لا جديد يُذكر تحت الشمس، فاز ليونيل أندريس ميسي بجائزة الكرة الذهبية للمرة السادسة في تاريخه.
لست هنا في معرض تبرير فوز ميسي بالجائزة أو شرح
وتعديد الأسباب التي يستحيل في ظلها فوز أي من كريستيانو رونالدو وفان دايك
بالجائزة.
بل أكتب هذه السطور لأشكر الجندي المجهول وراء تحقيق ميسي لكرته الذهبية السادسة.
لأثني وأشكر الرجل الذي لا ينال سوى الانتقادات والسب من جمهور برشلونة والسخرية
والكوميكس من باقي جماهير الأندية الأوروبية وأحياناً من جمهور البلوغرانا نفسه.
أنا هنا لأدافع عن الرجل الذي قال يوم حط الرحال في كتالونيا أنه سيعمل على تطوير
ميسي والارتقاء بمستواه وقد صدق وعده. أنا هنا لأكيل المديح للسيد إرنستو
فالفيردي.
لولا مجهودات السيد فالفيردي الخرافية في تدمير
منظومة لعب برشلونة التي أفنى غوارديولا 4 سنوات في تشييدها ووضع إنريكي عليها
بصمته من بعده ما كان ليظهر ميسي بهذا القدر من التوحش، لقد تحوّل إلى غول تحت
قيادة فالفيردي. لولا حصر السيد إرنستو لأدوار لاعبي خط الوسط على التمرير العرضيّ
الممل والاستحواذ السلبيّ لما اكتشفنا قدرات ميسي في صناعة اللعب وخلق الفرص من أي
مكان في الملعب أكثر من أي لاعب في العالم. ولولا اعتماده المستمر، خالي المعنى،
على لويس سواريز في مركز المهاجم لما رأينا ليو يفوز بجائزة الحذاء الذهبيّ ويتصدر
ترتيب هدافي الدوريات الخمس الكبرى. ولو أن فالفيردي يعترف بدور الأجنحة في
المراوغة وخلق الفرص لما رأينا ميسي يراوغ في كل مباراة 12-13 مرة وهو يدّعي أن
الجسد لا يرحم.
لولا ندرة الحلول المتاحة للفريق على أرضية الملعب في أغلب المباريات وانعدام رؤية
مستر فالفيردي الفنية لقلب سير المباريات لما أصبحت الركلات الحرة التي ينفذها
ميسي بهذه الأهمية وربما ما أعطاها ليونيل هذه العناية الكبيرة من
الأساس.
ربما لم يقصد فالفيردي تطوير ميسي بهذه الطريقة، لكن فشله الذريع في
إدارة فريق برشلونة كان أنسب طريقة لتطوير ميسي وإظهار كامل قدراته لأن الفريق
تحول إلى فريق ميسي بالمعنى الحرفيّ للكلمة وكل مباراة يفوز فيها برشلونة تكون
عبارة عن استعراض عضلات من ليونيل ميسي في One Man Show مبهر لعشاق الكرة ومحزن
لمشجعي البلوغرانا على الحال التي وصل إليها الفريق.
أعتقد أن هذا هو السبب أيضاً وراء تمسك ميسي ببقاء
فالفيردي على رأس الإدارة الفنية للفريق، فالمدرب جعل ميسي صاحب الكرة الأول
والأخير على أرضية الميدان. ولا أعتقد أنه يطلب منه أي أدوار تكتيكية معينة أو
يثقل كاهله بتحركات معينة بل يكفي أن يضع اسمه في التشكيلة الأساسية ليقوم بتعبئة
ونقل النقاط إلى رصيد برشلونة.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.