في الفترة الأخيرة لا يقدم مورينيو أداءً جيداً، وبالتأكيد لا يقدم أفضل أداء ممكن. لا أتكلم عن مجمل تاريخه، البرتغالي مدرب كبير بكل تأكيد ولديه العديد من الإنجازات التي تغطي عين الشمس. لكن، بربكم، ماذا يفعل مورينيو مع توتنهام منذ توليه المسؤولية! هل يدافع ويلعب على المرتدات والتحولات السريعة؟ أم يهاجم ويستحوذ على الكرة؟
إن كانت الإجابة هي أن مورينيو يلعب كرة قدم دفاعية، فما هو الدفاع الجيد بالنسبة لك؟
ما أعرفه هو أن المدرب الذي يجعل فريقه يدافع بشكل جيد، هو الذي يضع إطاراً فنياً وتكتيكياً لفريقه يقلل من عدد الفرص والتسديدات على مرماه؟
مثلما فعل دييغو سيميوني في مباراة فريقه أمام ليفربول في ذهاب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا. عندما سدد ليفربول 8 تسديدات، دون أن تأتي واحدة منها بين القائمين والعارضة. وحصول الريدز على فرصة واحدة فقط مؤكدة للتسجيل لليفر لكنها ضاعت. مثل هذا الأداء هو ما يطلق عليه "أداء دفاعي عظيم وممتع". لأن تمركز لاعبي أتليتكو مدريد كان ممتازاً واختراق دفاعهم كان صعباً. لأنهم كانوا يضغطون من عند دائرة المنتصف. مما جعل أغلب استحواذ ليفربول في نصف ملعبهم. ولم يمنح لاعبي كلوب شبراً واحداً للتحرك واختراق الدفاع المحكم. وإذا ما حاول أحدهم ذلك واجه أكثر من لاعب يحاول قطع الكرة منه. أما توتنهام ففي مباراته على أرضه وأمام جماهيره مع نادي لايبزيغ في نفس الدور والبطولة، سمح للألمان بتسديد 16 تسديدة، 5 تسديدات منها على المرمى. وخلقوا 3 فرص محققة، تم إهدار اثنتين منها. وفي مباراة توتنهام أمام مانشستر سيتي التي تحدث الكثيرون بعدها عن عبقرية مورينيو، فإن السيتيزنس سددوا 19 تسديدة مقابل 3 لتوتنهام، 6 على المرمى للسيتي مقابل 3 فقط لتوتنهام. الفرص المحققة للتسجيل لفريق غوارديولا 4 فرص والأربع تم إهدارها بغرابة. ليس هذا فحسب، في مباراة أقل ندية من المباراتين السابقتين، كالمباراة أمام أستون فيلا كان معدل الـ xg أو الأهداف المتوقعة لأستون فيلا 2.18. وفي مباراة تشيلسي الأخيرة، انتهت المباراة بـ17 تسديدة لتشيلسي، 7 على المرمى و3 فرص محققة تم إهدارها. وقدم خط دفاع توتنهام في تلك المباراة أداءً كارثياً. تمركز ووضعية لاعبي توتنهام في حد ذاتها كارثة متحركة وكأنهم لم يخوضوا حصة تدريبية دفاعية واحدة من قبل.
لكن ربما يلعب مورينيو كرة قدم هجومية تجعل دفاعه عرضة للهجمات؟
يؤسفني القول إن الأمر ليس كذلك، فإحصائية الـxg لفريق توتنهام ضعيفة للغاية. على سبيل المثال، في مباراته أمام السيتي كانت 0.42 بينما سجل الفريق فعلياً هدفين من 3 تسديدات في كامل المباراة التي يقولون إن مورينيو عرف من أين يؤكل كتفها. وفي المباراة الأخيرة ضد تشيلسي كانت نسبة الـxg هي 0.27 وسدد الفريق 5 تسديدات فقط، 3 منها على المرمى. وفي مباراة لايبزيغ كانت نسبة الـxg هي 0.79، وكان عدد التسديدات 12، منها 5 فقط على المرمى.
لا أستخدم هذه الإحصائيات سوى لقول وإثبات أن مورينيو مع توتنهام لا يقدم فكرة واضحة أو صريحة. ربما يكون قد أخطأ في اختياره للفريق في الوقت الحالي.. لكن ماذا يقدم حالياً؟ لا أحد يعرف.. ربما مورينيو نفسه لا يعرف.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.