«يوم مشهود».. أن تُكمل رواية تاريخية حتى نهايتها بلا ملل أو ضجر

عربي بوست
تم النشر: 2019/12/25 الساعة 15:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/12/25 الساعة 15:36 بتوقيت غرينتش
رواية "يوم مشهود" للكاتب أيمن العتوم والتي تم منعها بالأردن

شاهدت منذ قليل فتاة فلسطينية تصرخ بصوت هادر تتوعد أفيخاي وجنوده بأنهم ليسوا سوى فئران سيتم دهسهم يوماً ما على باب الأقصى.

وإذا بي أدور في دوامة من الذكريات التي رسمها لي مشهور مشهور، الجندي رقم 505، الذي سيروي لنا أحداثاً سايرها أثناء فترة تجنيده في الجيش الأردني.

 عادت إليّ لوحة النصر في معركة الكرامة، وتلك الشهور العشرة من التدريب والعزم التي ضخّها في دماء الجنود كي يحصل على جيش يغسل من على وجوهنا عار هزيمة النكسة عام 1967.

عاد مع كل ذلك صوت خضر وهو يطلب منهم أن يقصفوا مكانه، حتى يحصد معه عشرات اليهود. 

مشهور الجازي، حفيد الشيخ حمد شيخ مشايخ الحويطات وكبير الرشادية، إحدى قرى الأردن الأصيلة، المعروف بمشهور حديثة، ذلك الطفل الذي سقط في البئر صغيراً، وسقط في البئر كبيراً، مشهور تلك الروح التي تلبستها الحرية فلم تستطع أن تسعى سبيلاً إلا إليها. 

يروي لنا أيمن العتوم بطريقته وأسلوبه المعتادين قصة حلم وسعي وتحقيق وخيبة وألم وانطفاء وغيرها خلال صفحاته 364 المقسمة إلى 45 جزءاً، رحل بي أيمن العتوم إلى نهر الأردن تارة، وإلى ساحة الأقصى تارة أخرى، وجعلني أشهد مقتل الملك عبدالله تارة، وأشهد محاولة تصفية موشي دايان تارة أخرى.

قد تصاب بالملل إذا قرأت كتاب تاريخ عادي، لكنك أبداً لن تملّ وأنت تسمع السرد بقلم أيمن العتوم على لسان من شهد الواقعة.

بين صحراء الرشادية وبين جامعات لندن، بين غلوب والسم في العسل، بين شخصيات صهيونية نظن أننا نعرفها لكننا لا نفقه عنها سوى أسمائها، بين أبو عمار وجبال الأردن الأبية، بين مقاومة وفدائيين بواسل، بين الأمل والانقسام، بين كل هذا واك سترحل نحو يوم مشهود لن تنساه ما حييت.

شهادتي مجروحة في قلم هذا الرجل، لكن دموعي التي سكبتها أثناء القراءة الأكثر من دموع أم مشهور يوم رحليه إلى العسكرية، ستشهد أنكم أمام ملحمة متكاملة، تنقل لكم جنين حلم تحرير فلسطين الذي أجهضته الانقسامات، انقسامات لم يضحك لها سوى سن اليهود.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
منال عبدالعزيز
مترجمة وحاصلة على ليسانس أدب إنجليزي
منال عبدالعزيز سأتم الـ35 عاماً، أم لطفلين، قد أكون أنا طفلتهما، آية: 14 عاماً، وأيوب: 12، حصلت على شهادة الثانوية وأنا أبلغ من العمر 18 عاماً، وأنجبت طفلتي الأولى بعدها بسنة، لم تكن دراستي الجامعية متواصلة، وواجهت الكثير من العقبات، انفصلت بعد زواج دام سبع سنوات، وطفلاي هما شهادة نجاحي الوحيدة التي أفتخر بها بعيداً عن كل إنجازاتي الأخرى.
تحميل المزيد