لماذا يجب أن يبقى «بطل العالم في إهدار الفرص» في الأهلي بدلاً من الأنغولي؟

عدد القراءات
2,719
عربي بوست
تم النشر: 2020/01/17 الساعة 13:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/17 الساعة 13:20 بتوقيت غرينتش
لماذا يجب أن يبقى «بطل العالم في إهدار الفرص» في الأهلي بدلاً من الأنغولي؟

من البديهي في فترات الانتقالات الشتوية والصيفية  أن يبحث كل نادٍ عن صفقات من شأنها أن تعزز من قدرة النادي على التنافس بشكل أفضل، والتخلص من اللاعبين الذين لا طائل منهم في الملعب، هذا هو شأن جميع الأندية على مستوى العالم.

ولا شك أن ميركاتو الأهلي المصري الحالي أثير حوله العديد من الأخبار والتكهنات بشأن مهاجم الأهلي القادم، الجمهور يسمع عن التعاقد مع لاعب كل يوم، تاريخ اليوم هو 16 يناير/كانون الثاني عام 2020، إذن ربما تعاقد الأهلي المصري مع 15 لاعباً، بالفعل تعاقد الأهلي مع السنغالي أليو بادجي منتصف نهار ذاك اليوم.

تعاقُد الأهلي مع اللاعب أثار العديد من التساؤلات حول هوية المحترف الأجنبي الراحل عن الفريق. وبسبب جودة أداء أليو ديانغ وعلي معلول، انحصر الاختيار بين المغربي وليد أزارو والأنغولي جيرالدو.

مرمى الإعلانات أم مرمى الجمهور؟

الأهلي يمتلك في خط المقدمة المغربي وليد أزارو، وهو اللاعب الأقرب إلى الرحيل، خاصة بعد اعتراضه على خروجه من قائمة مباراة طنطا في الدوري الممتاز التي انتهت بفوز الأهلي بخماسية نظيفة.

لا شك أن المغربي صاحب الـ24 عاماً يمتلك مميزات عديدة تجعله مهاجماً متميزاً، المغربي يمتلك سرعة فائقة تجعله رقماً صعباً للمدافعين، بالإضافة إلى قدرته الرائعة على التحرك داخل منطقة الجزاء، ناهيك عن استخدامه السرعة في الضغط العالي على اللاعبين بشكل متميز.

بطل العالم في إهدار الفرص

إذن ما السبب في احتمالية رحيله العالية؟
السبب هو إضاعة أزارو للكثير والكثير من الفرص، خاصة السهلة. هل تتذكر عزيزي القارئ كمّ الفرص التي أضاعها اللاعب لتصطدم تسديداته بلوحات الإعلانات أو تطير في المدرجات، وتصطدم بالجمهور -إن وُجد- بغرابة لا مثيل لها، وفي أوقات حاسمة أبرزها لقاءا الذهاب والعودة لنهائي دوري أبطال إفريقيا عام 2017، عندما خسر الأهلي اللقب.

ما تفسير تضييع اللاعب للفرص السهلة؟

قصة أخرى

عادة ما نلجأ لقصة مشابهة لإيجاد حل لمشكلة ما، حسناً سوف ننتقل إلى قصة غوارديولا والإنجليزي رحيم ستيرلينغ ليس من باب المقارنة حتماً، لكن من باب الاستفادة. غوارديولا يمتلك لاعباً لديه سرعة هائلة بالكرة وبدونها، جعلته بين الأفضل في العالم من ناحية السرعة، مع مشكلة مزمنة وهي ضياع الفرص السهلة أمام المرمى بشكل يثير السخرية دوماً وسوء التصرف بالكرة بشكل عام.

حاول غوارديولا التخلص من هذه العادة المفضلة لدى ستيرلينغ بتحسين التسديد ودقته لدى اللاعب، يتحدث أرتيتا، المدير الفني لأرسنال الحالي والمدرب المساعد السابق لبيب: "أردنا من رحيم تسلُّم الكرة دائماً بالقرب من منطقة الجزاء، ومن ثم الاقتراب من منطقة الحسم وتسديد الكرة، لا يهم أن تضيع فرصتين أو ثلاثاً مقابل أن تُسجل أهدافاً".

وتابع أرتيتا: "على اللاعب الإيمان أكثر بنفسه وقدرته على الفاعلية بشكل أكبر على المرمى، يتسلم ستيرلينغ ويضع نصب عينيه الكرة، ويتجه نظره إلى الأسفل". 

وفي حديث مع مؤلفي كتابه الجديد حول فريق مانشستر سيتي. يتحدث غوارديولا عن البرازيلي روماريو زميله السابق في برشلونة: "عندما أجد لاعبي الدفاع خلفه لا أمرر الكرة، حينما يستدير بكتفه نحو المرمى في هذه اللحظة أمرر الكرة، دائماً ما أعطيه الكرة وهو يمتلك اليد العليا على المدافع".

ويكمل غوارديولا: "على اللاعب بعد مراوغة المدافع أن يرفع جسمه للأعلى قليلاً ليرى المرمى ويسدد بقوة ودقة متناسبتين بعد تقليل السرعة الفائقة خاصة في حالة ستيرلينغ".

