على طريقة المافيا الإيطالية.. تفاصيل حرب يوفنتوس وإنتر ميلان السرية في سوق الانتقالات

عدد القراءات
7,248
عربي بوست
تم النشر: 2020/02/03 الساعة 14:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/02/03 الساعة 14:35 بتوقيت غرينتش
على طريقة المافيا الإيطالية.. تفاصيل حرب يوفنتوس وإنتر ميلان السرية في سوق الانتقالات

جميعنا نعرف جيداً تنافسية ميسي ورونالدو في كرة القدم، وهناك من يعرف عن تنافسية فيدرر ونادال في عالم التنس، وهناك من يجد شغفاً كبيراً عبر متابعة المنافسة بين آل باتشينو وروبرت دي نيرو في تاريخ هوليوود.

لكن هل سمعت يوماً عن حروب ومنافسة المديرين الرياضيين من قبل؟

حسناً، إليك أبرز تلك الحروب التي تجري رحاها بين ماروتا مدير يوفنتوس السابق وإنتر ميلان الحالي وباراتيتيشي نائب ماروتا السابق في يوفنتوس والمدير الرياضي الحالي للسيدة العجوز.

هل تعرف ديان كولوفسكي لاعب أتالانتا وبارما السابق ولاعب يوفنتوس الحالي؟

حسناً، هو لاعب سويدي الجنسية، عمره 19 عاماً فقط، تعاقد معه يوفنتوس بمبلغ 25 مليون يورو من ناديه السابق أتالانتا وليس بارما النادي المُعار له حالياً.

بالكاد تقول وما المشكلة إذاً؟ حسناً، هي مشكلة بالطبع.

قبل تفاوض يوفنتوس بقيادة باراتيتشي مع اللاعب تفاوض معه ماروتا بطلب من المدير الفني لـ "نيراتزوري" أنطونيو كونتي شخصياً، لم توافق إدارة بارما على بيع اللاعب لأنها دفعت ثمن إعارته لأتالانتا بالفعل. حينها دخل باراتيتشي على الخط الذي ذهب لناديه الأصلي أتالانتا، وبالفعل أمضى عقداً مع اللاعب حتى 2022 قابلاً للتجديد لـ 2024، وأخبر بارما أنه بإمكانهم إبقاء اللاعب معهم لنهاية الموسم. فضرب كرسياً في الكلوب، أقصد ضرب كرسياً في وجه ماروتا!

الأمر كله بدأ منذ أن كان ماروتا في يوفنتوس، حينما أخبر الإدارة الرياضية للنادي برفضه لصفقة رونالدو من ريال مدريد شكلاً وموضوعاً لأن قوانين اللعب المالي النظيف والموازنة تُحتِم عدم التعاقد معه رغم القوة الفنية والتسويقية للصفقة. حينها أبدى باراتيتيشي رفضه لموقف ماروتا تجاه رونالدو، بل إنه ذهب لممولي الصفقة والرعاة لإنهاء الصفقة سريعاً ليكون هو متصدر المشهد وبطل قصة التعاقد مع رونالدو ويطيح بماروتا ويصبح الرجل الأول في تورينو. 

حينها غضب ماروتا لأنه رأى أن باراتيتشي تدخل في صلاحياته، واستقال رسمياً من يوفنتوس. استغل ستيفين زهانج رئيس إنتر ميلان الشاب موقف ماروتا، وقرر ضم العجوز الإيطالي إلى مشروعه الجديد في الجوزيبي مياتزا، فذهب مدير يوفنتوس السابق للغريم. كانت تلك ضربة قاسية لأنييلي رئيس يوفنتوس، فماروتا هو الرجل الذي تعاقد مع "أندريا بيرلو، كينغسلي كومان، بول بوغبا، إيمري تشان، داني ألفيس" دون دفع يورو واحد.

النتيجة لكل ذلك هو ما تشاهدونه الآن في يوفنتوس، الاعتماد على أسماء بعينها وانخفاض الأداء وقلة الاختيارات على مستوى العناصر في منطقة الوسط، مع بيع اضطراري للاعبين لم ينو النادي بيعهم، مثل كانسيلو الذي ذهب للسيتي وبعدها ذهب دانيلو ليوفنتوس، وماندزوكيتش البديل الوحيد لرونالدو وهيجواين الذي رحل إلى الدحيل القطري، والآن يحاول النادي بيع دي تشيليو بعد أن نجح في بيع إيمري جان لدورتموند. كل هذا من أجل تقليل عجز الموازنة.

