لبناني من ووهان: رغم حرب الشائعات وتضليل وسائل الإعلام.. الشعب الصيني يهزم "كورونا" (بالأرقام)
تعمد العديد من الوكالات ووسائل الإعلام إلى انتقاء أرقام وإحصائيات فيروس كورونا بشكل يتوافق مع سياسة التهويل ونشر الفزع التي اعتمدت منذ أول ظهور لفيروس كورونا.
على سبيل المثال، العديد من العناوين في نشرات الأخبار والصحف والمجلات تتحدث عن أن عدد الإصابات لامس حاجز الـ٧٠ ألفاً، وأن عدد الوفيات تخطى الألف حالة. ولكن لا أحد يذكر أن عدد الذين خرجوا من المستشفيات بعد اكتمال شفائهم قارب ١٠ آلاف شخص، وأيضاً، لا يذكرون أن نسبة الزيادة في عدد الإصابات تتراجع، فحتى لو قارب عدد المصابين الـ٧٠ ألف مصاب، إلا أن انتشار الفيروس في تراجُع مستمر.
سأعرض لكم رسمين بيانيين يوضحان ما أحاول قوله.
في الرسم الأول يظهر عدد الحالات على أساس يومي. ممكن تقسيم المسار إلى أربعة مقاطع: الأول هو مرحلة ما قبل عزل ووهان، وكان مسار الإصابات تصاعدياً، حتى وصل إلى أعلى حد له وسجل ٣٩٢٧ إصابة يوم ٤ فبراير/شباط (أي الأشخاص الذين أصيبوا في ٢١ يناير/كانون الثاني واكتشف إصابتهم في ٤ فبراير/شباط).
بعد ذلك بدأ تراجع الإصابات حتى وصلت إلى ٢٠٧١ إصابة على أساس يومي. ولكن منذ يوم ١٢ فبراير/شباط تم تغيير طريقة حساب الحالات الجديدة وأدخلت تقنيات جديدة لتشخيص الإصابة، فبدل انتظار ظهور العوارض، سمحت التقنيات الجديدة باكتشاف الإصابة في مراحلها الأولى، وهذا رفع عدد الإصابات المكتشفة بشكل كبير (١٥٤٠٨).
بعد ذلك، بدأ عدد الإصابات المكتشفة التراجع بشكل كبير جداً على أساس يومي، ويوم 16 فبراير/شباط سجلت ٢٠٩٧ حالة إصابة. ويتوقع أن تستمر بالتراجع بشكل كبير جداً، وأن عدد الحالات المتوقع إصابتها (هذه نقطة لا تذكر في وسائل الإعلام) تراجع إلى ٨٨٢٣ بعد أن كان يلامس الـ٣٠ ألفاً بداية فبراير/شباط. وبالتالي يمكن القول إنه في الأيام القادمة ستكون قد تمكنا من محاصرة المرض وإيقاف انتشاره. ولكن طبعاً هذا لا يعني القضاء النهائي عليه. ومن الممكن أن يعود للانتشار، لذا فالاستمرار بالإجراءات الوقائية الحالية ضرورة وحتمية.
الرسم البياني الثاني يظهر عدد حالات الشفاء والوفيات. دون شرح طويل، تظهر النسبة المئوية لعدد حالات الشفاء ارتفاعاً مستمراً، وهي في الـ16 من فبراير/شباط تلامس الـ١٤٪. أي أن ١٤٪ ممن أصيبوا بالفيروس (٩٦٥٨) تم علاجهم وخرجوا من المستشفى. أما الخط باللون الأحمر فيظهر عدد الوفيات، ومع أن هذا الرقم وصل إلى ١٦٦٩ حالة وفاة، إلا أن نسبة الوفيات من إجمالي الإصابات لا تزال متدنية عند مستوى ٢.٤٪.
نتمنى أن تحمل الأيام القادمة أخباراً إيجابية أخرى، والأهم نتمنى أن ننتصر على فيروس التهويل والإشاعات الذي أعتبره أخطر من فيروس كورونا نفسه.
صبرٌ جميل يا ووهان
بداية نهاية الحرب عندما يرتفع الخط الأخضر فوق الخط الأحمر. عدد الإصابات الجديدة على أساس يومي (الخط الأحمر) أكبر من حالات الشفاء (الخط الأخضر). في الـ18 من فبراير/شباط كان الفرق بين الخطين هو 98 حالة إصابة. لذا، نقطة التحول ستكون عندما يصبح عدد الذين يخرجون من المستشفيات أعلى من عدد الذين يدخلونها. وهذا أيضاً سيدل على أننا، أولاً، تمكنا من السيطرة على الفيروس، وثانياً، أن الدواء المستخدم وطرق العلاج لديها فعالية كبرى في القضاء على الفيروس.
