أسهل الطرق وأمتعها في تعليم القراءة للأطفال

عربي بوست
تم النشر: 2019/10/31 الساعة 16:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/10/31 الساعة 16:05 بتوقيت غرينتش
Child sitting on sofa and holding book in front of her face

ما قبل تعليم القراءة للأطفال:

بدايةً يمر الطفل بمرحلة الاستماع، وفيها يختزن عقله حصيلة لغوية مما يسمعه في محيطه، ويربط الأشياء بأسمائها، ويتعلم قراءة تعابير الوجه، ولكن يعبر عن نفسه فقط بالبكاء والصراخ، فخير ما يمكن فعله في هذه المرحلة هو الاستجابة للطفل عند محاولته تنبيهنا لرغباته، والتحدث معه بأسلوب التواصل الفعال، بمعنى الانتباه له والنظر لعينيه، وذكر كل ما في محيطه باسمه الصحيح وبلهجة طبيعية.

تأتي بعد ذلك مرحلة الممارسة، وفيها يكون الطفل مدركاً بالفعل صلة معظم الأشياء ببعضها، ولكن مازال يحاول استخدام مهاراته ليعبر عن احتياجاته بشكل بسيط، إما بحصيلته المنطوقة المحدودة التي اكتسبها أو بالإشارة أحياناً، من السمات الطبيعية لهذه المرحلة أن ينطق الطفل بعض الكلمات بنطق غير صحيح، مثل أن يشير ويقول (تتة) بدلاً من (قطة)، في هذه الحالة لا نصحح للطفل بشكل مباشر، ونقول (اسمها قطة) أو نضحك على ما يقول، فهذا قد يؤثر على ثقته في قدرته على التعبير، ولكن يمكن أن نعيد صياغة ما يريد قوله في جملة صحيحة ونقول:

تعليم القراءة للأطفال

(أنت رأيت قطة)، هذا ينطبق أيضاً على أن يطلق الطفل اسماً واحداً على مجموعة من الأشياء ذات الصلة، مثل أن يقول على كل الحيوانات (قطة)، فلا نصحح له بشكل مباشر أيضاً، ولكن نحول الحديث لحوار متبادل بيننا وبين الطفل، بعض الآباء يحدون من استخدام ألفاظ ومعانٍ جديدة مع صغارهم، ظناً منهم أنهم لن يفهموا الكلام إلا إن كان بسيطاً للغاية ومحدوداً، ولكن العكس هو المطلوب، فالتوسع في مخاطبة الصغار وتقديم مزيد من الوصف والتعابير هو ما يبني لغة الطفل.

تلي مرحلة الممارسة مرحلة الإدراك وبناء الجمل بكلمتين أو ثلاث غير مترابطة، مثل أن يقول (لعبت-قطة) كتعبير عن (أنا لعبت مع القطة)، في هذه المرحلة يكون الطفل مدركاً بشكل واعٍ للكلمات التي يسمعها وينطق بها، ومدركاً للتشابه بين الكلمات، فمن المفيد لعب ألعاب مثل محاولة ذكر كلمات على نفس الوزن (طريق، عميق، صديق)، أو لعبة جمع أشياء تبدأ بنفس الصوت (سمكة، سيارة، سلسلة)، يمكن أيضاً استخدام ألعاب الذاكرة، كأن تطلب من الطفل إحضار شيء محدد من غرفة مجاورة، فمحاولته للاحتفاظ بالكلمة في عقله لأطول فترة حتى يأتي به ينمي من قدرته اللغوية.

 بالتدرج يصل الطفل للتعبير عن نفسه والوصول لمرحلة الطلاقة وبقواعد لغوية صحيحة ونطق سليم وجمل متراكبة، وهنا يمكن البدء في عرض الأبجدية وتعلمها على الطفل إن أبدى استعداداً وفضولاً تجاهها، ومنها إلى تعلم القراءة بشكل جيد وصحيح.

