- نجاعة وكثافة دفاعية
أول هذه الاختلافات هو الكثافة والحدة الدفاعية التي ظهرت بشكل وبطريقة فعالة ومجدية، طريقة غابت كثيراً عن ملعب الكامب نو. ربما منذ أيام لويس إنريكي. تألق الثنائي صامويل أومتيتي وجيرارد بيكيه في قراءة هجمات جيرونا سهَّل عملية وأدها منذ البداية. والدليل على ذلك، هو تعرض مرمى برشلونة لتسديدة واحدة خلال 90 دقيقة. إحصائية لم نسمع عنها منذ زمن.
- خطة جديدة تماماً
3-4-3 تتحول إلى 3-5-2 هذه هي الرسوم التكتيكية التي اتبعها سيتين في أول لقاء له مع برشلونة. ثلاثي دفاعي مكوّن من سيرجي روبرتو وبيكيه وأومتيتي، ألبا وأنسو فاتي كـwing backs وفي الوسط راكيتيتش وفيدال وبوسكتس وفي الهجوم غريزمان وليو ميسي، مما يسمح للأظهرة بالتقدم بحرية في الهجوم وتوسيع الملعب عرضياً. هذه الطريقة مع تكليف اللاعبين بالضغط بشراسة طوال المباراة لافتكاك الكرة في مناطق غرناطة حولت المباراة إلى حالة أشبه بالحصار المفروض على منطقة جزاء الفريق الأندلسي ولم ينجح، إلا نادراً، في فك هذا الحصار. حتى عندما عاد الفريق إلى الـ 4-3-3 التقليدية، كان الفرق مرناً وسلساً، يتمتع بديناميكية ومرونة بدلاً من نظيرتها التي كان يطبقها فالفيردي مثل الطالب الذي يحفظ دون أن يفهم.
- عودة بوسكيتس
مع توكيل بوسكيتس بمهام إدارة المباراة، عن طريق التحكم في نسق اللعب وتوزيع الكرات، بدلاً من إلقاء الأعباء الدفاعية على كاهله، وتكليفه بالركض وراء الكرة طوال المباراة كما كان هو الحال مع فالفيردي، شاهدنا بوسكيتس مختلفاً. شاهدناه يضغط من الأمام، يفتك الكرات بعقله لا بقدمه، ثم يمرر ويصنع اللعب كـDeep lying playmaker؛ ليحصل الكتالوني على أعلى تقييم في المباراة من موقع Whoscored.
- عودة الضغط العكسي
هدف المباراة هو أفضل مثال على ذلك، حيث سرق اللاعب البديل ريكي بويج الكرة من لاعب غرناطة برشاقة وذكاء من أمام منطقة جزائه، ثم مررها إلى بوسكتس ومن ثَم جاء الهدف. هذا الضغط هو ما كان يفتقده برشلونة رفقة فالفيردي. اعتاد الفريق في نسخته الباهتة خلال السنوات الماضية على العودة إلى الخلف بمجرد فقد الكرة وانتظار ضربات الخصوم وهجومهم المرتد. لكن في مباراة أمس لم يحدث ذلك، ووجدنا برشلونة يضغط بشكل قوي وفعَّال على غرناطة ويستعيد الكرة بسرعة.
- الحركة والسيولة
الهدف الأول لدى كيكي سيتين هو الكرة. الاستحواذ على الكرة هو ما يهم. بدون الكرة لن يستطيع أي خصم تشكيل أي خطر علينا. المبدأ الثاني هو الحركة الدائمة والسيولة في تحركات اللاعبين حتى يضمن حامل الكرة توافر أكثر من خيار للتمرير والحفاظ على الكرة. وبالفعل، أنهى لاعبو برشلونة مباراة غرناطة بنسبة استحواذ 82.6٪. وضع كيكي سيتين بالفعل بصمة على فريق برشلونة. فشهدت المباراة الأولى تسجيل أفضل إحصائيات الاستحواذ على الكرة في الموسم الحالي، بـ921 تمريرة صحيحة من أصل 1005 تمريرة، هذا هو أعلى تمريرة لسيتين في تاريخه، وهذه النسبة هي الأعلى منذ عام 2011.
لقد عاد برشلونة للتحكم في الكرة.
- ريكي بويج هو الورقة الرابحة
دخل اللاعب البالغ من العمر 20 عاماً المعركة أمام غرناطة ويتبقى في عمر المباراة 20 دقيقة فقط، ولوحة النتيجة تشير إلى التعادل السلبي. بدأ الصغير في الحركة من اليمين إلى اليسار وفي العمق وعلى الأطراف، كان يتحرك مثل النحلة حتى تكللت مجهوداته بالنجاح بقطعه للكرة التي جاء منها الهدف الأول الذي أحرزه ليو ميسي.
المثير هنا ليس فقط اعتماد كيكي على الشاب الناشئ أو إعطاءه فرصة لإظهار قدراته، وإنما اعتماده على بويج كأول تبديل في مباراة لم تكن سهلة على الإطلاق من الناحية الهجومية. نزل ريكي بويج قبل كل من أرثور ميلو ولوكاس بيريز، هذا يعني أن المدرب يثق به كثيراً ويرسل رسالة مفادها: لا ترحل، لديك مكان يا ريكي.
- أرتورو فيدال.. لا ترحل
سيتعين علينا معرفة ما إذا كان سيحتفظ أرتورو فيدال بمقعده الأساسي في الفريق عندما يعود كل من فرينكي دي يونج من الإيقاف، ويعود آرثر ميلو إلى كامل لياقته البدنية. ومع ذلك، كان التشيلي جزءاً أساسياً من خط وسط برشلونة ليلة أمس، حيث أظهر الكثير من الجودة على مستوى الضغط وافتكاك الكرة والفوز بالالتحامات الثنائية، وحتى على مستوى الهجوم عندما أعطى ميسي تمريرة حاسمة بلمسة سحرية.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.