كادت تقطع إصبعه وأطفأت السجائر في وجهه ودمرت مسيرته الفنية.. كيف حطمت الجميلة آمبر حياة جوني ديب؟

عدد القراءات
15,434
عربي بوست
تم النشر: 2020/02/03 الساعة 16:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/02/03 الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش
النجم الأمريكي جوني ديب وزوجته السابقة الممثلة آمبر هيرد - الشبكات الاجتماعية

اللذان أمامك في هذه الصورة هما اثنان من أشهر ممثلي هوليوود الذين يعرفهم محبو السينما حول العالم. وإن لم تكن من محبي السينما، لا مشكلة على الإطلاق، دعني أخبرك أن  الأول هو صاحب الموهبة الفذة  والممثل الغني عن التعريف جوني ديب، رفقة الممثلة التي ظهرت في فيلم Aquaman آمبر هيرد.

نشأت بين الثنائي قصة حب عاصفة تكللت بالزواج وتزامن معها ظهور لطيف معتاد أمام الكاميرات وسعادة وبهجة وحب وكل ما يتمناه المرء في علاقته العاطفية. لكن بعد ١٨ شهراً من الزواج  تفاجأ الجميع بطلاق الزوجين فجأة وبدون مقدمات.
تساءل الجميع آنذاك عن السبب ولا إجابة تلوح في الأفق. الكثير من التكهنات ولا معلومات.

 منذ قرابة الأربع سنوات بدأت حملة Me Too المناهضة للتحرش والاغتصاب والعنف المنزلي ضد المرأة في الانتشار على يد العديد من الشخصيات العامة السياسية والفنية والمشاهير من حول العالم، خاصة الإناث اللواتي سردن تفاصيل تعرضهن للعنف أو التحرش على يد رجال يتمتعون بسلطة تحميهم وتضعهم فوق القانون. وكانت المفاجأة، آمبر هيرد تخرج للعامة تتكلم عن أن جوني ديب ليس الملاك الذي نعرفه وأنه، مثل باقي الرجال، متوحش.  

خرجت آمبر تبكي للجماهير ولكاميرات وسائل الإعلام وتظهر آثار الضرب والكدمات في وجهها، ثم رفعت قضية ضد جوني ديب تتهمه فيها بالعنف المنزلي وأنه كان سكيراً، يفرغ زجاجات الخمر ثم يقوم بضربها وجرحها، وبشكل سيكوباتي يبدأ في الضحك. 

تعاطف العالم مع الجميلة الرقيقة آمبر هيرد، ولم يعلق جوني ديب حول الموضوع. ليتحول في نظر الكل إلى حيوان ذكوري مكروه في الوسط الفني وبين الجمهور أيضاً.

ولأن آمبر بنت، لطيفة وجميلة، صدقها الناس من فورهم دون تفكير أو تخيل أن هناك وجهة نظر أخرى أو رواية أخرى للأحداث يحملها جوني ديب في صدره. وعلى إثر كل ما حدث خفت نجم جوني في السينما تماماً، وتأثرت وتضررت مسيرته الفنية بسبب خوف المنتجين وزملائه من العمل معه أو الاختلاط به. فهو الآن رجل متوحش يضرب حبيبته بهمجية لا مثيل لها.
واكتفى جوني برفع قضية تعويض على آمبر بقيمة ٥٠ مليون دولار ويتهمها بأنها هي التي كانت تكيل له الضرب واللكمات وهو صامت ساكن. لكن كيف نصدقك والمسكينة أمامنا وجهها ممتلئ بالكدمات. 

مرت سنين، والقضية ما زالت في المحكمة، وجوني ديب هو الرجل المتوحش الذي فتك بالفتاة التي لا حول لها ولا قوة. والتعاطف مع آمبر لا يفتر ولا يقل ولا يمل منه محبوها حول العالم.  

لكن وفي تغير دراماتيكي، نشرت صحيفة ديلي مايل البريطانية تسريباً صوتياً طويلاً، مدته تتجاوز الخمس والأربعين دقيقة.

رابط التسريب الصوتي

بذلك التسجيل مع الصور التي خرجت للنور وأضيفت لملف القضية أصبح لدينا قصة مختلفة تماماً عن التي روتها آمبر وصدقها العالم وتسببت في الكثير من الضرر لجوني ديب. 