لماذا يجب تعليم القراءة للأطفال في سن صغيرة

تعليم القراءة للأطفال
  • تعمل القراءة على تعزيز العلاقة بين الطفل والوالدين، خاصة في مرحلة اكتشاف الطفل للبيئة المحيطة به.
  • كما أنها تساعد الطفل على الخروج من الروتين الممل، وتنشط العقل، الأمر الذي يساعده على معرفة الأشكال والأجسام الموجودة في محيطه بصورةٍ أفضل.
  • من أبرز فوائد القراءة للأطفال قبل دخولهم إلى المدرسة تحفيزهم على التعلّم، فيكون الطفل قادراً على تركيب الجُمل، الأمر الذي يجعلهم يتفوقون في مجال الدراسة عند التحاقهم بالمدرسة.
  • القراءة تُسهم أيضاً في تنمية خيال الأطفال، وتُطلق العنان لتصور كل ما يُقرأ لهم، فيقوم الطفل بتخيل كل ما يقرأه، ويكوّن بها مشاهد كاملة داخل عقله، ثم يقوم بتوظيفها في حياته اليومية.
  • تُكسب الأطفال مهارات التواصل مع الأشخاص الآخرين، فيصبح الطفل بذلك أكثر قدرة على التعبير عمّا يجول في خاطره، واستخدام كلمات ومصطلحات جديدة.
  • تقوم القراءة بدور كبير في تعليم الأطفال التنظيم، فعند تخصيص أوقات معينة للقراءة يعتاد الطفل على مبدأ الالتزام والانضباط في أمور كثيرة في حياته.
  • تمنح القراءة الأطفال شعوراً بالمتعة والسعادة، الأمر الذي يجعلهم يقضون أوقات التسلية بالقراءة، وتفضيلها على الألعاب غير المفيدة ومشاهدة التلفاز.
  • إذا كان يعاني طفلك من مشكلة الأرق وصعوبة النوم فلا تتردد في تحفيزه على القراءة، ليختفي لديه التوتر ويحصل على فترات نوم جيدة وهادئة.
  • تعد عملية القراءة من العمليات المعقدة أكثر من مشاهدة التلفاز وغيرها من الأنشطة التي يقوم بها الطفل؛ لذا فهي تساعد على تعزيز ترابطات الدماغ، وتعمل على بناء ترابطات جديدة.

آليات وكيفية تعليم القراءة للأطفال:

