«كبير أمام الكبار وصغير أمام الصغار».. لماذا يتم إذلال مانشستر يونايتد من قِبل الفرق الضعيفة؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/12/23 الساعة 12:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/12/23 الساعة 12:58 بتوقيت غرينتش
هزيمة مانشستر يونايتد من متذيل ترتيب الدوري الإنجليزي

لم يستفد الفريق من الفوز على كل من توتنهام ومانشستر سيتي أبداً، وكأن شيئاً لم يكن. لأنه تعثر بعد ذلك أمام كل من إيفرتون بالتعادل ومن ثم واتفورد بالخسارة. ولتشعر عزيزي القارئ بفداحة الهزيمة أمام واتفورد عليك أن تعلم أن هذا هو الفوز الأول لأصحاب المركز الأخير منذ انطلاق الدوري الإنجليزي هذا الموسم.

مشكلة الشياطين الحمر هي التذبذب، الفريق لم يحقق أي سلسلة نتائج إيجابية متتالية من بداية الموسم. فوزان متتاليان أمام فريقين من الستة الكبار لا يعني أن الفريق سيستمر في تقديم أداء عال، بل يعني أن الفريق سيعاني الأمرين في أول مباراة يواجه فيها فريقاً متوسط الجودة كما حدث أمام واتفورد ومن قبله إيفرتون.

لنبتعد عن التذمر قليلاً ونتكلم بواقعية، استلم سولشاير الفريق بصفته "مدرب طوارئ"، وبعد وصوله إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي تم التعاقد معه لبناء مشروع طويل الأمد لإيقاف حالة الانهيار الحاد التي يعاني منها مانشستر يونايتد منذ اعتزال السير أليكس فيرغسون التدريب عام 2013.

‏تصريحات سولشاير واضحة وصريحة، هو من يمتلك الكلمة النهائية بما يخص الانتقالات، لا أحد ينضم إلى النادي دون رغبته، ولا أحد يرحل عن الفريق قبل أن يعطي الضوء الأخضر. هو من يمتلك القرار النهائي بشأن من يجب أن يرتدي قميص الشياطين الحمر ومن عليه خلعه.

منذ مجيئه تعاقد النرويجي مع 3 لاعبين خلال نافذة انتقالات واحدة وهم دانيال جيمس، هاري ماغواير، ووان بيساكا. وفي رأيي، الثلاثي هم أصحاب الأداء الأفضل في الفريق مقارنة بزملائهم بالإضافة إلى ماركوس راشفورد وماكتومناي.

‏بالنسبة لما يقال عن سولشاير، بأن أسلوبه فعال أمام الكبار فقط ويختفي أمام الفرق المتوسطة ومتذيلة جدول الترتيب، إذ يعجز عن لعب الكرة تماماً ولا يظهر فريقه بأسلوب لعب واضح. بمعنى آخر [كبير أمام الكبار وصغير أمام الصغار].

فللأسف الشديد هو كلام صحيح. فالفريق ضد صغار البريميير ليغ استحواذه سلبي، حلول معدومة، خطا الوسط والأظهرة لا تقدم الإضافة الهجومية المطلوبة، ولا يوجد أي لاعب مبتكر قادر على الإبداع، الوحيد القادر على ذلك هو بول بوغبا. والأرقام خير دليل على ذلك، فقبل نزول بوغبا كبديل أمام واتفورد، كان معدل تسديدات مانشستر يونايتد هو  تسديدة كل 9 دقائق، ومن ثم أصبح تسديدة كل دقيقتين بعد نزوله. لذلك مهما كان الاختلاف على سلوكياته خارج الملعب إلا أن تأثيره مهم وكبير داخله.

الأمر المثبت إلى الآن أنه حقق الكثير من الأرقام السلبية في تاريخ النادي، وأسوأ مدرب منذ رحيل السير حتى الآن.

تحت قيادة سولشاير وفي البريميرليغ فاز مانشستر يونايتد في 73٪ من المباريات التي استحوذ فيها الخصم على الكرة معظم المباراة ( 8 من 11 مباراة ) مقارنة بنسبة فوز بلغت 36٪ فقط عندما يستحوذ مانشستر يونايتد على الكرة أغلب أوقات المباراة (10 من 28 مباراة) منها فوز واحد فقط في آخر 17 مباراة استحوذ فيها اليونايتد.

سيدخل الحمر جولة البوكسينغ داي بـ25 نقطة فقط وهو في المركز الثامن، ويعد ذلك أسوأ عدد نقاط للنادي في تاريخ البريميرليغ منذ عام 1989.

لعب مانشستر يونايتد 18 مباراة هذا الموسم بالدوري

فاز بـ6 مباريات فقط، بنسبة 33.3%. كما وصلت نسبة فوز مانشستر يونايتد عندما تكون السيطرة لصالحه إلى 8٪ فقط هذا الموسم ‏وفقاً لما ذكرته شبكة سكاي سبورت.

