“جنة كرة القدم”: هل يعيد “زورو” الأوكراني المجد المسروق من روما؟

عدد القراءات
4,152
عربي بوست
تم النشر: 2020/01/31 الساعة 12:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/31 الساعة 12:20 بتوقيت غرينتش

باولو فونسيكا، أحد عباقرة البرتغال الشباب، استقطبته إحدى أسوأ الإدارات الرياضية في العالم، إدارة نادي روما من أجل إعادة أمجاد الفريق. قصة تبدو مثيرة من سطورها الأولى، وهي كذلك حقيقةً، على الأقل حتى الآن.
فونسيكا الذي ارتدى زي "زورو" بعد فوزه على مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا في لقطة رمزية تعبر عن انتصار الفقراء على الأغنياء في كرة القدم حط الرحال في العاصمة الإيطالية، فهل يقدر أن ينتصر لفقراء العاصمة. 

لكن لماذا فونسيكا؟

‏بعد 12 عاماً قضاها ميرتشا لوتشيسكو مدرباً لفريق ‎شاختار، آثرَت إدارةُ الفريق الأوكراني تعيين باولو فونسيكا خلفاً للمدرب الروماني التاريخي بالرغم من أنه لم يكن يمتلك سجلاً مثيراً كمدرب، إلا أن البرتغالي نجح في إكمال مسيرة "لوتشيسكو" بإحراز البطولات التي اعتاد شاختار حصدها محلياً وتقديم كرة قدم ممتعة.

‏عندما استلم فونسيكا تدريب ‎شاختار موسم 2016/17، تمكّن من إحراز ثنائية الدوري والكأس، وكرر ذات الأمر في الموسم التالي.

وفي الموسم الماضي، تمكّن من إحراز الثنائية أيضاً مقدماً كرة قدم جميلة تُبرزها إحصائيات الفريق في الدوري كونه أكثر الفرق تسجيلاً للأهداف وأقلها استقبالاً لها.

في شاختار اعتمد فونسيكا دائماً على الرسم التكتيكي 4-2-3-1 بالاعتماد على خط دفاع متقدم وضغط عالٍ مع انتهاج الاستحواذ كمبدأ يفضي لأداء ممتع للغاية.

عند بناء الهجمات، يعتمد فونسيكا على العمق أكثر من الأطراف، حيث ثنائي الدفاع وثنائي المحاور في محاولات لتبادل الكرة ثم إرسال الكرات العمودية نحو الثلث الآخر من الملعب، حيث يتقدم أحد قلوب الدفاع للأمام قليلاً بالكرة مع محاولة تدويرها مع محور الارتكاز وقلب الدفاع الآخر لسحب أكبر عدد ممكن من لاعبي الوسط مع تقدم الأظهرة للأمام وتوسيع عرض الملعب ليصبح شكل الفريق أقرب إلى 2-4-4.

تمركز لاعبي روما أثناء بناء الهجمات

مع تقدم الأظهرة تتحول الأجنحة تلقائياً لشغل أنصاف المساحات والتحرك بين الخطوط، في بعض الأحيان يحاول فونسيكا أن يشغل المهاجم منطقة أنصاف المساحات لتكوين مثلث مع الظهير والجناح القريب منه ثم نقل الكرة سريعاً للجناح المتمركز على الجهة المعاكسة والخالي من الرقابة مع تقدم صانع الألعاب إلي منطقة الجزاء واستغلال المساحة الذي خلقها تحرك المهاجم.

‏كذلك فإن اعتماد فونسيكا على لاعبين أصحاب سرعات في الثلث الهجومي يمنح ‎شاختار إمكانيات أكبر لتفكيك الدفاعات المتكتلة.

فمع توسيع الظهيرين للملعب تظهر مساحات يستغلها اللاعبون أصحاب السرعات للدخول واستلام الكرة البينية، كما أن سرعة تناقل الكرة في الثلث الهجومي تربك دفاعات الخصم.

‏ثنائي وسط الملعب هما المفتاح الرئيسي لأسلوب لعب فونسيكا.

حيث يعتمد عليهما في الاستحواذ وتغيير اتجاه اللعب بين وسط الملعب والأطراف وكذلك في حماية خط الدفاع، ويتميزان بتفاهمهما الكبير في تغطية بعضهما البعض في حال صعد أحدهما للضغط على الخصم في مواقف معينة.

‏دفاعياً، يعتمد فونسيكا على الضغط العكسي في اللحظات الأولى لفقدان الكرة، مع إغلاق عمق الملعب لإجبار الخصم على الأطراف ثم محاولة قطع الكرة هناك، وإعطاء رباعي الهجوم مهمة الضغط العالي لمنع الخصم من الصعود بالكرة، حيث يتحوّل شكل الفريق دفاعياً إلى 4-4-2.

مع فونسيكا.. روما فريق مختلف

في الدوري الإيطالي هذا الموسم، يستخدم دائماً على الورق 4-2-3-1. دفاعياً، غالباً ما يصبح الشكل 4-4-1-1 أو 4-4-2. 