عطفاً على المغربي وليد أزارو الذي يضيع العديد من الكرات السهلة، أرقام اللاعب تجعل منه مهاجماً متميزاً، حيث سجل 41 هدفاً في 89 مباراة، أي بمعدل هدف كل مباراتين، وهذا ما يفسر حب بعض الجماهير للاعب بشكل عاطفي للغاية، العقل يريد رحيل اللاعب، والقلب يرغب في بقاء المغربي.

المعضلة الثانية التي تواجه أزارو هي جودة التمرير، بعد السرعة الفائقة التي يمتلكها المغربي، يواجه أزارو مشكلة حقيقية في التمرير. مع كل تمريرة تخرج من قدمه تشعر بأنك تشاهد لاعباً هاوياً لا يجيد أساسيات كرة القدم، سرعة أزارو الفائقة تؤثر عليه بشكل فج في اللمسة الأخيرة أو التمريرة بشكل يثير السخرية، لكن عليه أن يعالج داء ضياع الفرص السهلة بالنظر إلى تجارب مماثلة، هنا لابد من وجود مدرب يحاول علاج هذه المعضلة في أداء أزارو، بالإضافة إلى تحسين دقة التمرير من لمسة واحدة.

مزيد من الصفقات لا يهم

في يناير/كانون الثاني 2019، تلقى الأهلي خسارة مذلة على يد الترجي التونسي في نهائي دوري أبطال إفريقيا، ناهيك عن الموقف المترنح في الدوري الممتاز، وحديث جماهير المنافسين عن هبوط الأهلي على سبيل المزاح وكثير من السخرية من المنافس هو القصد.

وفي ميركاتو تاريخي للأهلي، تعاقد مع كل من حمدي فتحي وياسر إبراهيم ومحمود وحيد ومحمد محمود من الدوري المصري، بالإضافة إلى عودة رمضان صبحي من الدوري الإنجليزي على سبيل الإعارة، والتعاقد مع حسين الشحات في صفقة مثيرة للجدل حول قيمة الصفقة، بالإضافة إلى جيرالدو من أول أغسطس/آب الأنغولي، وبالفعل حقق الأهلي بطولة الدوري الممتاز بعد هذه الصفقات بعد ريمونتادا رائعة.

إساءة الاستخدام

الجماهير تمنِّي النفس بجوهرة أنغولية جديدة على طريقة جيلبرتو وفلافيو من أفضل اللاعبين الأجانب في تاريخ الأهلي، لم يقدم الأنغولي المستوى المأمول مع الفريق الأحمر، مما جعله عُرضة للخروج عن الفريق سواء بالإعارة أو البيع.

دعنا نتحدث عن مميزات اللاعب أولاً، الأنغولي يمتلك سرعة جيدة للغاية للمرور من المنافس رغم أنه ليس مهارياً من الدرجة الأولى، بعد المراوغة تجد أمام اللاعب ثلاثة خيارات هي: 1- التسديد. 2- التمرير. 3- العرضيات.

الأنغولي جيرالدو

نبدأ من الخيار الثالث، بعد المراوغة يفكر الأنغولي في التمرير أو إرسال العرضيات بدلاً من التسديد على المرمى، مما جعل أرقام اللاعب في مشواره مخيبة للآمال؛ حيث سجل 13 هدفاً في 134 مباراة بمعدل هدف واحد تقريباً لكل 10 مباريات طبقاً لموقع ترانسفير ماركت.

من النادر في كرة القدم أن تجد لاعباً أعسر يجيد اللعب بشكل ممتاز بالقدم اليمنى هذا هو حال جيرالدو لاعب الأهلي، من المؤكد أنها ميزة إضافية، لكن إذا أردت الحقيقة هي وبال على الأنغولي، ففي كل مرة بعد المراوغة المدافع يحاول إرسال عرضية بالقدم اليمنى. نعم تسبب في أهداف مميزة خاصة صناعة هدف الأهلي في الاتحاد السكندري في الموسم الماضية في +90 حينما فاز الأهلي بثنائية نظيفة، لكن إصرار اللاعب على اللعب بقدمه الضعيفة أمر تحول إلى عيب بعد عدم دقة العرضيات.

على وجه التحديد أذكر أحمد شكري وأحمد حمودي لاعبَي الأهلي السابقين اللذين يعانيان من مشكلة عدم التوازن Imbalance، بعد مراوغة لاعب المنافس نجد الأنغولي على شاكلة هؤلاء اللاعبين بفقد التوازن من أقل التحام أو حتى بدون أي تدخل، بالتالي تصبح اللمسة الأخيرة سيئة، سواء تمريرة أو كرة عرضية أو تصويب نحو المرمى.

أعتقد أن الأهلي بحاجة للتخلص من الأنغولي بغرض الاستفادة المالية، سواء بإعارة دون رجعة أو البيع النهائي، أما المغربي أزارو فيحتاج إلى فرصة ثانية ليس بالطبع داخل الأهلي، لكن في فريق آخر أو برفقة مدرب يستطيع حل طلاسم اللمسة الأخيرة لدى اللاعب. أصدُقك القول إنني أرغب في التخلص من كلا اللاعبَين دفعة واحدة، لكن جيرالدو في المقام الأول.

"كرة القدم ستبدو أجمل لو اخترعنا كرة تركل اللاعبين الذين لا حاجة لهم في الملعب".

الممثل الكوميدي البريطاني إريك مورلي

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمود عزت
كاتب رياضي متخصص في الإحصائيات والتكتيك
كاتب رياضي متخصص في الإحصائيات والتكتيك
تحميل المزيد