كيف تبني أفضل فريق في العالم؟ «منقذ ليفربول الحقيقي» يخبرك القصة كاملة

عدد القراءات
4,293
عربي بوست
تم النشر: 2020/01/20 الساعة 11:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/20 الساعة 11:21 بتوقيت غرينتش
جون هنري مالك ليفربول وزوجته مع المدرب يورغن كلوب - Getty Images

لم تعد كرة القدم كما كانت في الماضي، أصبحت شروط نجاح أي نادٍ لا تستلزم فقط مجموعة من اللاعبين الجيدين مع مدرب له اسم وثقل. إذ أصبحت متطلبات الأمور التي تحدث خارج الملعب حالياً أصعب بكثير مما يحدث داخله، كي تبني فريقاً كبيراً ينافس على البطولات لفترة.

ونحن اليوم نضرب مثالاً يبرهن على ذلك، من فريق كان يملك بنتيكي ودانييل ستوريدج كمهاجمين أساسيين، لأقوى فريق في العالم.

الشرط الأول: ألا يتواجد في فريقك شخص كاذب

في عام 2007 وبعد صعود ليفربول لنهائي دوري أبطال أوروبا، قام كل من جورج جيليت وتوم هيكس بشراء النادي بقيمة قاربت 220 مليون جنيه إسترليني، مع إصرار تام على إرجاع ليفربول للقمة مرة أخرى بعد أن صعد لنهائي الأبطال.

ماذا حدث بعد كل ذلك؟

هو ما جاء في ذهنك الآن بكل بساطة، لم تمر برهة من الزمن حتى ازدادت الأمور سوءاً عن السابق، وتجاوز الدَّين الشامل على إدارة ليفربول المالكة 350 مليوناً؛ وذلك لاقتراضهم من غالبية بنوك إنجلترا وبنك أسكتلندا الشهير.

فكان من الطبيعي تماماً ألا ينجح ليفربول مع رافا بينيتيز مع مثل هذا المناخ، بل رحل أيضاً تشابي ألونسو وماسكيرانو نجما الفريق لسَد العجز المادي وقتها؛ فاقترب ليفربول أكثر وأكثر من الهاوية.

الشرط الثاني: أن يتواجد في فريقك منقذ كجون هنري

كل ذلك كان كارثياً بالطبع، لكن كانت هناك نقطة ضوء وسط ظلام دامس، وهي بيع النادي لجون هنري الذي رضي بكل تلك الديون، وسرعان ما استغل الثنائي المالك الفرصة التي كانت أقرب للحلم بالنسبة لهم.

من هو جون هنري؟

هو مالك شركة "FSG" الرياضية التي حققت نجاحاً قياسياً في المجال الرياضي والمادي والتسويقي، ليتم تسديد الديون والخلاص من تلك المصائب التراكمية.

جون هنري مالك نادي ليفربول

في المجال التسويقي تحديداً بلغ النجاح أشُده، حيث بدأ منه كل شيء، والتسويق هنا لا يتمثل فقط في بيع قمصان الأندية، بل أيضاً في الاستفادة من اللاعبين غير المتواجدين في الخطط المستقبلية للنادي بأكبر قدر ممكن مادياً وحتى رياضياً للاعبين. بالتالي كان منطقياً صرف 400 مليون يورو في لاعبين قادرين على إفادة النادي على المدى البعيد لأن هناك صافي بيع أيضاً يوازن تلك الميزانية.

دومينيك سولانكي، هناك من يعرفه ومن لا يعرفه بالطبع، الأهم من كونك تعرفه أم لا هو أنه جاء لليفربول من أكاديمية تشيلسي مجاناً، بل وقدم مستويات رائعة في كأس العالم السابق للشباب مع منتخب إنجلترا. استغلت الإدارة وضعه المجاني وترويجه مع منتخبه، وتم بيعه بـ21 مليون لبورنموث.

هل هو مبلغ صغير في رأيك؟ حسناً، هو يمثل 3 أمثال ثمن مينامينو لاعب الريدز الجديد، والذي استفاد النادي منه مادياً بمقدار عشرات أضعاف ثمنه من الأساس في شرق آسيا عبر عوائد البث وبيع القمصان، الأهم أن هذا النهج أصبح نهجاً طويل المدى بالنسبة لإدارة ليفربول، كواتيس وإيلوري وسكرتل ولويس ألبرتو وممادو ساخو وداني إنجز وبنتيكي وكيفين ستيورات وبراد سميث وكلافان وريان كينت وغيرهم، كل هؤلاء تم بيعهم بما يقارب 200 مليون يورو.