في الهجوم، يكون الشكل مرناً جداً ويمكن تحويله في كثير من الأحيان إلى شيء يشبه 3-2-4-1 أو 2-4-3-1.

أثناء البناء، تنوعت الطرق، أحياناً يستخدم سقوط لاعب الارتكاز بين قلبي الدفاع مع تحركهم بشكل واسع وتقدم أحد الأظهرة للأمام والظهير الآخر على نفس الخط مع لاعب المحور، لكن بجانب خط التماس لتأمين عملية الخروج بالكرة بشكل صحيح. 

أو الاعتماد على بقاء أحد الأظهرة بجانب قلبي الدفاع في خط واحد من ثلاثي دفاعي أمامهما ثنائي المحاور.

أما إذا كان الخصم يعتمد على خط دفاع منخفض فتتكرر ديناميكية شاختار في الخروج بالكرة حيث يتقدم كلا الأظهرة إلى الأمام مع تبادل الكرة بين قلبي الدفاع وثنائي المحاور.

تقدم أظهرة روما لتوسيع الملعب عرضياً

ما إن وصلت الكرة للمحور فإن كرة عمودية لأحد الأجنحة التي تشغل أنصاف المساحات أو كرة طويلة نحو دزيكو والاعتماد عليه كمهاجم محطة للانتصار هوائياً على الخصوم والحصول على الكرة الثانية في مناطق متقدمة.

‏منح فونسيكا لاعبي روما حرية كبيرة في التحرك في الثلث الهجومي، مستغلاً قدراتهم الفردية المميزة خصوصاً أن معظم الفريق يمتلك مهارات عالية بالكرة.

‏كذلك فإن اعتماد فونسيكا على لاعبين أصحاب سرعات في الثلث الهجومي يمنح روما إمكانيات أكبر لتفكيك الدفاعات المتكتلة.

فمع توسيع الظهيرين للملعب تظهر مساحات يستغلها اللاعبون أصحاب السرعات للدخول واستلام الكرة البينية، كما أن سرعة تناقل الكرة في الثلث الهجومي تربك دفاعات الخصم.

فونيسكا مدرب يحب دائماً أن يهاجم والملعب أكثر طولاً و أكثر عرضاً فيركض دائماً دزيكو خلف المدافعين وكلتا الجهتين اليمنى واليسرى تملك لاعباً بجانب خط التماس سواء كان الجناح أو الظهير.

بيليغريني تحول على يد فونسيكا إلى صانع ألعاب مثالي قادر على التحرك بين الخطوط وتوفير أكبر قدر ممكن من التمريرات المفتاحية للفريق.

يهدف فونسيكا مع روما إلى خلق overload في أحد الجانبين بأكبر قدر ممكن من اللاعبين ثم قطرية سريعة نحو الجانب الآخر الفارغ لضرب تكتلات الخصوم.

ليس لدى روما أي مشكلة في تحويل مباراتهم إلى معركة هوائية أمام الفرق التي تستخدم الدفاع المتأخر بتقديم أكبر قدر ممكن من العرضيات، والاعتماد على تفوق دزيكو الدائم هوائياً.

ما إن فقد روما الكرة يعتمد على الضغط العكسي السريع ومحاولة خطف الكرة سريعاً، وما إذا فشل الفريق في اختطاف الكرة فإن الارتداد السريع والاعتماد على تشكيل خطين دفاعيين ومحاولة إجبار الخصم على الأطراف والعرضيات والاعتماد على تفوق سمولينغ ومانشيني هوائياً.

يعتمد فونيسكا على المزج بين zonal-man orientations و passing-lane pressing في الضغط العالي، أعتقد أن روما أحد أنجح الفرق في إيطاليا تطبيقاً للضغط العالي.

دفاعياً، مع التحول إلى 4-4-2 اعتمد على دفاع المنطقة المعتاد وتوجيه الخصوم إلى جهة اللعب الأكثر ضعفاً لديهم.

التعامل مع الركنيات!

فونيسكا مع روما دوماً يبحث عن سمولينغ في الركنيات، حيث يهدف إلى توفير أكبر قدر ممكن للاعبين في منتصف منطقة الجزاء وتحرك أحد اللاعبين وسحب المدافعين من أمام الإنجليزي وتوفير له المساحة ثم تأتي مهمة إيصال الكرة إلى سمولينغ.

دفاعاً أمام الركنيات اعتمد فونسيكا على المزج بين دفاع المنطقة ودفاع رجل لرجل بعدد أقل أمام أفضل لاعبي الخصوم هوائياً.

روما في الطريق الصحيح وبالمزيد من الصفقات وامتزاجاً مع أفكار فونيسكا سيكون منافساً شرساً.

محمد الزير هو طالب مصري بكلية الطب. مهتم بعالم كرة القدم وتحليل أبرز جوانبه الفنية والإنسانية على حد سواء.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمد الزير
طالب بكلية الطب ومدون رياضي
طالب بكلية الطب ومدون رياضي
تحميل المزيد