ثائرٌ.. متعصبٌ.. مُهاجم.. سيرة مدرب أوصله الجنون إلى تدريب برشلونة

عربي بوست
تم النشر: 2020/01/14 الساعة 11:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/14 الساعة 11:20 بتوقيت غرينتش
ثائرٌ.. متعصبٌ.. مُهاجم.. سيرة مدرب أوصله الجنون إلى تدريب برشلونة - FCBarcelona

قد تجود عليك الحياة في نهاية الطريق بفرصة تعوّضك عن كل ما فات، تضرب بالأدرينالين عروقك، وتدب الحماسة في بدنك، ويقشعر جلدك من فرط السعادة، تبدو وكأنك قد لامست السماء، أو أمسكت نجماً سابحاً في الفلك، هي لحظتك فاغتنمها، إن أتى الحظ فاشدد من عضدك، وأظهر للجميع من تكون، أفصح عن معدنك النفيس، وتمسك بمبادئك. 

مَن هو كيكي سيتين؟

رجل يعمر الشيب رأسه، ثائر من مقاطعة سانتاندير، منحدر من تلك الأماكن المليئة بالشغف، هو رجل متعصب لمذهب يوهان كرويف، كان ينشط سابقاً كعازف في سيمفونية سانتاندير الذهبية، كأحد المتفردين بالسولو في خط وسط الراسينغ. إبان فترته رفقة فريق راسينغ سانتاندير لم يجرؤ أحد على أن يناديه سوى بالمايسترو، وكذلك كان فعلاً.

كيكي سيتين بقميص راسينغ

حالياً يجري على جانب الخط، منتحرٌ هجومياً بشكل مبالغ، غير متحفظ، لا يعرف للخوف طريقاً، ولا يعرف الدفاع له مدخلاً. وربما ذلك من أسباب الضعف الدفاعي في ريال بيتيس قديماً، فمعنى العودة للخلف غير موجود في قاموس كيكي، ذلك الثائر يريد الهجوم، والهجوم فقط.

في العُمق

يفضل كيكي خطة الـ4-3-3 ويميل إلى بناء الهجمات من الخلف معتمداً على التمريرات القصيرة، يتدحرج بالكرة عمودياً تارة، ويتدرج بها عرضياً تارة أخرى، بغية فتح المساحات فيما بين خطوط الخصم، ومن خلال المناطق العمياء في ظهر لاعبي المنافس.

التوقيت مهم في منظومة كيكي، يؤمن بأن كل جزء من الثانية هو سبب التجانس والتناسق في الحركة، لذلك من الجيد جداً أن يملك لاعبين يعرفون الإجابة عن أسئلة الزمكان (الزمان-المكان)، و"مَن".

نحن نقترب الآن من كشف الغموض المتصاعد حول ملعب الكامب نو، ولو بسرعة. يكمن التساؤل عن مدرسة أو أسلوب كيكي. والإجابة هي أنه من أتباع مذهب كرويف، اللعب التموضعي يسري في عروقه، يعشق الاستحواذ، واللعب بالكرة أكثر من تركها للخصم.

يركز على الـThird Man في خط الوسط، أي خلق زيادة عددية لفريقه في كافة أرجاء الملعب، عن طريق تواجد لاعب متاح دائماً للتمرير له، ليكسر به إيقاع الخصم، على أن يتحرك ذلك اللاعب كل مرة لطلب الكرة في المساحة الشاغرة، وأن يكون خارج نطاق الرؤية للفريق الخصم، للرفع من عامل المفاجأة ضد حركة الفريق المقابل.

فيديو توضيحي لأسلوب سيتين في بناء الهجمات

هل الحياة عادلة؟

الحياة تكافئ المجتهدين، أولئك الذين يحملون نبرتها وينقلون صداها حتى تضرب جدران اليأس، إنهم الشغوفون، الذين يعيشون على الأمل، حتى كتب أحدهم على الحائط: "المجد للشغف.. المجد للشغوفين".

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
زيد شقيري
كاتب رياضي يسعى إلى الركض خلف المعرفة كل يوم.
كاتب رياضي يسعى إلى الركض خلف المعرفة كل يوم.
تحميل المزيد