من أين يجب على الإنسان أن يستمد قيمته وثقته بذاته؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/12/30 الساعة 12:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/12/30 الساعة 12:03 بتوقيت غرينتش
السلام النفسي

أنت مهم

أنت كإنسان لم تخلق عبثاً

وجودك في الكون له سبب

فالإنسان لا يجب أن يقلل من نفسه، أو يشعر أنْ ليس له دور في الحياة

أو يقول من أنا أو يمشي على هامش الحياة.

واحد من أعمق وأثقل الأسئلة التي يجب أن يطرحها الإنسان على نفسه ليكتشف عقده النفسية هو سؤال "من أين أجد قيمتي؟". فطرة الناس وطبيعتهم أنهم يحتاجون أن يشعروا أن لهم قيمة ولكن اختلاف الناس هو باختلاف مصدر هذه القيمة، فقيمة الناس تختلف حسب طريقة تربيتهم، وبحسب البيئة التي نشأوا فيها والناس والمجتمع من حولهم.

كل شخص منا عنده مصادر خارجية بسببها يشعر بأن له قيمة، لما تعرف مصدر قيمتك، ستعرف بأي شيء تتعلق نفسك.

فبعض الناس يجد قيمته في شكله، والبعض الآخر يجد قيمته في ممتلكاته من سيارات وملابس وغيرها، بعض الناس يجد قيمته في ثناء الناس عليه، أو من متابعيه على السوشيال ميديا، والبعض يجدها في مركزه الوظيفي مثلاً.

إن كنت تستمد طاقتك من أمثال هذه القيم، فاعرف أنها ليس لها معنى تماماً، كالذي يشعر بأنه غني لأنه يمتلك أموالاً كثيرة في لعبة المونوبلي، فهي نعم مال لكنه مزيف.

فكل هذة القيم الملموسة والخارجية خطر كبير، لأن إذا كانت قيمتك معتمدة على الناس وبيدهم، ستصبح مشكلة لأن الواحد سيعيش تحت رحمة الآخرين وسيصبح شعورك بذاتك متذبذباً وغير مستقر، يرتفع مع ثناء الناس وينخفض مع غياب ذلك، وهذه حياة قمة الإضطراب النفسي.

فإذا فقد الشخص سيارته الفارهة استاء، وإذا قل متابعوه على السوشيال ميديا اكتأب، وإذا خسر مركزه الوظيفي حزن، ونقصت أمواله غضب، فهذه معادلة للاضطراب النفسي.

فمن أهم أسباب السلام النفسي أن يقلل الإنسان تعلقه بالأشياء والآخرين، وبما أن الإنسان محتاج أن يشعر بأن له قيمة، فالعلاج أن يحول هذه الحاجة من قيمة متعلقة بالأشياء والناس (قيمة خارجية) إلى قيمة متعلقة بدواخل نفسه.

فمن وجهة نظر المفكرين أن من الأشياء التي تجلب للإنسان قيمة اليوم هو الإقلاع عن ذنب أو عادة سيئة، أو تحسين عيب معين، أو بداية عادة حسنة جديدة في الحياة، ويجب أن تشعر بهذة القيمة بغض النظر عن معرفة الناس أو دونها.

حاول أن تكون قيمتك في أنك لما تكون صادقاً تشعر أنك صدقت، أو حين تكون أميناً وسوى ذلك…

يمكن تحويل القيمة الخارجية أيضاً إلى قيمة داخلية متعلقة بالمبادئ، فبدل أن تجد قيمتك في امتلاكك للمال حوّل هذه القيمة إلى طلب الغنى، ولكن لأن هذا المال سيسمح لك أن تصنع خيراً وإحساناً، بدل أن تجد قيمتك في عضلاتك وشكلك حولها إلى قيمة الصحة ومبدأ "إن لبدنك عليك حقاً".

يصبح مصدر القيمة داخلياً وليس خارجياً، فيجب أن نحاول أن تكون كل المصادر التي تجلب لنا القيمة مصادر داخلية تحت سيطرتنا، وليست مصادر خارجية بيد الناس.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

طه أبوجبل
مدون مصري