يُحمِّل
الكثير من عشاق برشلونة مسؤولية تخبط الفريق في السنوات الماضية لإدارة النادي
برئاسة بارتوميو. فقد تخلى الفريق عن طريقة لعبه التاريخية أو ما يسمى بـ DNA برشلونة تحت إدارة إرنستو فالفيردي. وصار الفريق يلعب كرة قدم
مملة ولا تعكس صورة برشلونة المرسومة في الأذهان. ومع اقتراب موعد انتخابات النادي
الكتالوني بدأ العديد من الشخصيات إبداء نيتهم الترشح لرئاسة النادي.
وإليكم مقابلة فيكتور فونت، أول الذين أعلنوا
ترشحهم لرئاسة برشلونة، مع موقع فوريا ليغا.
• في برنامجك، تصر كثيراً على عودة DNA البارسا، بالنسبة لك متى بدأ النادي في التخلي عن هذا الـ DNA؟ وما هي الحلول لاستعادته والحفاظ عليه؟
فيكتور فونت: إنه سؤال جيد. بالمعنى الدقيق للكلمة، نحن لم نتنازل عن هذا الـDNA.
جميع رؤساء النادي حتى الآن يقولون دائماً إنهم يريدون البقاء أوفياء لهذا الـDNA وهذه الفلسفة، أعتقد أن المشكلة تنبع من وقائع السنوات الأخيرة في ظل القيادة الحالية، حيث لم تكن الأفعال تتماشى بنسبة 100% مع ما قيل.
ووضع أناس لا يجسدون هذه الهوية أو لا يؤمنون بها في القيادة في مختلف مناصب مشروع كرة القدم تسبب في هذا القدر من التفكك، إن قلة ترابط القيادة الحالية تعني أن الكلمات تبقى، لكن الواقع مختلف بعض الشيء.
بالنسبة لنا في المقام الأول، من المنطقي أن نرغب في الحفاظ وتعزيز هذه الفكرة، هذا الـDNA وهذه الطريقة في إدراك كرة القدم، الشيء الرئيسي هو امتلاك هذه الإرادة، يجب أن تكون هذه الإرادة السياسية حقيقية ولا يُعبر عنها فقط بالكلمات.
فيكتور فونت: كيف ذلك؟ بالنسبة لنا، الأمر واضح جداً، يجب أن نجمع أكثر الأشخاص الذين يعرفون هذا الـDNA ووضعهم في قاعدة المشروع، يجب أن يشغلوا الأماكن المسؤولة من الإدارة الرياضية حتى آخر مدرب، يجب أن يكون هيكل مشروع كرة القدم برمته بين أيدي أكثر الأشخاص الذين يعرفون هذا النموذج، هذا لا يعني أننا نستبعد أي مساعدة خارجية، لكننا نحتاج إلى شخص قادر على تحليل وتأمين واتخاذ القرارات الصحيحة لتنفيذ مشروع النادي بنجاح.
خوان فيلا، المسؤول عن جميع منهجيات التكوين، قد رحل بسبب كل هذه التغييرات التي لا تتماشى مع فلسفة كرويف التي يدافع عنها.
خوان فيلا هو مثال للشخص الخبير للغاية بما يمثله نموذج وفلسفة برشلونة، وكما قلت جيداً، فهو لا يعمل في النادي، ونعتقد أنه يجب أن تكون له وظيفة، شخص مثله، كان بالفعل معلماً فلسفياً لمدربين كبار ينشطون حالياً كتشافي هيرنانديز، يجب أن يعود للعمل في النادي.
• عندما تنظر إلى ريال زيدان أو فرنسا ديشامب، هل من الممكن في كرة القدم الحديثة الفوز بمبادئ كرويف؟
بلا شك ولدينا المثال مع غوارديولا، بيب اليوم هو أكثر وريث تجسيداً لهذا الأسلوب في رؤية ولعب كرة القدم، وأعتقد أن نتائج وألقاب غوارديولا، أفضل مدرب في العالم، تتحدث عن نفسها.
• بدأ تشافي هيرنانديز، وهو صديق مقرب منك مسيرته التدريبية مؤخراً للعودة معك إلى برشلونة عام 2021؟
نعم، تشافي الآن يحضر لعملية التكوين كمدرب. سيكون سعيداً في حال أصبح مدرباً ناجحاً، كما سيسعده أيضاً أن يدرب برشلونة، ونحن مقتنعون بذلك.
بغض النظر عمن سيكون الرئيس، ما سنحاول القيام به هو أن يتمكن أشخاص مثل تشافي، بصرف النظر عن الدور الذي يمكن أن يقوم به في أي لحظة، من العمل في النادي في هذا المشروع الرياضي المستقبلي.
لا يمكننا السماح للمواهب من نوعية تشافي أو بيب غوارديولا بتعزيز المنافسين، يجب أن نجمع كافة الظروف حتى يعمل هذا الفريق من الأشخاص لصالح البارسا.
• الإدارة وافقت على لعب مباراة في ميامي، السوبر في السعودية بينما اشتكى اللاعبون من كثرة السفر في الموسم التحضيري.
