حكيمي ينفجر في دورتموند.. وزيدان في انتظار ابنه البار لترميم دفاعه المنهار

عربي بوست
تم النشر: 2019/10/31 الساعة 09:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/10/31 الساعة 09:52 بتوقيت غرينتش

يقدم المغربي الشاب أشرف حكيمي بداية موسم أكثر من رائعة رفقة فريقه بوروسيا دورتموند، ما فتح الباب مُجدداً للحديث عن عودته المؤكدة إلى ناديه الأصلي ريال مدريد الإسباني بعد نهاية إعارته للنادي الألماني في الصيف القادم، وذلك للمساهمة في حل المشاكل التي يعاني منها الفريق الملكي على مستوى خط الدفاع، خاصة في حالة استمرار زين الدين زيدان على رأس الجهاز الفني لـ "الميرينغي"، وذلك بحكم العلاقة الجيدة التي تربط المدرب الفرنسي بلاعبه السابق ومعرفته التامة بقدراته الفنية و البدنية.

وينشط حكيمي ضمن بوروسيا دورتموند منذ صيف 2018 على سبيل الإعارة من ريال مدريد لمدة موسمين، مع العلم أنّ النجم المغربي لا يزال متعاقداً مع النادي الإسباني حتى يونيو/حزيران 2021.

ولم يتأخر انفجار حكيمي كثيراً مع دورتموند سواء في الدوري الألماني أو دوري أبطال أوروبا للموسم المنقضي، قبل أن يتعرض لكسر على مستوى مشط القدم يوم 30 مارس/آذار  المنصرم، خلال مباراة فولسبورغ في "البوندسليغا"، تسببت في ابتعاده عن الميادين لمدة 3 أشهر، مما أنهى موسمه مبكراً وحرمه من المشاركة مع منتخب بلاده في نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم التي احتضنتها مصر في الصيف الماضي.

وبعد تعافيه من الإصابة ومشاركته بشكلٍ طبيعي في تحضيرات فريقه للموسم الجديد (2019-2020)، انفجر حكيمي وحقق انطلاقة جيدة للغاية في مسابقة الدوري الألماني، بخوضه 9 مباريات متتالية ضمن التشكيلة الأساسية، سجل خلالها هدفين وصنع هدفاً آخر، بالإضافة لتوقيعه لهدفين أمام سلافيا براغ التشيكي (2-0) في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، ناهيك عن أدائه الدفاعي الذي تطور بشكل ملحوظ للغاية. 

مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد

وُلد أشرف حكيمي يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني 1998 بالعاصمة الإسبانية مدريد، من أبوين مغربيين، ونشأ بضاحية خيتافي، بضواحي العاصمة، حيث بدأ ممارسة رياضة كرة القدم في عام 2005، ضمن نادي "كولونيا أوفيخيفي" الصغير، قبل أن يلتحق بمدرسة نادي ريال مدريد في سنة 2006.

 تكون حكيمي، إذاً، ضمن مدرسة النادي الملكي وتدرج مع مختلف فرق فئاته الصغرى قبل أن ينضم في موسم 2016– 2017 لفريق الرديف "كاستيا" الذي كان ينشط في الدوري الإسباني للدرجة الثالثة، حيث لفت أنظار المدرب زين الدين زيدان الذي كان يضمه من حين لآخر لتدريبات ومعسكرات الفريق الأول للريال، قبل أن يحتفظ به نهائياً في بداية الموسم الموالي (2017-2018) وهو في سن الـ19، خاصة بعد اكتشاف أطباء النادي لمعاناة الظهير الأيمن الأساسي، الإسباني داني كارفخال، من مشكلة صحية على مستوى القلب.

شارك حكيمي مع الفريق الأول لريال مدريد في 17 مباراة رسمية وسجل خلالها هدفين اثنين، كما تُوّح بلقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم  لسنة 2018، ليكون بذلك ثاني لاعب عربي ينال لقب البطولة القارية، بعد الجزائري رابح ماجر في عام 1987 رفقة بورتو البرتغالي، وقبل المصري محمد صلاح، مع ليفربول الإنجليزي في سنة 2019.

