تعد الإصابات جزءاً منتظماً ومتكرراً ومتوقعاً في عمل لاعبي كرة القدم المحترفين، حتى في زمن التطور الطبي والتكنولوجي الهائل. فالقليل من الضغط أو الوخز غير الطبيعيين يمكن أن يكون له تأثير ضار على أداء لاعب كرة القدم. ومع موسم كروي مزدحم بالمباريات الثقيلة والخشنة، يمكن أن تتراكم الإصابات عادةً بسرعة كبيرة لدى اللاعبين.
ولأن الحاجة أم الاختراع ففي محاولة الشفاء بسرعة من الإصابات والإرهاق من أجل اللحاق بالمباريات تم ابتداع بعض الطرق غير التقليدية للمساعدة في إعادة التأهيل والاستشفاء السريع.
وسنلقي هنا نظرة عن كثب على بعض أكثر الأساليب الغريبة وغير العادية التي استخدمها اللاعبون، في الماضي والحاضر، لمحاولة استعادة لياقتهم البدنية إلى سابق عهدها.
العلاج باستخدام الدود
في طريقه لمواجهة آلام الركبة المزمنة والالتهابات المرافقة لها، استخدم لاعب إيفرتون السابق لويس ساها، حيوانات العلقة الطبية "Hirudo medicinalis" لتخفيف الألم والتورم في ركبتيه. وهو علاج شائع تم استخدامه قبل 2000 سنة قبل الميلاد، فعند وضع العلقة، في مكان التورم فإنه يطلق مصل التخدير ومضاد التخثر، والذي يمنع تخثر الدم. وعند استخدام العلق للأغراض الطبية، من المهم أن يُسمح لهم بالامتلاء وإطلاق سراحهم بأنفسهم. لأن الإزالة القسرية لها يمكن أن تتسبب في تعفن البكتيريا في الجرح. وقد وصف اللاعب بعد انتهاء جلسات علاجه بأن "ساقه وشهيته عادتا وكأنه شخص يبلغ من العمر 20 عاماً".
مبيض الهامستر الصيني
من أغرب طرق العلاج للإصابات الرياضية هو ما خضع له لاعب كرة القدم الأمريكية الأسترالي كايل ريمرس. ففي عام 2010، تعرض ريمرس لكسر في إبهام رجله أثناء إحدى المباريات ما تطلب إجراء عملية جراحية سيتم خلالها تثبيت شريحتين من العظام معاً بواسطة صفيحة وستة مسامير.
ولكن، أضاف الجراحون أيضاً عنصراً غير عادي للمساعدة في إصلاح العظام المكسورة وهو مبيض الهامستر الصيني. حيث يحتوي مبيض الهامستر على بروتين عظمي المنشأ (OP-1)، مما يسرع من إنتاج العظام، وهذا ما سمح لريمرس بالعودة من الإصابة في غضون 4 أسابيع، بدلاً من الـ 6 أسابيع المعتادة لإصابة من هذا النوع.
مشيمة الحصان
كان نجم المنتخب الهولندي روبن فان بيرسي في أوج عنفوانه ومتألقاً بشدة سواء مع ناديه الأرسنال أو منتخب هولندا. ولكن في إحدى المباريات الودية أمام المنتخب الإيطالي تعرض لتدخل عنيف من جورجي كيليني مما أدى إلى إصابته بتمزق في أربطة الكاحل مع مدة غياب لستة أسابيع كاملة.
وبدلاً من اتباع طرق الجهاز الطبي للمنتخب أو النادي اتبع اللاعب طريقة غريبة للعلاج فسافر إلى صربيا لمقابلة الدكتورة ماريان كوفاسيفيتش. وقام بدفع مبلغ 3000 جنيه إسترليني مقابل علاج غريب وهو فرك مشيمة حصان على العضلات التالفة.
وفي حين تلقت أساليب الدكتورة الصربية موجات انتقادات حادة من الأوساط الطبية، إلا أن فان بيرسي كان مسروراً للغاية بالنتائج، وأشاد بالطبيبة الصربية ووصفها بالمعجزة.
العلاج الذاتي بالمثقاب الكهربائي
جميعنا عرضة للإصابات والمشكلات الطارئة وجميعنا يحاول من حين لآخر الاعتماد على نفسه لحل وعلاج هذه الإصابات والمشكلات. لكن المحاولة دون قدرة أو علم ربما تفضي إلى مصائب أكبر في بعض الأحيان. وهذا ما حدث مع لاعب مانشستر سيتي وأستون فيلا السابق داريوس فاسيل الذي انزعج من ظهور ورم كبير تحت إبهام قدمه، ليقرر أنه بدلاً من زيارة الطاقم الطبي للنادي لحل هذه المشكلة البسيطة، فإنه سيحاول حل المشكلة بنفسه وذلك عن طريق مثقاب كهربائي.
ولكن لسوء الحظ وكما توقعت ومن غير المفاجئ فإن هذا العلاج الذاتي ترك اللاعب مصاباً بعدوى في الدم. ونتيجة لذلك، وبدلاً من تخفيف الألم، وجد مهاجم مانشستر سيتي السابق أن الظفر على إصبع قدمه قد أُزيل بالكامل ونتيجة لذلك غاب عن فريقه لعدة مباريات.