كبير أمام الكبار وصغير أمام الصغار

عند مواجهة الكبار، يعتمد سولشاير على الهجمة المرتدة، يترك الكرة والاستحواذ للخصم، ويقتلهم بانطلاقات راشفورد وجيمس. يبدو الفريق مميزاً جداً في المرتدات، لأنه يلعب على استغلال عيوب الخصم جيداً، هكذا اعتدنا مانشستر ضد الكبار. إن كانت هذه الطريقة فعالة أمام الكبار، فلماذا نريد بسط سيطرتنا على الصغار، ما الذي يجبرنا على الاحتفاظ بالكرة والاستحواذ السلبي؟  ولما يصل الخصم لمرمانا بسهولة، لم لا نلعب على نقاط قوتنا بدون فلسفة؟ 

السبب واضح وصريح وهو أن الصغار يتركون الكرة لمانشستر يونايتد ويلعبون هم على المرتدات. وبالنظر إلى جودة لاعبي الفريق المتاحة ستجد بيريرا البطيء، وفريد صاحب ‏البنية الجسمانية الضعيفة وهو صاحب اللمسة الأولى الفقيرة وصاحب معدل تمريرات خاطئة مرتفع. وبوغبا تارة مصاب وتارة مزاجه سيئ. كما أن الفريق لا يمتلك مهاجماً صريحاً يمكن الاعتماد عليه. على أن يتمتع بإمكانيات بدنية تتحمل قوة الدوري الإنجليزي، ويتمتع بالسرعة ليمكنه التواصل والربط مع زملائه في الخط الأمامي للفريق. مهاجم يتمتع بإمكانات هائلة (مثل لاعب ريد بول سالزبورغ هالاند). هذا بالإضافة إلى أن الفريق لا يمتلك صناع لعب قادرين على صنع الفارق، الإسباني خوان ماتا في نهاية مسيرته ولينغارد يفشل في الإبداع كلما حاول استعمال شيء لا يملكه وهو العقل.
هذه هي العقبات التي تواجه مانشستر يونايتد كلما حاول أن يبدو كبيراً عندما يواجه الصغار الذين يتركون له الكرة ويعودون إلى الخلف. فيبدو عاجزاً عن تهديد مرماهم ولو على استحياء. 

وبالنظر للفريق من الناحية الدفاعية، سنجد ليندلوف لا يجيد التمرير إلى الأمام ويرتبك أثناء استلامه الكرة لدرجة أن الناشئ توانزيبي يقدم أداء أفضل منه. الظهير الأيسر لوك شو يقدم أداءً مخجلاً، ووان بيساكا يقدم أداء دفاعياً مذهلاً ومخجلاً هجومياً، لم يسجل أو يصنع أي هدف خلال 16 مباراة.

أما حارس المرمى، فيعد ديفيد دي خيا منذ بداية الموسم الماضي أكثر من ارتكب أخطاء أدت إلى أهداف في البريميرليغ.

باختصار الفريق متهالك وعبث به المدربون السابقون الذين توالوا على تدريبه.

على خطى كلوب؟

صحيح أن ‏الكل يتحدث عما يقدمه لامبارد من متعة رفقة البلوز، لكن هل قارنا بين تشكيلتي الفريقين. يمتلك لامبارد أفضل خط وسط بالبريميرليغ كما أنه يمتلك تامي أبراهام هداف أستون فيلا الموسم الماضي. ولذلك كان من السهل على لامبارد بناء أو ترميم الفريق؟

‏أنا متأكد بأنك قد اتفقت معي حتى ولو جزئياً. كل ما أطالب به هو الصبر على سولشاير ورؤية تعاقداته في شهر يناير/كانون الثاني القادم. وأنا متأكد أن أسلوبه سيتضح أكثر وأكثر في الموسم القادم. فهذه المجموعة لا تصلح مع أي مدرب.
ولنرجع بالذاكرة 4 سنوات للوراء، عندما استلم ‏كلوب تدريب الريدز، وأنهى الموسم خارج الـ4 الكبار وفي موسمه الثاني احتل الرابع، بدأ شيئاً فشيئاً والآن هو بطل أوروبا والعالم.
كيف حدث ذلك؟ الإجابة بسيطة، قارن بين تشكيلة 2015 وتشكيلة 2019.

احتاج كلوب 4 سنوات ليعود بليفربول إلى منصات التتويج.

‏ما أريد قوله، هو أن الصبر أفضل من سياسة التغيير المستمرة، أغلب الجماهير تريد تحقيق البطولات بسرعة، أو بالأحرى عودة مانشستر للواجهة وقمة الترتيب وأسلوب لعب واضح، كل ذلك وسولشاير قبل أيام معدودة أكمل سنته الأولى فقط في تدريب الفريق.

الآن الإجابة أصبحت واضحة للأعمى، نتفوق على الكبار لأننا ننتظر منهم الهجوم ونضربهم من خلال المرتدات السريعة. 

ونعاني من الصغار بسبب قلة جودة صناعة اللعب عندما نواجه التكتلات، تركيبة اللاعبين ليست ذنب سولشاير

هي خليط فلسفة ثلاثة مدربين فشلوا في انتشال مانشستر يونايتد من الحضيض.

الرهان على نجاح سولشاير في المستقبل من الممكن أن يكون صحيحاً أو خاطئاً، في النهاية هي آراء. 

‎ليصبح السؤال المطروح هو، هل سيقال سولشاير؟

من وجهة نظري الإجابة هي لا، فالإدارة داعمة لسولشاير وبقوة، وبصفتي مشجعاً سأستمر في دعمه، حتى يأخذ وقته كاملاً وتفتح له الخزنة كغيره من المدربين السابقين. وإن لم ينجح بعدها فعلى الأقل ربما يترك فريقاً جاهزاً لمن يتولى المهمة بعده.

وفي حال ساء الوضع واستمرت سلبية النتائج فمن المتوقع قدوم بوتشيتينو وبقوة، حيث صرح ‏بوتشيتينو مؤخراً: "أنا منفتح للتدريب، وإذا قلت إنني منفتح، فأنا منفتحٌ على الجميع. لن أغلق الباب في وجهِ أحد وأفتحه لأحدٍ آخر، سأستمع لمن يعرض علي تدريبه".

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمود بلال
كاتب ومدوّن رياضي
كاتب ومدوّن رياضي
تحميل المزيد