في سن الـ 32 قهر مورينيو ورفض تدريب ريال مدريد ويقدم كرة قدم جميلة.. من هو يوليان ناغلزمان أفضل مدرب ألماني؟

عربي بوست
تم النشر: 2020/02/20 الساعة 09:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/02/20 الساعة 09:30 بتوقيت غرينتش
في سن الـ 32 قهر مورينيو ورفض تدريب ريال مدريد ويقدم كرة قدم جميلة.. من هو يوليان ناغلزمان أفضل مدرب ألماني؟

"اسكت واجلس مكانك، هل تظن أنك اخترعت كرة القدم؟".

تعرّض المدرب الألماني روجر شميدت للطرد والإيقاف لمدة مباراتين، بعد تفوّهه بهذه الكلمات ضد المدرب الخصم، وذلك خلال مباراة بايرن ليفركوزن وهوفنهايم في البوندسليغا.

لم تمر هذه القصة مرور الكرام في ألمانيا، ليس فقط لأن شميدت تجاوز حدوده خارج الخط، ولكن لأن الطرف الآخر للشجار كان أصغر مدرب في الدوري، إنه يوليان ناغلزمان، الفتى الصغير الذي يقود ثورة رياضية شاملة في الملاعب الألمانية خلال الفترة الأخيرة، بداية من خلال تجربته المثمرة مع هوفينهايم ثم ظهوره للجميع مع لايبزيغ، ومنافسته على لقب الدوري هذا الموسم.

لعبة الضغط والاستحواذ

"مثله مثل معظم المدربين الشبان في ألمانيا، تأثر يوليان بالمدرب رالف رانغنيك، ولعبة الضغط التي اشتهر بها في أكثر من فريق آخرها لايبزيغ".

لكن يوليان يرد في حوار سابق مؤكداً أنه يفضل دائماً الجمع بين الضغط والاستحواذ؛ لأن فرقه يجب أن تؤدي بشكل جيد بالكرة ودونها.

في سن الثامنة والعشرين فقط، حصل يوليان على فرصته التاريخية لقيادة فريق هوفينهايم، وذلك بعد استقالة المدرب السابق هاب ستيفانز بسبب مشاكل بالقلب، ليراهن مالك النادي على الفتى الصغير الذي يعمل ضمن الطاقم التقني، ويقود هوفينهايم سريعاً إلى الهروب تماماً من شبح الهبوط ومن ثم قاد الفريق إلى التأهل لدوري أبطال أوروبا قبل خروجه من الأدوار التمهيدية على يد ليفربول.

ناغلزمان بقميص هوفنهايم

اعتزل ناغلزمان الكرة سريعاً بعد تعرّضه لإصابة خطيرة أثناء لعبه في صفوف أوغسبورغ، النادي الذي كان يدربه توماس توخيل (مدرب باريس سان جيرمان الحالي)، ليستعين به المدير الفني بعد اعتزاله في مراقبة الخصوم وتحليل طرق لعبهم ضمن عمل فريق "السكاوت" الخاص بأوغسبورغ، لينطلق بعدها المدرب الصغير إلى نادي ميونيخ 1860 ثم هوفنهايم، ويتدرج من فئات الشبان إلى الفريق الأول خلال سنوات قليلة، بسبب الطفرة الكبيرة التي حققها مع فريق تحت 19 سنة وقيادته له للفوز بلقب الدوري.

المدرب الخباز

"أنا مثل الخباز، أضع عديد الأشياء داخل الفرن ثم أنتظر النتيجة، وداخل الملعب أستمر في البحث والمحاولة، حتى أحصل على ما أريد في نهاية المباراة".

  • يوليان ناغلزمان متحدثاً عن فلسفته في اللعبة.

يؤكد الشاب في مقابلته التي أفردها الموقع التكتيكي "تقرير الكرة"، أن التدريب أفضل كثيراً من لعب الكرة، لأنك تكون مجبراً على تحسين أداء 22 لاعباً دفعة واحدة، وتفكر بالساعات في محاولة هزيمة خصمك خططياً وتكتيكياً قبل بداية المباراة وبعدها. ويشير إلى أن طريقة لعب فياريال تروقه بشدة، لأنهم يلعبون كمجموعة وكتلة تضغط كوحدة واحدة في نصف ملعب الخصم، كذلك يصنف نفسه كأحد المحبين لآرسنال وبرشلونة، بسبب الكرة الجميلة التي يمارسونها في كافة تفاصيل المباراة.