ولكن لاحقاً قام اللاعب بنفي استخدامه مثقاباً كهربائياً لكنه اعترف بأنه قام ببعض "الأعمال اليدوية الشخصية". وفي عام 2018، أخبر شبكة Sky Sports قائلاً: "لقد حاولت إجراء بعض التجارب اليدوية. لم يكن الأمر كما ترونه في أفلام الرعب على التلفاز أو كما تم وصفها على الإنترنت. فعندما يكون لديك دم تحت الظفر، فأنت بحاجة لثقبه لتخفيف الضغط. لسوء حظي، كان أي شيء يلامس هذا الظفر موجعاً جداً لذا حاولت أن أفعل شيئاً ما بنفسي في المنزل، لكنني لم أستطع القيام بذلك لأن مجرد لمس الظفر كان مؤلماً للغاية".
العلاج بشريحة لحم
في الحالة الطبيعية عندما يعاني كاحل القدم من بعض التصادمات والتي تفضي إلى تورمات مع آلم شديد، فإن العلاج الشائع هو وضع بعض الثلج عليه لتخفيف التورم والألم في آن واحد.
ولكن ما حدث للاعب الإنجليزي توم بريستون كان مؤلماً ومضحكاً في نفس الوقت. فعندما تعرض اللاعب لإصابة في الكاحل وكان يبحث عن علاج لتخفيف الألم، قرر إرسال رسالة إلى أحد أعضاء فريق العلاج الطبيعي للحصول على المساعدة بعد أخذ رقمه من المجموعة الرسمية لفريقه على الواتساب.
ولكن لحظه السيئ كان زميله في الفريق روب ويلسون يعد له مفاجأة ومزحة من العيار الثقيل. فقد استطاع ويلسون تغيير اسم وصورة الواتساب إلى اسم طبيب الفريق نيل كومبر، وبعد وصول رسالة الاستغاثة من زميله بريستون الذي يبحث عن علاج لتخفيف الآلم، اقترح عليه زميله الذي انتحل صفة الطبيب أن يضع شريحة لحم على مكان الورم لمدة 10 دقائق.
وأخذ روب المزحة إلى مستوى أعلى، بعد أن اقترح عليه أنه يجب أن يطبخ شريحة اللحم على نار متوسطة مع إضافة بعض الملح والفلفل عليها. ومع جدية اللاعب في تطبيق هذه التعليمات استسلم ويلسون وكشف عن هويته الحقيقية، ونتيجة لذلك، ضحك كامل فريق لانكستر سيتي على هذه المزحة التي وجدت رواجاً كبيراً في الصحف الإنجليزية.
ديفيد بيكهام والشفاء عن طريق لمس شاشات التلفزيون
بعد أن قاربت آمال المنتخب الإنجليزي في التعثر في كأس العالم 2002، بعد إصابة نجمه الأول ديفيد بيكهام لكسر في قدمه اليسرى في مباراة فريقه مانشستر يونايتد أمام ديبورتيفو لا كورنيا الإسباني في إحدى مباريات دوري أبطال أوروبا.
وعلى الرغم من أن موظفي مانشستر يونايتد ادعوا أن بيكهام سيعود قبل المباراة الافتتاحية للأسود الثلاثة أمام السويد، إلا أن روي جيلر أخذ على عاتقه محاولة توحيد الأمة البريطانية في مساعدتهم على شفاء قدم بيكهام اليسرى أثناء ظهوره على قناة GMTV.
حيث طلب جيلر من المشاهدين لمس شاشات التلفزيون الخاصة بهم والتركيز على شفاء قدم بيكهام، وأن طاقتهم الجماعية ستساعد في تسريع عملية الشفاء. ثم ادعى جيلر، أنه قادر على زيادة الطاقة من جميع أنحاء البلاد للمساعدة في شفاء بيكهام.
غريب أليس كذلك؟ ولكن في كلتا الحالتين، فقد تمكن بيكهام من العودة في الوقت المناسب ليلعب في المباراة الافتتاحية لكأس العالم، حيث لعب في الدقيقة 63 وحصل على التعادل رفقة منتخبه أمام السويد بنتيجة 1-1.
واستطاع نجم ريال مدريد السابق أن يبدأ أساسياً في المباراة التالية وكانت ركلة الجزاء التي نفذها بنجاح كافية للتغلب على المنتخب الأرجنتيني، ولكن كما تعلمون جميعاً، انتهت رحلة المنتخب الإنجليزي في كأس العالم بالخروج من الدور ربع النهائي أمام المنتخب البرازيلي المتوهج الذي واصل طريقه حتى حصد اللقب العالمي بالفوز على المنتخب الألماني في المباراة النهائية.
الحجامة
وحسب الصحيفة الإسبانية فإن بنزيما يتعالج لدى جراح العظام الشهير جيفري.
وشارك بنزيما صورة أثناء جلسة العلاج، على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام"، وأرفقها بكلمة: "الاستشفاء".
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.