فونت: نحن نتفق مع قدرة هذه الأحداث على تنمية علامة البارسا في جميع أنحاء العالم وجميع هذه المسابقات التي تساعد على تعزيز إمكانات البارسا وكل ما ينجم عنها.
بالنسبة لنا، الأولوية مختلفة، الأولوية الرئيسية هي الجانب الرياضي، وكما تفضلت فإن هذا يطرح تساؤلات حول الجانب اللوجيستي، لم يعد للسفر تأثير كبير على اللاعبين كما كان من قبل، ولكن هناك الواقع الرياضي.
على سبيل المثال، لو كان المقترح يتعلق بمباراة ريال مدريد في ميامي عوض فالنسيا أو جيرونا كنت سأرفض، لأنه بالنسبة لمدريد كان سيكون أكثر سهولة الفوز على فالنسيا أو جيرونا في ميامي، حيث سيكون هناك أكثر جماهير مساندة للريال في الملعب مقارنة بالوضع في ملعبي الفريقين.
يجب أن نحرص على ألا يؤثر ما نقوم به على اللاعبين وألا يشوّه المنافسة، عندما طُرحت مسألة مباراة البارسا في ميامي لم يولِ أحد اهتماماً بهذا الجانب.
فيكتور فونت: المسألة لا تتعلق فقط بالاقتصاد وإنما هناك الجانب الرياضي، نحن نعتقد أنه إذا أردنا النجاح مرة أخرى مع فلسفة برشلونة، فإن أفضل طريقة للقيام بذلك هي أن تتأتى نسبة تمثيلية من لاعبي الفريق الأول من لا ماسيا؛ لأنها كرة قدم أكاديمية حيث كل شيء متقن، يتعلم اللاعبون ويطورون -فكرة وأسلوباً- DNA.
فيكتور فونت: المراهنة دون عقد على مواهب لا ماسيا من أسس هذا المشروع، المراهنة على كرة قدم الأكاديمية وليس على الانتقالات الكبيرة، هناك ميزة التنافسية، وإمكانية امتلاك فريق أفضل، ولكن أيضاً ميزة اقتصادية.
على سبيل المثال، كوتينيو وديمبيلي، صفقتان كبيرتان لم تنجحا، حتى الآن.
• قال جوزيه ماريا باكيرو لماركا 18 إنه في لا ماسيا "75% من قرارات مغادرة النادي سببها المال".. ما شعورك؟
فيكتور فونت: لا! نحن لا نتفق مع ذلك. نعم، اليوم، هناك دور وكلاء اللاعبين الشباب وكذلك الأندية التي تضع ميزانية أكثر وأكثر لشراء الشباب ورفع الأسعار.
لكننا مقتنعون بأنه إذا قدم البارسا مشروعاً رياضياً يضمن مواهب من داخل الأكاديمية، سيكون لديه القدرة على الإبقاء على الشباب، إذا لم يراهن الفريق الأول على هذه المواهب بشكل واضح، فمن الطبيعي أن يقرر اللاعبون الذين يرون مستقبلاً أكثر جاذبية في نادٍ آخر المغادرة.
الثقة مهمة أيضاً، كما نرى مع كارليس ألينيا..
فيكتور فونت: هذا هو الأهم، من الواضح أنه يجب عليك المراهنة على المواهب المحلية وإتاحة الفرص، لكن في السنوات الأخيرة، كانت هناك المزيد من الفرص المتاحة للاعبين من الخارج لم يثبتوا شيئاً.
فيكتور فونت: نعم، كل هذه المواضيع تؤثر على ذهنية النادي، يؤمن مشروعنا إيماناً راسخاً بأن هذه القرارات يجب أن يتخذها الـsocio، باعتباره مالك المؤسسة، وليس القيادة في غرفة مغلقة، كل هذه القرارات المتعلقة بتجديد الملعب، القميص في شراكة مع نايك الذي يمس رمزية برشلونة، يجب أن تُلزم الإدارة العامة والأعضاء.
لابورتا كان أحد أكبر رؤساء النادي وتجربته وعلاقاته مهمة جداً، وإمكانية استخدامها لصالح المؤسسة في السنوات المقبلة أمر ضروري.
رئيس سابق مثله، يجب أن يكون له دور ويجب أن يكون قادراً على توجيه هذه الموهبة وهذا الإرث في مصلحة النادي.
• هل من الأشياء التي يمكن أن تضر بحملتك، دعم خوان جاسبارت الذي لا يحظى بشعبية كبيرة لدى الأعضاء؟
فونت: جاسبارت رئيس سابق، لذلك دُعي للمشاركة في العرض التقديمي في يناير/كانون الثاني الماضي مثل الآخرين، لم يتمكن لابورتا من الحضور وعُوض بأخته، أي رئيس للمؤسسة يمكنه تقديم تجربته إلى النادي.
• هل من الممكن يوماً ما، أن يرأس برشلونة شخص "نظيف" لا تتعلق به مسائل قضائية؟
فونت: نعم. لكنني أعتقد أنه ينبغي أن يكون ذلك ضمن طبيعة الأشياء، ما ينبغي أن يكون استثنائياً هو أن يواجه الأشخاص المتواجدون على رأس إدارة النادي مشاكل مع القانون.
• هل السنوات الأخيرة كانت صعبة عليك؟
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.