وبعد استقالة زيدان من تدريب ريال مدريد في يونيو/حزيران 2018، أدرك حكيمي أنّ مصيره سيكون العودة إلى فريق الرديف، فقرر الاستجابة لأفضل العروض التي وصلته قبل انطلاق موسم 2018-2019، خاصة أن العرض كان مقدماً من بوروسيا دورتموند  المعروف بمنحه الفرص للاعبين الشباب الموهوبين، وقدرته على تطوير اللاعبين، لينتقل المدافع المغربي إلى النادي الألماني العريق على سبيل الإعارة لمدة موسمين.

مغربي حتى النخاع

يملك أشرف حكيمي الجنسيتين المغربية والإسبانية، وقد بدأ مشواره الدولي رفقة منتخب الناشئين (أقل من 17 سنة) لبلد مولده إسبانيا، في عام 2014، والذي شارك معه في مباراة رسمية واحدة فقط، قبل أن يغير جنسيته الرياضية ويختار الانضمام لمنتخب الشباب ( أقل من 20 عاماً) لبلده الأصلي المغرب، في أبريل/نيسان 2015، ثم تلقى أول دعوة من طرف مدرب المنتخب الأول، هيرفي رونار، لخوص مباراة ودية أمام كندا يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول 2016.

وقد أحدث حكيمي في ذلك الوقت ضجة كبيرة في الوسط الرياضي الإسباني، بسبب تفضيله منتخب "أسود الأطلس" على "لاروخا"، وقد برر المدافع المغربي هذا الاختيار بكل صراحة وبدون لغة الخشب، حين قال، الأسبوع الماضي، في تصريحات لصحيفة  "أس" المدريدية: "لقد اخترت المغرب وكان ذلك قراري الشخصي لأني أحس أني مغربي ومسلم، وذلك بسبب عائلتي وجذوري".

وكان لانضمام حكيمي لمنتخب المغرب في سن مبكرة دور كبير في مشواره الاحترافي، وفي اكتشاف قدراته المميزة في اللعب في كلا المركزين الأيسر والأيمن، بحيث بدأ تكوينه ومساره مع ريال مدريد كمدافع أيمن، لكن عند التحاقه بالمنتخب المغربي، وجد المخضرم  نبيل درار هو من يشغل هذا المركز، ولذلك وقصد تفادي المنافسة الشديدة بين اللاعبين الاثنين، قام المدرب الفرنسي رونار بالاعتماد على الشاب أشرف في منصب الظهير الأيسر.

بإمكان حكيمي، إذاً، اللعب بكل ارتياح في منصبي الظهير الأيمن والظهير الأيسر، ما يجعله الحل الأنسب لحل مشكل الخط الخلفي لنادي ريال مدريد، الذي تراجع أداؤه بشكلٍ واضحٍ في الموسم الجاري، في ظل الإصابات المتكررة للظهيرين الأيسرين، البرازيلي مارسيلو والفرنسي فيرلاند ميندي، وتذبذب مستوى الظهير الأيمن كارفخال.

وستكون جماهير ريال مدريد محظوظة وسعيدة في حال عاد حكيمي إلى الفريق في الموسم القادم، بعد التطور الكبير لمستواه واستفادته من تكوين إضافي ضمن نادي بوروسيا دورتموند، الذي تخرج فيه العديد من نجوم الكرة العالمية.

ولم يستبعد النجم المغربي الشاب هذه العودة، حينما صرح لنفس الصحيفة الإسبانية الرياضية: "سأتخذ قراري عندما تنتهي فترة إعارتي، سأنظر ما إذا سأكون جاهزاً للعب في ريال مدريد، لا أخفي عليكم أني أريد العودة، لقد كبرت في مدريد.. إنّه بيتي وحلمي أيضاً".

وتبلغ القيمة السوقية لأشرف حكيمي حالياً 30 مليون يورو، بحسب الموقع العالمي المتخصص "ترانسفير ماركت"، وهي مرشحة للارتفاع أكثر، عند نهاية الموسم الجاري، في حال مواصلة المدافع المغربي تألقه بنفس الشكل المذهل، وهو الأمر الذي قد يدفع نادي ريال مدريد لاستعادة "جوهرته" تحسباً للسنوات العجاف، ولكن من المؤكد أنّ النجم المغربي لن يبقى في فريق العاصمة الإسبانية، في الموسم القادم، إلّا في حالة تلقيه لضمانات اللعب بانتظام، وسيكون حينها القرار بيد "والده الكروي" زين الدين زيدان إذا بقي هو الآخر مع "المرينغي".. ولكن تلك قصة أخرى.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مراد حاج
صحفي وكاتب جزائري
صحفي وكاتب جزائري