أما ثالثاً، فسأحقق وعدي لنفسي بالاحتفال تحت شجر الكرز في ووهان.
بداية النهاية
في الفقرة السابقة تحدثنا عن نقطة التحول، وأبشركم بأن نقطة التحول بدأت في الصين منذ أول أمس 19 فبراير/شباط.
أولاً، عدد الذين خرجوا من المستشفيات يومها هو (١٨٤٢) تخطَّى عدد الحالات الوافدة للمستشفيات (١٧٤٩) حالة، ويمكن ملاحظة كيف أن اللون الأخضر ينتقل إلى الأعلى في الرسم البياني أدناه. مع الملاحظة أن آخر رقمين هما حصراً للصين، على المستوى الدولي الأرقام تقريباً متساوية.
ثانياً، العديد من المقاطعات الصينية لم تسجل أي حالة إصابة على مدى الأيام الماضية. وهذا مؤشر إيجابي جداً، ولكن يجب أن تستمر الإجراءات الوقائية أكثر وأكثر. وبعض المدن مثل أيوو (مدينة تجارية مهمة) عادت الحياة فيها إلى وضع شبه طبيعي وافتتحت الأعمال مجدداً.
ثالثاً، ٥٣ حالة فقط من أصل ١٧٤٩ سجلت خارج مقاطعة "هوبي" التي من ضمنها مدينة ووهان. ومن هذه الـ١٧٤٩ حالة إصابة جديدة هناك ١٦٦٠ حالة في معقل الفيروس "ووهان". لذا كل الجهد حالياً يتركز على مدينة ووهان من أجل السيطرة الكاملة على الفيروس.
رابعاً، نسبة الذين خرجوا من المستشفيات من إجمالي حالات الإصابات لامس الـ٢٠٪. وهذا أيضا يدل على فاعلية مستمرة لطرق العلاج والدواء المستخدم، وكذلك فاعلية الجهود الطبية الجبارة التي تبذل هنا. ونتمنى أن تستمر هذه النسب بالارتفاع. وبالمقابل انخفاض عدد الإصابات الجديدة.
أخيراً، يجب أن نبقى حذرين، فنحن نحارب فيروس، وأي خطأ قد يُعيدنا إلى وضع صعب.
التزام فـ "نصر"
هذه الإجراءات الوقائية كان لها دور فعال جداً في الإنجاز الذي يتحقق، ولكنها كانت لتكون حبراً على ورق، ولولا أن هناك شعباً التزم بها وقبِل التحدي، وحولها إلى أسلوب هجوم ينتصر من خلاله على فيروس كورونا وعلى إشاعات وتضليلات الولايات المتحدة وأتباعها بكل العالم الذين حاولوا جاهدين تشويه هذه الملحمة البطولية التي يسطرها الشعب الصيني بالنيابة عن كل البشرية، وخاصة من خلال هذا التنظيم، والالتزام بتعليمات حكومة وقيادة وحزب يثق بأقواله ويرى بعينيه نتائج أفعاله.
أدهم السيد هو باحث اقتصادي وطالب دراسات عليا في مدينة ووهان الصينية
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
تقدر شركة إنتغرال ميديا الاستشارية المحدودة خصوصيتك وتعلم جيدًا كم هي مهمة لك وأنك تهتم بكيفية استخدام
بياناتك الشخصية.
نحترم ونقدّر خصوصية جميع من يزورون موقع عربي بوست، ولا نجمع أو نستخدم بياناتك الشخصية إلا على النحو الموضح في
سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط، ولأغراض تحسين المحتوى المقدم وتخصيصه بما يناسب كل زائر؛ بما يضمن تجربة
إيجابية في كل مرة تتصفح موقعنا.
تعتبر موافقتك على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط أمرًا واقعًا بمجرد استمرار استخدامك موقعنا. يمكنكم
الموافقة على جميع أغراض ملفات الارتباط بالأسفل، وكذلك يمكنكم تخصيص الأغراض والبيانات التي يتم جمعها. يرجى
العلم بأنه حال تعطيل كافة الأغراض، قد تصبح بعض مزايا أو خصائص الموقع غير متاحة أو لا تعمل بشكل صحيح.
تخصيص الإعدادات
الإعلانات والتحليلات
التحليلات والاستهداف
قياس جودة المحتوى
اقترح تصحيحاً
لبناني من ووهان: رغم حرب الشائعات وتضليل وسائل الإعلام.. الشعب الصيني يهزم "كورونا" (بالأرقام)