الشرط الثالث: أن يتواجد في فريقك شخص مثل مايكل إدواردز

من بديهيات كرة القدم التعاقد مع لاعبين مميزين، تلك فِطرة لن تتغير أبداً، لذا تحتاج تلك الفِطرة لإشباع رغبات الإدارة أيضاً على الجانب المادي في الصرف، فتنتج صورة نهائية مطلوبة وهي مستوى مميز من اللاعب مع ثمن شراء غير باهظ، وتلك هي مهمة المدير الرياضي الذي يتعاقد مع اللاعبين. بالتالي مع إدارة كتلك يلزم تواجد شخص مناسب في هذا الجانب، وإدواردز كان الأنسب.

استهدف إدواردز التعاقد مع فيرمينو وإيمري جان وكوتينيو، وتلك الصفقات أثبتت نجاح هذا الرجل، فاستلزم رجلاً آخر غير براندن رودجرز الذي لم يوافق على جميع قرارات إدواردز واختار لاعبين أثبتوا فشلهم مثل بينتيكي ولوفرين؛ فكانت النهاية محتومة، وبدأ عصر جديد.

الشرط الرابع والأخير: قُم بإخبار كلوب بكل ذلك

"كيني داجليش هو رجل له تاريخ كبير في كرة القدم، لكننا لا نحتاج للأساطير في كل الأوقات، نحتاج لرجال على دراية تامة بالإدارة الفعلية داخل الملعب وخارجه، ولم نجد أفضل من يورغن كلوب".

تلك كانت أول تصريحات مايكل جوردن الذراع اليمنى للإدارة عند تولي كلوب قيادة النادي.

مهما كان دور إدواردز وكلوب على بُعدٍ من الاختلاف الضِّمني، فهو بالكاد لا يتجزأ عند استقطاب اللاعبين؛ لأنها مهمة كلوب في الأساس مع دورتموند وتخصصه الأول، استقطاب لاعب واعد بسعر زهيد وتطويره بشكل لا يمكن تصوره، وهي وجهة نظر إدواردز أيضاً.

يورغن كلوب استجاب لنداء ليفربول

فرأى الأول والثاني في لاعب هال سيتي أندي روبرتسون زهيد السعر خير مثال لقيادة مركز الظهير الأيسر، وفي صلاح وماني وفينالدوم وفابينيو لاعبون رائعون بسعر ليس باهظاً، مع استقطاب فان دايك وأليسون بأسعار كبيرة حللها مستواهم. هؤلاء كانوا مفاتيح كلوب نحو المجد.

"منطق كلوب الأول هو التوظيف السليم كي يستفيد تماماً من قدرات أي لاعب، لكن قبل ذلك يجب أن يتأكد من عقلياتهم وطموحاتهم قبل أن يأخذوا أماكنهم داخل الملعب، بل ويثير تلك النقاط بشكل أكبر داخل مقر التدريبات أو بشكل منفرد مع لاعبيه".

تلك كانت تصريحات زيليكو بوفاتش مساعد كلوب في دورتموند.

ظهر ذلك جلياً مع صلاح وماني في كل مرة يحاورهما، هما تحديداً لقصص كفاحهم مع الحياة، والآن مع نابي كيتا، عندما لم يتواجد في حسابات كلوب في العام الأول له مع الفريق، لكن هذا الموسم وقبل بدايته أمره بشراء منزل قرب منزله كي لا يشعر اللاعب باستبعاد نفسي فيؤثر ذلك على ثقته. وبالفعل بدأت لمسات كيتا لايبزيج تظهر من جديد.

الأمور ليست بسيطة، لكن بالعقل؟ تكون أبسط من البساطة. هنا، كنت معي مع قصة كفاح نادٍ بأكمله، والآن يجني ثمار هذا الكفاح الممنهج.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمد حبيب
كاتب رياضي
كاتب رياضي
تحميل المزيد