لابد أن نتذكر جيداً ونحن نخطو في ردهات ملعب الآنفيلد أن ذلك الفريق ذا الزيّ الأزرق القادم من جنوب إيطاليا لم يفُز في آخر ست مباريات في الكالشيو. ولكي يتضح لك عمق الأزمة التي يمر بها نابولي، فاعلم أن رئيس الفريق غرّم اللاعبين بسبب عدم مبيتهم في النادي بعد نهاية المباراة الأخيرة.
مَن تابع مباريات نابولي ضد ليفربول في الموسم الماضي، فهو شاهد على تفوق تكتيكي ولو نسبي لصالح أنشيلوتي على حساب كلوب. يتبع الإيطالي المحنك العجوز خطة الـ 3-5-2 كلما واجه فريقاً يضغط عكسياً، حتى أصبحت هذه الخطة موضة متبعة كلما تصادم مع يورغن كلوب، هذا الأخير لا يخالف قواعد الــ4-3-3 مهما حدث.
يقوّض أنشيلوتي بما سلف مهارات لاعبي ليفربول، ليخلق مشكلة في الإيقاع. وإيقاع اللعبة هو نسقان متداخلان؛ نسق عام، ونسق خاص، الأول هو نسق الفريق بأكمله وتحركات كافة اللاعبين وتمركزهم. والثاني نسق فردي، يتحكم فيه حامل الكرة، فهو من يختار إما الركض بالكرة، والتمرير وزاويته أو التسديد.
هنا يطرح التساؤل الآتي: هل يترك أنشيلوتي الكرة مخيراً؟ والجواب هو نعم. يترك الإيطالي الكرة لليفربول ليُحكم هو القبضة على النسقين المذكورين. ومن المعروف عند خبراء اللعبة، أن ليفربول فريق سرعات، قوتهُ في الاستلام والتسليم السريع، وضعفه في الاستحواذ طويل المدى في مناطق ومساحات ضيقة من الملعب. وهنا استغل أنشيلوتي هذه النقطة، ليقود اللعب إلى تلك الأماكن المكروهة من أفراد الريدز.
فطِن يورغن إلى تهرب أفراد نابولي من الصدامات والصراعات الثنائية والاندفاع المبالغ في الهجوم، فقرر الزيادة في الهجوم، محرراً روبرتسون أكثر، ليرتفع الإيقاع وتزداد حدة التحولات السريعة، التي بلغت ذروتها في مرات ثم فشلت في مرات، والجواب يكمن في أن لاعبي نابولي لم يسقط أي منهم في فخ الدخول في نسق ليفربول، لتقطع جميع السبل في الوصول إلى مرمى الحارس ميريت.
في النهاية استطاع كلوب خطف هدفٍ من ركلة ركنية ليحصل على نقطة واحدة، وليكرس كارلو هيمنة تكتيكية على يورغن كلوب، مجبراً إياه على تقاسم نقاط ثمينة، تقود نابولي بشكل كبير إلى الدور الثاني، بينما ليفربول سيطير في رحلة مفخخة إلى سالزبورغ، رحلة المنعطف الأخير، وهو يعلم أن الخسارة تعني خروجه من الباب الصغير.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.