لا تكن أحمق وتنتظر السعادة لتأتيك.. 8 أشياء تعلمتها من تجاربي الفاشلة والناجحة

عدد القراءات
2,093
تم النشر: 2020/02/18 الساعة 14:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/02/18 الساعة 14:46 بتوقيت غرينتش

حياتنا أفكار نعتقد بصحتها قد تصنع بؤسنا أو سعادتنا فلا تكن أحمق و تنتظر السعادة لتأتيك سارع إليها ولو زحفاً.

أنت لست ضحية ما يحدث لك، لا شيء يضيع إن حولته إلى تجربة يستفاد منها.

قبل القيام بأية خطوة دع عقلك يجتاز اختباراً سريعاً: لماذا؟ ما الهدف من وراء ذلك؟ هل هي حاجة ملحة، مستعجلة في غاية الأهمية؟ هل هو الوقت المناسب؟ هل في ذلك إفادة لي وللآخرين أو مضيعة للوقت؟ هل في ذلك أذى لي وللآخرين؟ هل هو حقيقة أم وهم؟

إن عقولنا فريسة للظنون السيئة التي تجعلنا نتألم الحقيقة تارة والوهم تارة أخرى، فريسة لتقلبات نفسنا ونفوس الآخرين، فريسة لغرائزنا الشهوانية ولوساوس الشيطان التي توقعنا في الخطيئة تلعب بنا كالدمية كيفما شاءت ونجاتها رهينة بكيفية استجابتها لكل ذاك، فكلما استسلم العقل لتلك الحالات الفوضوية التي تخلف تعباً شديداً، خوفاً رهيباً، ألماً إلى حد الاقتراب من الجنون أحياناً، كلما زادت معاناته وكلما تصالح معها وتجاهلها خفت هذه الأخيرة إلى حد الاختفاء.

أما نفوسنا فتنقسم إلى عدة أجزاء: جزء قوي يحاول حتى آخر نفس، جزء منهار ضعيف يشتكي من كل شيء يريد لكل شيء أن ينتهي، جزء ساخر يستهزئ بكل شيء، جزء واهم يؤلف قصصاً من الخيال، جزء فضولي ينتقد كل شيء، بوصلتها العقل إن هي تاهت أو تعثرت، يلملم شتاتها، يضمد جراحها، يحاورها، يوبخها إن هي تمادت في العصيان أو انجرفت نحو طريق مظلم لا تحمد عقباه.

أتدري ما الرؤية المنجية؟ أن نعتقد إن أمر المؤمن كله خير سراء كانت أو ضراء، فالسراء ما يوافق رغباتنا أما الضراء فما لا نتمنى وقوعه وإن وقع فهو قدر إلهي بعد الأخذ بجميع الأسباب الممكنة من تخطيط وتنفيذ وأن تكون نيتنا في ذلك أخروية مطلقة استعداداً للموت الذي قد يباغتنا في أية لحظة و لما بعد الموت ابتغاء دخول الجنة قبل أن تكون دنيوية مؤقتة.

و يتجلى ذلك في العودة إلى التناغم بعد كل محنة أو حالة فوضى وألا نتوقع شيئاً من أحد، سندنا الأول خالقنا جل وعلا وسندنا الثاني عقلنا لأن النفس متقلبة تخذل صاحبها مراراً وتكراراً بسبب طبيعتها المركبة المتشابكة خيوطها التي تترنح بين الصواب والخطأ وإن الاستقرار والراحة ليسا إلا ربحاً يزودنا بالطاقة اللازمة لمواجهة هذه الفوضى وتلك المحن.

هذه بعض أبواب الحياة مرفقة بتحليل متواضع اجتهاداً مني:

باب الزمن:

ماضيك هو الذي يصنع حاضرك، حاضرك هو الذي سيصنع مستقبلك، كان يجب أن تمر بكل تلك الأحداث التي لطالما ظننت أنها مصدر هلاكك لكن الأيام أثبتت العكس، إنها مصدر سعادتك، علمتك كيف تسخر ما يحيط بك من نعم وفرص لتحقيق مسعاك وإعانة الآخرين على تحقيق مسعاهم ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، علمتك كيف تقفز على حواجز الاضطراب والانهيار لتبلغ الاتزان والقوة تحت أي ظرف! فكن ممتناً لها شاكراً لجميلها! 

باب الانتظار  

لا تنتظر دعها تأتي وأنت في غمرة انشغالك. 

وتذكر أن العمر لا يقدر بالأرقام وإنما بما تعتبره أنت إنجازاً تفتخر به كل يوم، بعيداً عن تصفيق الأيادي، مديح الألسن أو انتقادها اللاذع، بهذا تثبت نفسك لنفسك وليس للآخرين حتى تصنع أفضل نسخة منها في كل مرة! 

باب الخير والشر 

الخير والشر متلازمان بالتساوي داخل النفس البشرية لكن الإنسان هو الذي يحدد أيهما يتحكم في أفعاله.

