هل يمكن للسمكة أن تعيش خارج الماء؟.. قراءة في مصير دي يونغ التكتيكي مع برشلونة

عدد القراءات
1,115
عربي بوست
تم النشر: 2020/02/12 الساعة 12:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/02/12 الساعة 12:29 بتوقيت غرينتش
هل يمكن للسمكة أن تعيش خارج الماء؟.. قراءة في مصير دي يونغ التكتيكي مع برشلونة - GezzawyDesign

كان تفسير حفنة من المحللين والمتابعين الكرويين عن أيام فرينكي دي يونغ المعدودة في برشلونة، أنها لا تقارن بفترته السابقة في ناجي أياكس، حيث ظهر فرينكي كمغلف لخط وسط أمستردام، رئيس قسم الشطر الثاني من الملعب، نقيض ما يُقدمه في برشلونة من أداء أقل من المتوقع.

تفسير هؤلاء كان منطقياً، لكن بنسبة لا تتعدى الـ50%، لأن العلل المقدمة غير مكتملة من جميع الجوانب؛ إذ تناولت تلك العلل والأسباب الجوانب البدنية والذهنية، وأيضاً التكتيكية والفنية العامة المختلفة بين أياكس وبرشلونة، وبين الدوري الهولندي ونظيره الإسباني، هناك فروقات واضحة للعيان بين المنزلتين.

في أياكس دي يونغ هو "الريجيستا" الأول أمام عمق الملعب في الثلث الأول من المستطيل الأخضر، أي أنه اللاعب الذي يتمركز أمام قلبي الدفاع ليتسلم منهم الكرات ويقوم بهندسة الهجمات وتصميمها وفقاً لرؤيته مستخدماً مهارته في الاحتفاظ بالكرة تحت ضغط المنافسين ومحاولتهم افتكاك الكرة منه. 

تمركز دي يونغ مع أياكس

في أياكس، قام دي يونغ بهذا الدور على أكمل وجه، فكان يتسلم ويتحرك بحرية كبيرة،  رفقة فريق لا يتوقف عن التمركز والحركة مسيطراً على كل رقعات الملعب، مما يمنح "الريجيستا" أي دي يونغ في حالة أياكس الموسم الماضي زوايا متعددة لصناعة اللعب المتأخر والقيام بدور صانع الألعاب المتمركز في العمق الدفاعي أو ما يسمى تكتيكياً باللغة الإنجليزي بالـ Deep-Lying-Playmaker.

مما سبق، نفهم أن فرينكي هو المحرك الأساسي والقطعة الأهم بين ثلاثي خط وسط أياكس، لأن حركة زياش بين الوسط والعمق والأطراف هي مكملة لا الأساسية لعملية بناء اللعب التي حملها دي يونغ على عاتقه بشكل كبير وناجح،  في أياكس ساعد شكل المنظومة في إظهار المهارة والموهبة والذكاء المتواجدين في عقل وأقدام دي يونغ. فالكرة الشاملة كانت تقدم هناك كدرس مجاني للجماهير والخصوم.

هل يمكن للسمكة أن تعيش خارج الماء؟

بالطبع لا يمكن، دي يونغ مثل السمكة، ولا يمكننا أن نلفق الأحداث بصورة سطحية لنستنتج أن مستوى فرينكي في برشلونة، كمحور في المركز رقم 8 أو كـ "Box-To-Box"، أو تريكوارتيستا قد لا تكون هي المشكلة بالأساس، بقدر ما هي مشكلة قالب تكتيكي.

تمركز دي يونغ مع برشلونة

مع قدوم كيكي سيتيين هناك بوادر تحسُّن في دور فرينكي، سواء على اليمين من الوسط أو على اليسار، رغم أن استلام دي يونغ من العمق هو نقطة القوة الخاصة به، لأن وضعية الجسد والرؤية هناك تساعده على حل معادلة التسليم بسرعة أكبر، إضافةً إلى المناورة والقيادة، والاستعداد لجميع الوضعيات.

الخلل الوحيد المتبقي في منظومة برشلونة الدفاعية بشكل عام هو أن الفريق سيئ دون كرة من حيث التمركز والارتداد الدفاعي. وغالباً ما يستقبل الأهداف من التحولات الهجومية، لضعف التحول الدفاعي من غالبية اللاعبين.

المنطق يقول إن ضغط برشلونة غير مكتمل، وإن التمركز خلال الهجوم لا يكون بالشكل اللازم لاصطياد الكرة الثانية، أو لتضييق المساحة بعد فقدان الكرة. لكن رغم ذلك تبقى هناك بوادر أمل في التطور والتحسن خلال ما تبقى من الموسم. هذه البوادر إن صارت حقيقة، سيتحسن كثيراً مستوى فرينكي دي يونغ وقد يصبح معوض إنييستا في منظومة البلوغرانا.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

زيد شقيري
كاتب رياضي يسعى إلى الركض خلف المعرفة كل يوم.
كاتب رياضي يسعى إلى الركض خلف المعرفة كل يوم.
تحميل المزيد