سيموني إنزاغي هو أحدث صيحات الموضة بإيطاليا، وتحديداً في العاصمة روما، لكنه ينتمي لشقها السماويّ لاتسيو. على النقيض من أخيه، لم يترك سيموني بصمة كبيرة في الملاعب عندما كان لاعباً. تنقَّل بين أندية مغمورة مثل بياتشينزا وكاربي ولوميزاني على سبيل الإعارة دون أن يرغب أي نادٍ في شرائه، حتى صادفه الحظ وانتقل إلى لاتسيو في مطلع الألفية ومنه إلى سامبدوريا ومن ثَم أتلاتنا قبل أن يختتم مسيرته كلاعب في لاتسيو.
لعب إنزاغي 187 مباراة في دوري الدرجة الأولى الإيطالي وسجل 43 هدفاً فقط، لكنه كان محظوظاً بما يكفي ليفوز بالدوري الإيطالي مرة، وكأس السوبر الأوروبي مرة، وكأس السوبر الإيطالية مرتين وكأس إيطاليا ثلاث مرات، كلها مع لاتسيو.
معتقدات لا تتغير
هزات أرضية خطرة
"السرعة ثم السرعة ثم السرعة أيضاً"
نظام لاتسيو مبنيّ على إحداث هزات أرضية بالغة الشدة في دفاعات الخصوم. بعد افتكاك الكرة في المناطق الخلفية ينطلق ميلينكوفيتش أو لويس ألبيرتو كجناح في خط وسط، ويدخل لوكاس ليفا كلاعب ارتكاز من العُمق.
في نفس اللحظة يقرر الظهير الأيسر والظهير الأيمن التحول إلى السرعة القصوى نحو الهجوم، يحقق لاتسيو معدلات سرعة جنونية في التحولات باستخدام الظهيرين، ويفسر ذلك منطقياً نسبة الاستحواذ والتحول بالكرة.
38% من هجمات لاتسيو هي من الطرف اليسار، و33% تنطلق أو تمر عبر الطرف اليمين، أما 27% فتبدأ من العمق وغالباً ما تنتهي على أحد طرفي الملعب. ويعتمد سيموني أكثر على ظهيره الأيمن، فائق السرعة وبالغ المهارة، مانويل لاتزاري، من جهة، وعلى الخبير الصربي صاحب الأعصاب الهادئة لوليتش في الجهة اليسرى.
الحائط الخلفي من مبنى لاتسيو مكون من الثلاثي؛ فيلبي أتشيربي ورادو، إضافة إلى المساندة من الظهيرين العائدين من الهجوم، وثلاثي خط الوسط، مع ضغط مستمر، وحركة منضبطة في منطقة الدائرة من ثنائي الهجوم.
يؤكد سيموني دائماً ضرورة دفاع الفريق كاملاً عن الثلث الأول، ينعكس ذلك إيجاباً على قلة إيجاد الخصم للمساحات وأنصافها أمام الزيادة العددية في العمق والأطراف، في نسخة دفاعية تقتل الحلول من بين الخطوط بالتقارب بين الأفراد.
والأرقام ترسم ما ذكر في لوحة جميلة، لاتسيو هو ثاني أقوى منظومة دفاعية في الدوري الإيطالي بعد إنترميلان، متلقياً ستة عشر هدفاً فقط في ستة عشر لقاء، متفوقاً على دفاع يوفنتوس صاحب التقاليد العريقة.
ويعتمد إنزاغي على نظام مُحكم ونسخة متطورة من الرقابة الفردية "الــ1ضد1" سواء بالتحرك للتدخل والعرقلة، أو دفع حامل الكرة إلى أماكن أقل خطورة.
البعض يذهب إلى تورينو في النهاية
يقدم لاتسيو بقيادة سيموني إنزاغي الأقل شهرة كلاعب، ملحمة كروية
من حيث النتائج الإيجابية وجودة الأداء. وذلك بإمكانيات مالية متوسطة وبلاعبين لم
يخبروا الشهرة بعد. يقود سيموني ثورة جميلة من إرث
إيطالي قديم، بأيديولوجيا كروية محفورة في عقول أفراد المنظومة، ما يفسر ألعاب
الفريق الجميلة والممتعة، هي تلك الرغبة، الرغبة والتعطش للفوز. وهو ما يفسر أرقام
الفريق الإيجابية للغاية تحت قيادة إنزاغي، إذ لعب الفريق 179 مباراة وفاز بـ97
وتعادل في 31 مناسبة وخسر 51 لقاء، كما فاز مع الفريق ببطولتي كأس إيطاليا والسوبر
الإيطالي.
ولا يعتقد أن يبقى سيموني، الذي ينتهي عقده في
يونيو/حزيران 2021، طويلاً في العاصمة الإيطالية في الموسم القادم، خاصة إذا
تدهورت الأمور في تورينو أكثر من ذلك؛ إذ يبدو أن ماوريسيو ساري لا يحظى بأفضل
أوقاته رفقة يوفنتوس، وأنه غير قادر على إقناع الجماهير والإدارة بمشروعه وعروضه
التي يقدمها حتى الآن. ويمكن القول إنه لولا إنقاذ ديبالا له عدة مرات لكان في خبر
كان.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.