 ليس منا من لا يخطئ أو يصدر أحكاما مسبقة، يحلل هفوات الآخرين ونقط ضعفهم بطريقته الخاصة سواء أكانت هدامة أو بناءة! أما عندما يأتي الأمر إلى هفوات أنفسنا ونقط ضعفها نتباين بين غافل عنها وبين عالم بها، متصالح معها يبذل جهده لإصلاحها ما أمكنه ذلك بدءاً بالمستعجلة منها، أخطرها، مع الأخذ بعين الاعتبار إن التحكم في شرور النفس ليس بالأمر الهين وهذا ما يجعل تحكيم مبدأ أخف الضررين مرغوباً، تماشياً مع واقع وسياق كل فرد!

وعن الخير فهو مهم وأهم منه دوامه وإن قل! 

– باب الاعتذار: الاعتذار فضيلة، َتربية للنفس. لكن ينبغي أن يعلم أن قبول الآخر لاعتذارنا مرتبط بتشبعه بهذه الخصلة الحميدة وكذا بطبيعة وحجم خطئنا، بمدى تحمله لهذا الأخير وتفهمه. هل ترى سنبدأ صفحة بيضاء ناصعة أم إنه سيرفض قطعاً؟ 

الاعتذار ليس دائماً عند موضع الخطأ فقد يكون مثلاً عن تقصير في حق الوالدين، فمهما فعل الأبناء لن يوفوا والديهم تعب سنين طويلة وتضحيات جسام. 

باب المواقف الإنسانية:

كن بين بين، لا تقترب كثيراً ولا تبتعد كثيراً وحاجتك لأن تكون انتقائياً حيال علاقاتك لن تمنعك من أن تكون منفتحاً، فمن المستحيل أن نوزع عواطفنا على الجميع. 

بعض الصراحة لازمة أحياناً وبعض الغموض مفيد في أحيان أخرى، ليس كل ما يعرف يقال، وليس كل ما في النفس يجوز الإفصاح عنه كما قال الشاعر سليمان الطويهر: 

يا قلب مالك لا تمل ولا تضجر

خبئ جروحك إن أردت شفاءها 

إن الجروح إذا بدت لا تطهر. 

انتهى! 

وإياك وحروب الكلام فاللسان كالحسام لا تستعمله إلا لحاجة ملحة أو تواصل فعال. 

ولا تنس أن التجاهل 

وقت المصائب ذكاء.. 

وقت المصاعب إصرار..

وقت الإساءة تعقل.. 

ووقت النصيحة البناءة غرور.. 

فانتبه متى تتجاهل! 

باب البقاء للأقوى:

الجماعة تغلب الفرد في أغلب الأحيان فلا تحاول أن ترهق نفسك لتسود برأيك الآخرين دوماً، يكفيك أن يسود عقلك نفسك وهذا ينطبق على جميع الجوانب الأخرى، نعطي مثالاً لذلك "اللغة" فالبقاء للغة البلد الأقوى  المتحكم  الذي تسير على نهجه كل البلدان الأخرى المتحكم بها، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على استعمار لهوية تلك البلدان وهو من أخطر أنواع الاستعمار.

باب "مصائب قوم عند قوم فوائد"

عبارة تحيلنا على مفهوم الوصولية إذا ما فسرناها سطحياً، ولكنها أعمق من ذلك بكثير، إنها تبادل منافع بين المصاب وطبيبه، والمقصود بالطبيب هنا عام، قد يكون الطبيب من يقدم دواءً صيدلياً أو كاتباً يخط بقلمه رواية تتطرق إلى أدق التفاصيل يعيش معها القارئ حياة أخرى إلخ..

باب التخطيط والإنجاز

من أهم المراحل التي توفر علينا ساعات من العمل المتواصل: التخطيط، ولهذا  من المهم أن تلازمنا مذكرة ندون فيها أعمالنا اليومية، الأسبوعية والشهرية، أفكارنا اللحظية وأهدافنا الحياتية المرتبطة بالعمل والدراسة، بالشعائر الدينية (الصلاة، تلاوة القرآن، الدعاء)، بالعلاقات الإنسانية الأسرية بصفة خاصة ومع الآخرين بصفة عامة، بنقاط قوتنا ورغبتنا في تطويرها ونقاط ضعفنا وعملنا على إصلاحها، بهواياتنا المفضلة لملء الفراغ أو من أجل استراحة بعد جهد مع ترتيب كل ذلك حسب الأولوية استناداً إلى مصفوفة الأولويات: مهم عاجل، مهم غير عاجل، غير مهم عاجل، غير مهم غير عاجل.

وأخيراً وليس آخراً نحن لسنا ما نكتبه دائماً، فالكتابة في حد ذاتها دواء للنفس، ناصح نعود إليه كلما ضللنا الطريق أو خالفنا الصواب.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
أمة الرحمن الأزمي
طالبة طب
تحميل المزيد