1 سبتمبر/أيلول 2008 تاريخ لن تنساه الكرة العالمية، وليس عشاق مانشستر سيتي فقط، يومها تحولت ملكية نادي مانشستر سيتي إلى صناديق إمارة أبوظبي المالية التي لا تنضب، وذلك بعد أن قرر الشيخ منصور بن زايد شراء النادي، لتبدأ رحلة النجاحات والإنجازات التي تُعززها لغة الأرقام على المستويات كافة، سواء كانت كروياً، أو إدارياً، ومالياً.
تحت قيادة المدرب مارك هيوز، أول مدرب في فترة الشيخ منصور موسم 2008/2009، وفي أيام الانتقالات الصيفية، أعلن السيتيزنس التعاقد مع روبينهو، وكومباني، وزبالايتا، لكن لم ينجح مارك هيوز في فرض اسم مانشستر سيتي على الساحة، حيث لم ينجح في حصد أي لقب.
في موسم 2009/2010 بدأ التطور الكبير في مانشستر سيتي، إذ أصبح الفريق أقوى بالتعاقد مع لاعبين أمثال تيفيز وباتريك فييرا، ليضيف عامل الخبرة للفريق الشاب. الصفقة الأهم ذلك الموسم كانت رحيل هيوز وتعيين الخبير الإيطالي روبيرتو مانشيني، لتبدأ مرحلة البناء الحقيقية لذلك الفريق.
نجح مانشيني في تشكيل فريق يستطيع المنافسة على لقب البريميرليغ وباقي الألقاب المحلية، بتعاقده وقتها مع كل من بواتينغ، ودافيد سيلفا، ويايا توريه، وكولاروف، وميلنر، ودجيكو، وبالوتيلي، والصفقة الأهم على الإطلاق كانت جلب أغويرو من أتلتيكو مدريد.
وبالفعل نجح مانشيني في وضع مانشستر سيتي على خارطة الألقاب والمنافسة، لكن موسم 2012/2013 لم يكن عامه المثالي، ورغم ما قدمه مانشيني كخير بداية لمشروع آل زايد أقالوه وعينوا مانويل بيليغريني بدلاً منه.
استمرت الإنجازات مع بيليغريني لكن لم يقدم ما أراده الشيخ منصور من فريقه، أي الهيمنة الكاملة على إنجلترا، حتى جاء من استهزأوا به وقللوا من فرص نجاحه في بلاد الضباب بيب غوارديولا ليفرض هيمنة الجزء الأزرق على البريميرليغ.
عبر السنوات، يمكن ملاحظة مدى تطور الفريق عن السنة التي سبقتها، على كل المستويات وتحديداً اللاعبين، الفريق يصبح أفضل وأقوى، حتى على مستوى المدربين تشعر بالفعل أن كل مدرب جاء في وقته ورحل في موعده، بدءاً من مارك هيوز وانتهاء ببيب غوارديولا.
الدراما لا تفنى ولا تستحدث من العدم
كعادة المشروعات الناجحة لابد أن تجد الدراما طريقها إليها، قبل يومين أصدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "اليويفا" قراراً بإيقاف السيتي لمدة موسمين في دوري أبطال أوروبا. في سيناريو درامي خالص يشير نحو انهيار المشروع، حتى إن أغلب الآراء المتفائلة أجمعت على أن مانشستر سيتي سيعاقب لا محالة، رغم تقدمه بالنقض سواء بالإيقاف لموسم أو موسمين.
السيناريوهات المطروحة
هنا نأتي لدور بيب غوارديولا في أن يستغل تلك العقوبة لصالحه في شحن همم هؤلاء اللاعبين لإحراز لقب دوري الأبطال، ورغم مواجهة كبير أوروبا ريال مدريد سيكون على بيب تخطِّي كل تلك العقبات لكي يرحل و يُقَال إن مشروع بيب في السيتي كان ناجحاً كعادة مشاريع بيب غوارديولا.
كعادة دراما السينما دائماً ما تحمل اتجاهين، فماذا لو انتهى بمانشستر سيتي خارج دوري الأبطال هذا الموسم؟
من ثم رحيل بيب غوارديولا في الموسم القادم؛ لأنه يريد الكأس ذات الأذنين، سيتبعه بعض النجوم لأنهم يريدون أن يذيع صيتهم في المسابقة الأغلى في أوروبا، ربما مع فرق مثل ريال مدريد وبرشلونة.
هنا ستكون نقطة بداية نهاية مشروع السيتي الذي بدأه الشيخ منصور من 2008، رحيل المدرب ثم رحيل اللاعبين، هيمنة الخصوم (ليفربول تحديداً) مع عدم القدرة على تعويض لاعبيه بنجومٍ آخرين، سيتوجب حينها على مانشستر سيتي أن يبدأ من نقطة الصفر مرة أخرى.
لكن الاحتمال الآخر هو أن ينتصر مانشستر سيتي على ريال مدريد، من ثم تحقيق دوري الأبطال، حينها سيبدأ الجميع في مناداة غوارديولا ولاعبيه بالأفضل مرة أخرى. ولن يهتم أحد بتلك العقوبة؛ لأن السيتي سيريد الهيمنة المحلية وقد يكون قادراً على دحض مشاريع خصومه في البريميرليغ.
سخرية القدر
مشروع دام لأكثر من 10 سنوات، سيكون مصيره في يد 7 مباريات أخرى في دوري الأبطال، 7 مباريات تحدد مصير 10 سنوات من العمل؛ لذلك لا تتعجب من جملة: يا لَسخرية القدر.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.