أصدرت صحيفة الكوريري الإيطالية منذ أسبوع تقريراً ورد فيه أن الصافي الإلزامي الذي يتوجب على إدارة يوفنتوس توفيره في الموازنة يُقارِب الـ160 مليون يورو، معنى ذلك أنه لا حل إلا في الحصول على الدوري الإيطالي والوصول لنصف نهائي دوري الأبطال كحد أدنى لزيادة عوائد البث وبيع القمصان بأعلى تكلفة ممكنة، إما ذلك أو أن يبيع يوفنتوس اثنين من نجوم الفريق.

على النقيض، يعرف ماروتا جيداً أن تاريخ 30-6-2020 هو التاريخ المشؤوم، ذلك لأنه آخر يوم في مواعيد ضبط موازنة الفريق والتي بسبب الفشل في ضبطها لعب إنتر ميلان في السنتين الماضيين بـ18 لاعباً فقط، فقرر الرجل العمل على بعض الخطوات وهي:

– بيع اللاعبين الشباب الذين لا مكان لهم رفقة اللاعبين الذين انتهت صلاحيتهم، ونجح في توفير 198 مليون يورو من عمليات البيع تلك.

– التعاقد مع لاعب قائد للفريق ونجح في التعاقد مع قلب الدفاع الأوروغوياني دييغو غودين مجاناً! 

– سد نواقص الفريق، ويتوقع انفجار الوافدين الجدد موسيس وآشلي يونغ مع كونتي الذي يعتمد على سياسة الـFull Backs في خطة 3-5-2، بالتعاقد معهم بسعر زهيد جداً مع الانتظار للصيف لقدوم ما هو أفضل.

– إعارة المهاجم إيكاردي لباريس بـ5 ملايين يورو مع أحقية الشراء بـ70 مليون يورو قد تصل إلى 90 مليون بالمكافآت.

هل نسيت موضوع ديان كولوفسكي للتو؟ حسناً، جاء رد ماروتا الآن، حيث عرف أن يوفنتوس ينوي التعاقد مع إيركسين مجاناً في الصيف، فدخل ماروتا على الخط وقرر خطف اللاعب الآن في يناير/كانون الثاني، بـ20 مليون يورو بدلاً من الانتظار حتى الصيف. 

الآن جاء دور السؤال الأهم في تلك الليلة، هل كريستيانو رونالدو أفضل من تاهيت تشونج؟ لا تصدق إجابتك!

استمراراً لتلك الألعاب بين الاثنين، جاء دور السؤال الأهم الذي يضيف لهذا النزاع نكهة خاصة، ولكن كي أُجيبك على هذا السؤال، يجب أن تعرف أولاً من هو ماندورجورا، هو لاعب لا يملك فكرة عن كرة القدم حرفياً، ميزته الوحيدة أنه صغير سناً، قام باراتيتشي باستقطابه للبيانكونيري بأقل من 500 ألف يورو وبيعه لأودينيزي بسعر 25 مليون يورو. ما هي الفكرة إذاً؟

هناك لعبة تُمارَس في إيطاليا خلف الأسوار، يفعلها يوفنتوس تحديداً باستمرار، وهي التعاقد مع لاعب صغير السن بسعر زهيد وبيعه بسعر كبير لكن على الورق فقط أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم، لكن فعلياً ما يدفعه باراتيتشي هو ما يُقارِب 3 ملايين أو أقل. تلك الفكرة يفعلها باراتيتشي سنوياً مع 6 أو 7 لاعبين لانضباط بعض من قوانين الموازنة أمام الاتحاد الدولي.

يبدو أنك فهمت الآن ما علاقة كل ذلك بتاهيت تشونج، تلك الفكرة كان يريد باراتيتشي تطبيقها مع اللاعب تشونج، خصوصاً أنه لاعب فريق كبير مثل مانشستر يونايتد وأحدث ضجة بمشاركته أمام باريس سان جيرمان في دوري الأبطال، فبيعه لن يكون صعباً وبسعر أكبر أيضاً.

بعد بيع أشلي يونغ لإنتر ميلان، قدم ماروتا عرضاً رسمياً للشاب الهولندي للحصول على خدماته. وكأن الرجل يُخرِج لسانه لباراتيتشي حرفياً.

لا أقول بالطبع إن باراتيتشي رجل فاشل، الرجل له أعمال كثيرة مع يوفنتوس، لكن الغرور ضرب الرجل، واستشاط غضباً بذهاب ماروتا للإنتر وأراد أن يصفعه على وجهه، والنتيجة؟ تعاقد ماروتا مع إيركسين، سبينا، يونغ، مع إضافات أخرى أفضل من بداية الموسم القادم لكن بعد حل أمور الموازنة المالية، أما باراتيتشي؟ فالرجل لم يتعاقد إلا مع كولوفسكي للعام القادم.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمد حبيب
كاتب رياضي
كاتب رياضي
تحميل المزيد