بتواجد فيدال على اليمين كجناح حر، غريزمان يسارا، وميسي بالعمق. وفوق كل ذلك راكيتيتش بدلاً من البرازيلي أرثور، نجم مباراة بارسا وإيبار بعد ميسي بالتأكيد، لذلك افتقد البارسا في الشوط الأول 3 أمور:

– البطء الشديد في تدوير الكرات أمام دفاع نابولي المنظم والعائد للخلف بشكل مبالغ فيه، بسبب عدم تواجد أرثور، وبطء كل من بوسكيتس وراكيتيتش.

– تقوقع الفريق الكتالوني بالعمق مع ضعف واضح في الأطراف، لسوء حالة الظهيرين، وعدم وجود جناح صريح.

– عدم فتح الملعب عرضياً بالشكل الكافي أمام فريق يدافع من الخلف، جنباً لجنب مع غياب رأس الحربة "لا يسأل عنه المدرب بالتأكيد".

نابولي في المقابل لم يضغط إطلاقاً، عاد إلى مناطقه ولعب على المرتدات فقط، مع رسم قريب من 4-5-1 من جانب جاتوزو، ليقلل الفريق هجمات برشلونة ويسجل هدفاً رائعاً عن طريق ميرتينز، لكن مبالغة جنارو في التراجع للخلف كلفته هدف التعادل، خاصة مع أداء برشلونة الذي تحسن في الشوط الثاني، بعد دخول أرثور مكان راكيتيتش.

تشكيلة الفريقين – Besoccer

دخول البرازيلي أعطى خط الوسط مرونة أكبر، ساهم في استلام ميسي أكثر، بالإضافة إلى اللعبة الثلاثية المميزة بين بوسكيتس، سميدو، وغريزمان في لقطة هدف التعادل.

نتيجة مميزة لبرشلونة كإيجابيات، لكن سلبياتها تكمن في غياب بوسكيتس وفيدال عن مباراة الإياب.

كرة القدم هي لعبة الأخطاء، من يخطأ أقل يفُز..

غاتوزو ملامحه التكتيكية واضحة منذ البداية، لن ينتحر الإيطالي بالضغط العالي، لأن توسيع لاعبي برشلونة للملعب عرضياً سيشتت خطوط فريقه وسيجعله يلعب مباراة مفتوحة وهو في غنى عن ذلك.  لذلك قرر تحديد نطاق المعركة في ثلث ملعبه الدفاعي والنصف الأول من ثلث الملعب الثاني. أي أن لاعبي نابولي تمركزوا في ثلثي نصف ملعبهم أو أقل في بعض الحالات، مطبقين أهم المبادئ الدفاعية بحذافيرها خاصة الكثافة العددية في كل مربعات الملعب، حماية العمق ومنع الاختراقات، بعد أن قرر مدربهم التضحية بالأطراف لعلمه بعدم وجود جناح في تشكيلة برشلونة وساعده في ذلك ضعف جودة أظهرة البرسا في مهاجمة المساحة والتفوق في مواقف ١ ضد ١، خاصة جونيور فيربو. زادت طين برشلونة بلة إصرار كيكي سيتيين على الاختراق من العمق. وبتطبيق نابولي لخطة 4-5-1 بالـ zone mista خنق لاعبي برشلونة وأغلقت زوايا التمرير العمودية أمامهم وبالتالي أصبح التقدم بالكرة صعباً جداً.. بل أشبه بدخول حقل ألغام. مما جعل ميسي واقفاً مكتوف القدمين أمام غابة السيقان الجنوبية، ليأكل غاتوزو كتف ميسي.

تمركز لاعبي نابولي الدفاعي – BT Sports

على الجانب الآخر كيكي نزل بهويته الكروية، الاستحواذ على الكرة وتطبيق الضغط العكسي فور فقدان الكرة وغيره من أساسيات اللعب المركزي، وبالفعل نجح برشلونة في تطبيق ذلك الضغط في معظم الحالات واستعاد الكرة بسرعة كبيرة لكن دون وجود أفكار هجومية واضحة وفعالة. كما يعاب على الفريق الكتالوني بطء التحولات الهجومية التي تحسنت نوعاً ما بخروج راكيتيتش، وكما يعاب على برشلونة عدم رفع الإيقاع مما سهل على لاعبي نابولي تنظيم خطوطهم الدفاعية.  عزل بوسكيتس أثناء مرحلة بناء الهجمة عن طريق إغلاق المهاجمين الطليان لزوايا التمرير أمام المدافعين وإجبارهم على التمرير للأظهرة، ثم تكثيف الضغط على الأظهرة بمساعدة خط التماس، كان له مفعول السحر في إبطاء إيقاع برشلونة طيلة المباراة. 

بعد وصول الكرة إلى الأظهرة تبدأ المرحلة الثانية من الهجمة، مرحلة التقدم نحو دفاعات نابولي وهي أصعب المراحل تكتيكياً بسبب تكتل المنافس في ملعبه. الحركية والألعاب المركبة الثلاثية وغيرها ستلعب دوراً كبيراً في فك التكتل وسهولة الاختراق مثلما حدث في هدف التعادل. لكن هذه المبادئ كانت غائبة بشكل كبير معظم الوقت، إضافة للتحول الهجومي السيئ لبرشلونة بسبب غياب جناح سريع قادر على نقل الهجمة في ظل سوء مستوى غريزمان الغير مبرر. كينبغي على كيكي تدريب لاعبي الوسط والمدافعين على التسديد من خارج المنطقة كعامل مساعد في مثل هذه الحالات وإلا سيعجز برشلونة عن الحلول أمام التكدس العددي للمنافس. 

تحليل الهدف: تحت عنوان "أمسك حيحا"..

في هدف برشلونة قرر قلب دفاع نابولي إفساد تنظيم خط الدفاع عن طريق الركض  خلف فيدال الذي توقع تمرير الكرة له. غالباً يتم تطبيق هذا التحرك عندما يلعب الفريق بخماسي في الخلف من أجل التمكن من حماية المساحة التي يتركها اللاعب وتغطية عرض الملعب بشكل جيد بواسطة زملائه الأربعة، أما فعل ذلك في تواجد رباعي في الخلف يعني مخاطرة كبيرة قد ينتج عنها ثغرات تضرب منها خطوط الفريق بتمريرة بينية كما فعل بوسكيتس في تمريرته نحو سيميدو.

تحرك فيدال الذي خلق الفراغ في عمق دفاع نابولي

فيدال له في الهدف نصيب لا يقل عن بوسكيتس أو سيميدو صانع الهدف أو مسجله غريزمان. لأنه طبق أحد أجمل وأبسط مبادئ كرة القدم، الحركية، الذي بصدده تشتيت المنافس وإخرجه من مكانه، فيدال التصق بالمدافع ليشوش عليه ويجعله يركض وراءه لملاحقته ليكشف ظهره ويضع بصماته على الهدف دون أن يلمس الكرة. 

حقاً كرة القدم تلعب بدون كرة قدم.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أحمد مختار
صحافي رياضي، وكاتب مهتم بالتحليل والحديث عن كرة القدم وقصصها.
صحافي رياضي، وكاتب مهتم بالتحليل والحديث عن كرة القدم وقصصها.
أحمد رضا منصور
كاتب ومحلل رياضي
مهندس مصري، باحث رياضي، ومحلل أداء سابق بالنادي الإسماعيلي.
تحميل المزيد