يفقدون التذوق ويصابون بالبواسير.. 6 أمور لا تعرفها عن المرضى الذين يخضعون للعلاج الكيماوي

عربي بوست
تم النشر: 2019/12/31 الساعة 13:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/12/31 الساعة 19:19 بتوقيت غرينتش
العلاج الكيماوي يضرب حاسة التذوق، فلا يمكنك التلذذ بطعم الأكل أبداً

الكثير من الناس لا يعرفون تفاصيل معاناة مرضى السرطان، وكيف يؤثر العلاج الكيماوي سلبياً على غالبية وظائف الجسم، وبصفتي مريض سرطان أخضع للعلاج الكيماوي، أردت أن أكتب لكم عن تجربتي في بعض النقاط الموجزة عن تفاصيل العلاج بالكيماوي؛ لغرض المعرفة والتثقيف عن المرض، وكيفية التعامل مع هؤلاء المرضى:

1- العلاج الكيماوي يضرب حاسة التذوق، فلا يمكنك التلذذ بطعم الأكل، ومن الممكن أن تجلس على مائدة عامرة بما تحب من اللحوم والمحاشي والملوخية وغيرها، فتجد أنها كلها بلا طعم، ونسبة التذوق ربما تصل فقط إلى 30%، وهذا يُفقد الكثير من المرضى الشهية، فيأكلون فقط القليل من الطعام كنوع من التغذية أو العلاج.

2- أول تأثير للعلاج الكيماوي يكون على المعدة فتصبح مضطربة طوال الوقت، وهذا يؤدي إلى أعراض يعاني منها المريض كالإسهال وكذلك إمساك واضطرابات عديدة بالمعدة، اضطراب المعدة هذا  يصحبه في بعض الحالات تضرر البواسير بشكل كبير، كذلك يكون الجلد جافاً جداً وتظهر حبوب حمراء تشبه حب الشباب وتنتشر في كل أنحاء الجسم.

3- العلاج الكيماوي نوعان: كيماوي عادي (أنواع) وهذا يضرب عشوائياً ويقتل خلايا الدم الحمراء والبيضاء، وغالباً يؤدي إلى مرض الأنيميا ونقص في كرات الدم الحمراء، وهناك كيماوي آخر يسمى "العلاج الموجه"، وهو نوع من الكيماوي يتوجه مباشرة إلى الخلايا المصابة ويقتلها؛ لذلك هو علاج جيد، لكنه أيضاً يضرب خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن المناعة فتنهار مناعة الجسم.. فمثلاً تقل من 11 ألف خلية إلى ألف ونصف أو 3، وهكذا ما يعرقل العلاج نفسه، ويؤجل الجلسات لحين رفع المناعة بحقن وأغذية.

4- العلاج الكيماوي غالٍ جداً جداً، ومن الصعب تحمل أي شخص له إلا الأثرياء؛ لهذا مهم جداً برامج العلاج على نفقة التأمين الصحي وعلى نفقة الدولة، لكن للأسف بعض -وليس كل- موظفي هذه الجهات يتعاملون مع المرضى بطرق وحشية، ويكفيهم الانتظار ساعات للدخول للعلاج أو إنهاء الأوراق وهم غير قادرين على المشي أصلاً، لذلك هذه المنظومة تحتاج إلى تحسين بشكل كبير.

5- يمر المريض الذي يخضع للعلاج الكيماوي  إلى حالة من "غممان نفس" أو "لعيان النفس" طوال العلاج وتكون لديه رغبة قوية في القيء، لكن الأمور تحسنت عما نراه في الأفلام، فالمريض يعطي كمية مضادات للقيء وغيره قبل العلاج تمنع القيء، لكن يبقى غممان النفس المستمر أسبوعاً تقريباً بعد كل جرعة، والذي لا يشجع على تناول أي طعام، فيضعف الجسم ويخسر الكثيرون وزنهم الحقيقي ببضعة كيلوغرامات.

6- بعض مرضى الحالات المتأخرة الذين يخضعون للعلاج الكيماوي يعانون من آلام في كل الجسد يضطرون معها لاستعمال كل المسكنات الممكنة وغير الممكنة؛ لأن الآلام غير عادية، ومن طرائف ما قرأت على تويتر أمس: شاب يقول إنه اضطر للذهاب لتاجر مخدرات ليشتري منه "ترامادول" كمسكن لحالة مرض سرطاني تعاني الآلام الشديدة، وحين علم تاجر المخدرات والترامادول أنها حالة مريض بالسرطان تعاطف معه وأعطاه 3 علب مجاناً.

أتمنى لي ولكل المصابين بالشفاء العاجل، وأتمنى أن تكون هذه التدوينة تساعدكم على فهم ما يمر به مريض السرطان الذي يخضع للعلاج الكيماوي، لتشعروا بآلامه وتتمكنوا من التعامل معه بالطريقة الصحيحة.


مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمد جمال عرفة
صحفي مصري
تحميل المزيد