شرح تكتيك ناغلزمان مع لايبزيغ

يمزج ناغلزمان في طريقة لعبه بين الكرة الهجومية والضغط، ليسير على خطى سابقيه باتباع استراتيجية "الكونتر برسينغ" أو الضغط العكسي، بمحاولة حصار المنافس في نصف ملعبه، وغلق زوايا التمرير أمام لاعبيه، من أجل قطع الكرة وتنفيذ هجمة سريعة تنتهي بهدف، وفي حالة التعذر في فعل ذلك، فإنه يحصل على اللعبة ويهاجم بهدوء دون خوف إذا تطلب الأمر، وبالتالي فإنه مرن إلى حد كبير دون تعصب لمسار واحد.

من قال لريال مدريد

اعترف الرجل بأنه رفض تدريب ريال مدريد بعد رحيل زيدان؛ لأنه بحسب وجهة نظره لا يزال يريد التعلم، وتدريب نادي بحجم الريال سيضعه تحت الضغوطات سريعاً، ما يجبره على الاهتمام بالنتائج قبل العملية في أوقات عديدة.

يؤكد ناجلزمان أنه يختلف مع مورينيو في فلسفة كل منهما على صعيد التدريب، لكنه يحترمه بشدة، خاصة أنه صعد إلى مجاله من أسفل إلى أعلى، مع حصوله على حوالي 25 بطولة خلال مسيرته.

يوليان يتابع الدوري الإنجليزي جيداً، معجب بعقلية ليفربول هذا الموسم، تنوع طريقة لعبه مع كلوب قياساً بالسابق، فالفريق لم يعد يعتمد فقط على الضغط العكسي أو المرتدات من أجل تسجيل أهدافه كما كان يحدث بالسابق.

وعن التجربة التي تعتبر مثل أعلى له، يقول مدرب لايبزيغ: "التجربة المثالية بالنسبة لي هي بيب غوارديولا في برشلونة. لم يكن الأمر متعلق بعدد البطولات ولكن في أسلوب لعبهم، جرأتهم، شخصيتهم، وسيطرتهم الكبيرة على مجريات اللعب من البداية إلى النهاية، لقد كان فريقاً يمثل نموذجاً للجميع، الخصم قبل الصديق".

أفضل مدرب شاب في العالم

يحتل لايبزيغ وصافة الدوري الألماني حتى كتابة هذه الأسطر برصيد 45 نقطة، بفارق نقطة واحدة عن بايرن ميونيخ.

وواجه الفريق منافسه توتنهام، بقيادة مورينيو، في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال ليلة الأمس. ورغم أن الفريق ليس لديه أي خبرات أوروبية مثل مدربه يجعل الأمر صعب بالنسبة له، خاصة عندما يواجه مدرب بخبرات مورينيو. إلا أن الشاب الصغير لقّن مورينيو درساً في فنون التكتيك وقدم أداء أبهر الجميع على أرضية الميدان واستحق الفوز عن جدارة واستحقاق. ولولا رعونة لاعبيه أمام في المرمى لكانت النتيجة أكبر من 1-0. 

إحصائيات مباراة توتنهام ولايبزيغ

مع انخفاض أسهم مورينيو وأنشيلوتي، وعدم قدرة فينغر على ملاحقة الآخرين، ظهر جيل جديد من المدربين الشبان في ملاعب أوروبا من شرقها لغربها. ويبدو أن قائد هذا الجيل هو الصغير يوليان ناغلزمان. 

أحمد مختار هو صحافي رياضي، وكاتب مهتم بالتحليل والحديث عن كرة القدم وقصصها.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أحمد مختار
صحافي رياضي، وكاتب مهتم بالتحليل والحديث عن كرة القدم وقصصها.
صحافي رياضي، وكاتب مهتم بالتحليل والحديث عن كرة القدم وقصصها.
تحميل المزيد