الحقيقة التي ظهرت هي أن آمبر مريضة، وجوني ديب هو المسكين الذي تحمل حبيبته كثيراً. إذ اتضح أن آمبر تتعاطى مهدئات وأدوية لكنها تخلطهم بالكحول، وتنتشي ثم تقوم بضرب جوني ديب بأي شيء يأتي إلى يدها. بالإضافة إلى الكثير من السباب والشتائم بسبب وبدون سبب. ليس هذا فحسب، الملاك البريء كادت تقطع إصبعه، وأطفأت السجائر في وجهه، وكسرت على جسده الكثير من الأواني والأطباق وتسببت في دخوله المستشفى في الكثير من المرات. وبعد كل ذلك، كان هو من يقوم باحتوائها وتهدئتها. في التسجيل المرفق أعلاه، تسب آمبر والدته ثم تقول له: كان يتوجب علي ضربك أكثر من ذلك، لكن كلما هممت بضربك تركض مثل الأطفال الصغار. 

آثار ضرب آمبر لجوني ديب

باختصار، تسببت الفتاة البريئة بالكثير من الأضرار لزوجها وأهانته وشهرت به ودمرت مسيرته المهنية. وفي النهاية، وضعت بعض مساحيق التجميل على وجهها ثم ادعت أنه يقوم بضربها وطلبت تعويضاً بملايين الدولارات. وفي المقابل جوني ديب حاول احتواءها وتهدئتها مراراً وتكراراً حتى فشل، لكن في سعيه لذلك تعرض للكثير من الأذى. لكن لم ير أحدهم الحقيقة لأن آمبر هيرد فتاة وهذا يعني أنها مصدقة من الجميع دون دليل ودون شروط.

يتصدر تويتر حالياً هاشتاغ "justice for johnny depp" وهو تريند لتبرئة جوني ديب من كل الذي حدث له على مدار السنين الماضية. بعد ما تبين أن آمبر كاذبة واستغلت تعاطف الجماهير والإعلام مع جنسها لتحقيق خطة شيطانية. 

الحقيقة أننا فعلاً مجتمعات ذكورية ولا جدال في ذلك، كل المجتمعات في كل الدنيا ذكورية، لكن للأسف أصبحت تلك الحقيقة بمثابة شماعة وأداة تستغلها الفتيات للانتصار لرأيهن وتصوير أنفسهن في دور الضحية، فيصبح تفسير أي حدث يحدث لأي بنت هو "أنها أنثى". حالة من الابتزاز العاطفي لا يمكن تقبلها حقيقة، لأننا وإن كنا مجتمعات ذكورية على حد الوصف العالمي والتاريخي للمفهوم، لكننا عاطفيون جداً -كذكور- ويسهل انجذابنا لكفّة الأنثى في أي مقارنة بين الجنسين، كفة البنت دائماً تنتصر بمجرد أن تتكلم.
هذا ليس تبريراً لأفعال الرجل المؤذي للمرأة أبداً أو انتصار للرجل على المرأة. إذ أؤمن أن الكثير من الرجال في مجتمعاتنا يمارسون الكثير والكثير من الأفعال المؤذية والمريضة تجاه المرأة.

لكنني أتساءل عن العدل؟

لماذا يعتبر دائماً كلام البنت هو الحقيقة والصدق؟ ولماذا تتعاطف الجماهير مع الفتاة وتؤيدها مباشرة دون السؤال عن الدليل؟ لماذا لا توجد مساواة في العدل؟ 

لماذا يختفي حق الشك فيما تقوله الفتاة ويصبح درباً من دروب الإلحاد والهرطقة.

لو خرجت إحداهن الآن تتهمني بأنني قمت بالاعتداء عليها أو التحرش بها، أضمن لكم ضياع مستقبلي والتشهير بي لسنوات قادمة لا معدودة. ولن يفكر أحدهم أن يسألني عن حقيقة ما حدث، وإن تكلمت كذبت لأن الفتاة أصدق مني.
وهذا هو الظلم في حد ذاته.

أتمنى البحث وتحري الحقيقة قبل إثارة أي قضية، وأن نبعد العواطف والمشاعر في أحكامنا على الناس وأن نقيّم الأمور بالعدل ونتخلص من فكرة "سمو جنس فوق جنس آخر" سواء كان جنس الذكور أو الإناث، لأننا كلنا في النهاية بشر لدينا عقل واحد ونعيش على نفس الكوكب. وكما يوجد الكثير من الرجال الأشرار يوجد أيضاً العديد من النساء الشريرات.  صحيح أن الكثير من البنات يتعرضن لظلم بيّن وبنسبة كبيرة يكون الرجل هو المعتدي والظالم، لكن قبل أن نلقي الاتهامات جزافاً ونشرع في تدمير مستقبل المدعى عليه يجب التثبت أولاً والتحقق من التفاصيل والاستماع لرواية الطرفين والتشكيك فيهما حتى نصل للحقيقة.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمد أمير
كاتب مصري