سخروا منها ثم استخدموا اختراعها.. كيف ساعدت حمالة صدر إلينا بودنار الصين في محاربة “كورونا”؟

عدد القراءات
5,828
عربي بوست
تم النشر: 2020/02/05 الساعة 12:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/02/05 الساعة 12:03 بتوقيت غرينتش
سخروا منها ثم استخدموا اختراعها.. كيف ساعدت حمالة صدر إلينا بودنار الصين في محاربة "كورونا"؟

سنة 2009 ظهرت على الساحة الأكاديمية باحثة أوكرانية اسمها إلينا بودنار بورقة بحثية، لم تؤخذ على محمل الجد، تناقش فيها فكرة تحويل حمالات الصدر لكمامات مضادة لتسرب الغاز والكوارث البيولوجية والفيروسات وخلافه، وتقوم الفكرة على صُنع حمالة صدر قابلة للانقسام إلى نصفين بحيث يصبح كل جزء كمامة طبية عالية الكفاءة، ويمكن أيضاً إعطاء النصف الآخر لأقرب محتاج في الجوار. 

لكن بحث إلينا وورقتها البحثية أصبحا محل سخرية في الأوساط الأكاديمية والطبية على حد سواء، وتهكم الجميع على فكرتها وعبقريتها!
لماذا نحوّل حمالة الصدر إلى كمامة إذا كان بإمكاننا شراء واحدة بجنيهٍ واحد؟ وتجاوزت وصلات السخرية حدود مواقع الأخبار ومنصات التواصل الاجتماعي التي تهكمت على الاختراع الفذ الذي ينمّ عن عبقرية لا حدود لها، حتى وصلت إلى الفوز بجائزة IG Nobel وهي النسخة الساخرة من جائزة نوبل الشهيرة، ومخصصة للكثير من الاكتشافات التافهة والمثيرة للضحك والسخرية في العالم، على عكس جائزة نوبل الحقيقية.
على كل، بعد 11 سنة من الاكتشاف الخطير والاحتفال والضحك، انتشر فيروس كورونا في الصين، وأصبح هنالك حالة خوف عامة على مصير البشر تتجاوز حدود الجمهورية الصينية لتضرب العالم بأسره. وبسبب تضاعف استهلاك الصينيين للكمامات المقاومة للفيروس أصبح هنالك نقص في الكمامات داخل وخارج مدينة ووهان الموبوءة، كما أنها أصبحت باهظة الثمن ويحتاج الشخص إلى الوقوف في طوابير طويلة للحصول على كمامة يستخدمها لمرة واحدة قبل أن يلقيها. ولأن الحاجة أُم الاختراع، قام الصينيون بالبحث وتطوير بدائل للكمامات، من تلك البدائل حمالات الصدر النسائية، ليعاد اعتبار الدكتورة إلينا بودنار وبحثها الطبي.

أعِرني انتباهك هنا، ماذا نفهم من هذه القصة؟ 

لو أنك صاحب رأي أو مشروع أو فكرة أو حلم يبدو من المستحيل تنفيذه في الوقت الحالي، وأن هذا الرأي لا يتوافق مع عقليات الآخرين المتواجدين في محيطك الاجتماعي لدرجة أنه أصبح محل سخرية من الجميع، دعْ مَن يسخر يسخر، تجاهل الجميع واعمل على تحقيق حلمك. ومع الوقت وتمسكك بالفكرة أو الحلم بنفس درجة اقتناعك به ووضع آليات لتنفيذه. ستجد أولئك الذين سخروا منك من قبل وضحكوا، أول مَن يشكرونك على صبرك وتصميمك ورؤيتك النافذة. أحلامك ووجهات نظرك وأفكارك هي التي تميزك عن قطيع الساخرين.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمد أمير
كاتب مصري
تحميل المزيد