هل يدخل الأهلي دوامة الانتصارات الخادعة أم أن فايلر يسير على الطريق الصحيح؟

عربي بوست
تم النشر: 2020/01/02 الساعة 17:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/02 الساعة 17:03 بتوقيت غرينتش
مدرب الأهلي رينييه فايلر

"نقمة الفوز تكمن في إخفائها لأخطاء المدرب"

  • هذا مبدأ مهم لتجنب السقوط في فخ الفوز والانتصارات الخادعة على المدى البعيد التي عادة ما تنتهي بكارثة على مستوى نتائج أي فريق لا يقدم أداءً جيداً لكنه يفوز بشكل أو بآخر.

يتم وصف فوز الفريق بالفوز الخادع في حالة عدم تقديمه الحد الأدنى من المستوى الفني. أي أن يحقق الفوز بهدف جاء من هجمة عشوائية أو مهارة فردية من أحد اللاعبين أو عن طريق تحفز وانتفاض اللاعبين بشكل عفوي أو عن طريق خطأ مباشر من المنافس. وعندما يحدث مثل هذا، تصبح لقطة الهدف ذاتها هي محور النقاش ولبّه وليست المنظومة الفنية للفريق بأكملها. وينخفض معيار التقييم الفني بشكل تدريجي بدل من أن يرتفع. وقتها يكون الفريق على بُعد خطوات معدودة من كارثة محققة، لا يراها، لكنها ستحدث مهما تأخرت. فالبدايات تقودنا إلى النهايات.
وما نسخة برشلونة الحالية تحت قيادة فالفيردي سوى تكرار لهذه الظاهرة.
 

لكن هل هذا ينطبق على أداء السويسري رينييه فايلر مع النادي الأهلي المصري؟

انتصارات السويسري فايلر – حتى الآن – لا يتواجد بها ولا يمكن أن نستشف منها أي شيء ينبؤنا بأنها انتصارات خادعة أو أنها تخفي في طياتها أخطاء قد تؤدي إلى كارثة أو فضيحة. فايلر قارئ جيد للمباريات وهذا ما انعكس في قدرته على تغيير النتيجة من خلال التبديلات التي يجريها والتي يصحح بها أخطاءه خلال المباراة. أي أنه يتدارك الموقف سريعاً بلا كبر أو عناد. هو فقط يسعى للوصول إلى التشكيلة المثالية والطريقة الأمثل لتطبيق أسلوبه وفلسفته الكروية مع النادي الأهلي. والمدرب القارئ هو الذي يقدر على تغيير شكل المباراة في أي لحظة ولا يعاني الجمود أو قلة الحيلة لو لم تسلك المباراة المسار الذي توقعه أو حدده لها قبل انطلاقها. وهذه نقطة مهمة إيجابية للغاية، ولا يعني تصحيح الأخطاء أن يتم التنبؤ مسبقاً بكوارث أو فضائح. 

لكن التخوف من أداء مدرب قد يبدأ في حالتين: الأولى عدم قدرته على ترجيح كفته إذا أخطأ لأن هذا سيعني أنه مكابر وغير قارئ. أو الخروج في أكثر من مباراة بالنقاط الثلاث والفريق لم يقدم من المردود الفني المقبول "الفوز الخادع".

أما الحديث عن الفوز المتتالي بأداءٍ مثالي ودقة 100% بشكل جمالي خالٍ من أي أخطاء فهذه أحلام مثالية لا توجد في عالم كرة القدم ومن المستحيل تقديمها.
ومن حيث المعطيات والظروف فالوضع غير مُواتٍ في النادي الأهلي حالياً للاقتراب من المثالية في ظل كثرة الإصابات والغيابات لأعمدة الفريق الرئيسية ولا يوجد فريق في العالم لن يتأثر بالغيابات عن صفوفه، ومن المستحيل أن يظهر بنفس الكفاءة دون أن تتأثر. وفي مثل هذه الأوضاع من الطبيعي السعي لإيجاد حلول وقد تكون هذه الحلول أحياناً غير نمطية وغير مقبولة من الجماهير. لكن عندما تكون نسبة خطأ المدرب قليلة مقارنة بنسبة الصواب حينها يكون الصبر والانتظار واجباً ومستحقاً له.
بالإضافة إلى أنه تم التعاقد مع فايلر ولم يحظَ بفترة إعداد طويلة مع الفريق ولم يدر سوق الانتقالات أو يختار العناصر الذي يود استمرارها مع الفريق. ولذلك سيحتاج السويسري إلى بعض الوقت كي يتأكد هو بنفسه من فشل أو نجاح اختياراته وتجاربه.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

دنيا سعد
كاتبة رياضية
كاتبة رياضية
تحميل المزيد