«قل لا لأوهام التنمية البشرية».. الخطة لا تصنع النجاح والتخطيط ليس مفيداً

عربي بوست
تم النشر: 2020/01/16 الساعة 09:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/16 الساعة 09:48 بتوقيت غرينتش
«قل لا لأوهام التنمية البشرية».. الخطة لا تصنع النجاح والتخطيط ليس مفيداً - Istock

خدعوك فقالوا إن مجرد وضع خطة لحياتك سيجعلك ناجحاً، أو إن كتابة الأهداف والأعمال وحدها ستجبرك على تنفيذها. الحبر والورق ورسم الجداول لا تؤدي إلى النجاح، إنما النجاح إرادة وعزيمة تساعدها وتدعمها الخطة، لكن في الأصل قرار النجاح هو صانعه. 

وهنا تتكشف حقيقة من يشتكي أنه يكتب ولا ينفذ، وأن التخطيط لا يجدي نفعاً، إنه حقاً على صواب، فالخطة لا تجدي نفعاً مع المتكاسل مرتخي العزيمة، وهي ليست عصا سحرية لمن يهدر وقته ولا يحقق إنجازاً، بل هي عامل مساعد للنجاح، وتوضيحٌ لمعالم الطريق الذي يسير به الفرد بالفعل.

نعم الخطة لا تصنع النجاح، ولكن هذا ليس معناه أن نترك الخطة ونترك النجاح، بداية كل شيءٍ قرار، وبداية القرار عزيمة وجدِّية، فالقرار هو اختيار بين بدائل لتحقيق هدف معين، والنجاح أو التميز هما بديلان مطروحان وسط بدائل كثيرة، منها الفشل والكسل وتضييع الأوقات، أو أن يكون الإنسان عادياً غير مؤثر، وقد يقول قائل: من منا لا يريد النجاح؟! نعم كلنا نريده، ولكن ليس جميعنا قررناه.

في خطوة اتخاذ القرار يسأل الفرد نفسه سؤالاً: لماذا أختار التعب والنجاح ولا أختار الراحة والفشل؟!

هنا يأتي الهدف من النجاح.. لماذا أنجح؟ لماذا أتفوق؟ لماذا أتميز في مجالي؟ وهذا يحتمل إجابات عديدة خاصة بكل فرد سيلقي بها ما يدفعه لتحقيق نجاحه.

قرار النجاح يتطلب أموراً كثيرة وصعبة على الفرد القيام بها، بالتأكيد قد فكر بهذه الأشياء عند اتخاذ قراره، فكل منا له نقاط ضعف إذا استسلم لها ستبوء به إلى الفشل، وأول ما يُقام به هو مقاومة هذه الرغبات وبذل الجهد والإنجاز لتحقيق المراد.

إذاً.. القرار جاد وراصد للطموحات والواقع، فلا هو خيالي يناقض الواقع، ولا هو ركيك لا يجلب النجاح، فالقرارات لا تؤخذ عفوية أو في لحظات الصفاء والحماس، إنما هي تفكير وتدقيق ورصد.

 باتخاذ القرار المدروس نقف على طريق النجاح، والمصباح الذي ينير الطريق هو الخطة، وبرسم الخطة تتكشف معالم الطريق وثغراته وعقباته ونسبة النجاح ومَواطن القصور والخلل.

أساسيات وضع الخطة

ومن الجدير بالذكر أن دخول الخطة في حياة الفرد يرفع من نسبة نجاح الفرد على عكس إذا كانت بدونها، وتتنوع خطط الأهداف والمشاريع حسب مدتها؛ بداية من خطة الحياة، مروراً بخطة الخمس سنوات، وأخيراً خطة السنة، وبناءً عليه سنوضح هنا في إيجاز أساسيات وضع خطط الأهداف:

أولاً: تحديد الجوانب التي هي محل اهتمامنا ونريد التطور فيها، مثلاً: الجانب الإيماني، الجانب المهني، الجانب الصحي، الجانب الثقافي، الجانب الاجتماعي، وهكذا..

ثانياً: كل جانب من هذه الجوانب يندرج تحته عدة أهداف؛ تعنى بالتطور فيه أو اكتساب مهارات جديدة به، على أن تكون الأهداف محددة وقابلة للقياس، كل مجال نضع تحته هدفين أو ثلاثة في المتوسط.

ثالثاً: تحديد الوسائل، فكل هدف من التي وضعناها ستندرج تحته وسائل تحقيقه، تتميز الوسائل بأنها محددة جداً؛ لأنها البنود التنفيذية للخطة، فمثلاً إذا كان الهدف قراءة كتاب في شهر.. تكون وسيلته قراءة صفحتين يومياً. 

وهكذا نضع الوسائل حسب قدرتنا، فيمكن أن يكون التنفيذ يومياً أو أسبوعياً أو حتى شهرياً، ولكن ضع تحديداً لآلية التنفيذ.

بعد كتابة الوسائل المناسبة لكل هدف، سنضع معيار التكرار لكل وسيلة، فمنها ما يُمارَس يومياً أو أسبوعياً أو نصف أسبوعي، أو شهرياً أو نصف شهري، المهم أن يكون معدل التكرار على مدة الخطة سيوصلك إلى الهدف الكبير.

لا تنسَ الاستعانة بالله في تحقيق أهدافك، أهدافك الإيمانية على رأس قائمتك دائماً، لا يمر يوم دون أن تفتح خطتك وتنظر فيها. رسم الجداول أفضل بكثير من الكتابة العشوائية. كن مرناً في وضع الخطة وفي التنفيذ؛ فما لم تحققه اليوم وسقط منك ستحققه غداً، لو شعرت بضغط عند التنفيذ وكثرتِ الأعمال عليك ابدأ بالتعديل فوراً إما بتقليل الوسائل أو زيادة مدة التكرار، فما هو يومي نجعله أسبوعياً، فكلما كنت واقعياً، نفذت أفضل.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
روضة علي
صحفية وكاتبة
روضة علي، صحفية وكاتبة مقالات ومدوّنة مصرية، مواليد فبراير 1998، حاصلة علي بكالوريوس إعلام وصحافة جامعة القاهرة، مهتمة بالمجال الاجتماعي والتنموي والإنساني، أكتب في عدد من المواقع وأعمل صحفية بجريدة إفريقية.
تحميل المزيد