تعليم القراءة للأطفال
  • واظبي على القراءة لطفلك في السرير قبل النوم، واجعلي ذلك روتيناً يومياً، حتى إن كان عمره لا يسمح بإدراك القصة كاملة، فمع الوقت، سيعتاد على سماع نطق الحروف والكلمات وتمييزها، وحاولي الإشارة للكلمات بأصابعك في أثناء القراءة، حتى يستطيع طفلك تدريجياً الربط بين نطق الكلمات وشكلها.
  •  احرصي على البدء في سن صغيرة، باستخدام القصص الملونة والمرحة، حتى يصبح الأمر عادة ممتعة للطفل، وليس مجرد مهارة يحتاج لاكتسابها.
  •  إذا كنتِ ترغبين في تعليم الطفل الحروف اﻷبجدية بسهولة، غنّي له أغاني الحروف التقليدية المعروفة، أو ألّفي أغنية خاصة لطفلك وغنّيها معه يومياً حتى يحفظها مع الوقت، فأغاني الأطفال ليست للمرح فقط، والإيقاع والقوافي في أغاني الحضانات التعليمية يساعد الأطفال على حفظ الأحرف والكلمات، ما يسهل تعلم القراءة.
  •  استخدمي الإشارات والعلامات التجارية الشهيرة في الطريق، لتعليم الطفل الربط بين الحروف والكلمات، فمن السهل على الصغير تذكر اسم المطعم المفضل له وقراءة اللافتة بسهولة بمجرد رؤيتها، حتى لو لم يستطع القراءة بعد، وفي كل مرة يمكنكما تعلم كلمة جديدة على الطريق، وكلما مررتِ من نفس الطريق، اسأليه ماذا تحمل هذه اللافتة؟ 
  • استخدمي الكروت التعليمية المصوَّرة، التي تحمل كلمة واحدة وصورة لها، وابدئي في عرضها على الطفل واتركيها أمامه عدة ثوانٍ، حتى يعلق شكل الحروف في ذاكرته، ثم بعد عدة مرات اعرضي الكلمة فقط ليتذكر الطفل الصورة بمفرده، وهذه الطريقة تحفز الذاكرة البصرية للطفل، وهي طريقة جيدة لتعلم القراءة. 
  • استخدمي المقاطع الصوتية، فهي من الوسائل الفعالة أيضاً في تعلم القراءة، وهي تناسب الأطفال فوق أربع سنوات، وتعتمد هذه الطريقة على استخدام الكلمات التي لها مقاطع صوتية متشابهة، ثم الإبطاء في أثناء نطقها، ليستنبط الطفل أن الكلمات لها نفس النطق، وبالتالي نفس الأحرف مثل: حَملَ وحَمِدَ. 
  • ركّزي في جعل الطفل يربط بين شكل الحرف وصوته، بدلاً من الضغط عليه لتعلم الحروف الهجائية بالترتيب، فالربط بين شكل الحرف وصوته من أهم الأسرار لتعلم القراءة بسهولة، ويمكنكِ عمل لعبة باستخدام كروت عليها الحروف الأبجدية، ثم ابدئي في نطق اسم كل حرف وصوته، مع عرض صورته على الطفل، ولا تعتمدي على نطق اسم الحرف فقط بأن تقولي له مثلاً هذا "ألف"، فمعرفته لصوت الحرف هي ما تجعله قادراً على القراءة بسهولة، اعرضي على الطفل صورة لحرف الألف، وأخبريه بأن هذا الحرف اسمه ألف، وأن له صوتاً مميزاً هو "آآآآآآ" فإذا رأى الطفل الحرف في كلمة بعد ذلك، سيتذكر طريقة نطقه في الكلمات، وليس اسمه فقط.
  •  إذا كان للطفل كتاب مفضل، كرِّري قراءة الكتاب نفسه يومياً معه، ولا تملّي من ذلك، ﻷن هذه الطريقة ستجعل الحروف والكلمات تثبت أكثر في ذهنه، ومع المرة العاشرة مثلاً اطلبي منه أن يقرأ لكِ جزءاً بسيطاً من القصة بمفرده.
  •  تحدثي مع طفلك باستخدام النطق الصحيح للكلمات، فبعض الأمهات يتركن أطفالهن ينطقون الكلمات بشكل خاطئ ويرددنها معهم بنفس الشكل، كنوع من التدليل أو اللعب مع الصغار والاستمتاع بطريقة نطقهم المضحكة، إلا أن هذا اﻷمر للأسف يؤخر عملية قراءة الطفل للكلمات بشكل صحيح، لذا فعليكِ تصحيح كل الكلمات التي ينطقها طفلك بشكل خاطئ من البداية بطريقة مرحة، حتى يعتاد على النطق الصحيح.
  •  من الأفضل أن تكون البداية فقط بتعليم طفلك قراءة الكلمات المألوفة لديه التي يستطيع نطقها جيداً، فتعلم قراءة الكلمات التي ينطقها جيداً أسهل من تعلم كلمة جديدة تماماً، فهو بالفعل على دراية بصوت حروف الكلمة.
  •  طباعة كلمة كبيرة بأحرف ملونة لطفلك في غرفته، ثم تثبيتها على الحائط من الخطوات الهامة خلال رحلته في تعلم القراءة،  فالطفل يتوقع الكلمة من خلال ما تعلمه في الحروف سلفاً، فمثلاً يمكنكِ طباعة كلمة "جرس"، ثم ابدئي بتعليمه كلمات تبدأ بحرف "الجيم" حتى يستطيع الربط بين شكل الجيم ونطقه، وربطه مع الكلمة على الحائط، وكرري الأمر مع بقية حروف الكلمة، وكافئيه إذا استطاع حل اللغز، وتعرف على الكلمة بمفرده. 
  • إحاطة طفلك بالكتب الملونة والحواديت وكتب الرسم التي تحتوي حروفاً وأرقاماً، وجعلها حوله في كل مكان يجلس به في المنزل، يجعل الكتب جزءاً من حياته اليومية، الأمر الذي يجعل فضوله يدفعه لاستكشاف فحوى هذه الكتب وتصفحها، حتى لو لم يكن عمره يسمح بالقراءة، فإن الذاكرة البصرية ستساعده على حفظ الحروف والأرقام والصور.
  •  لا غنى عن تخصيص وقت للذهاب بصحبة طفلك إلى أقرب مكتبة، لممارسة اﻷنشطة اليدوية وليس للقراءة، ثم خُذيه في جولة بين الكتب لخلق علاقة وطيدة بينهما، واجعليه يختار قصة لتقرئيها له ليلاً.
  •  ممارسة لعبة الأحجيات مع الكلمات البسيطة تجعل عملية تعليم القراءة للأطفال أقل صعوبة. فمثلاً، اكتبي له كلمة تكررت في كتاب اعتدتم على قراءته، أو اختاري كلمة من الكروت التعليمية وأظهريها له عدة مرات، ثم اكتبيها غير مرتبة أو دون أحد الأحرف، واطلبي منه ترتيب الكلمة، أو البحث عن الحرف الناقص وهكذا.
  •  الحرص أيضاً على توفير القصص المصورة والناطقة بالمكتبة الخاصة به، فهي وسيلة رائعة لتدريب الطفل على السمع، ومن ثم القراءة بمفرده.
  •  إذا كان طفلك يذهب للحضانة، ضعي له ملحوظة من كلمة واحدة داخل صندوق الغذاء اليومي، ويُفضل إن كانت من الكلمات والحروف التي تدرب على سماعها منكِ، مثل: أحبك، أو ولد جيد، وهكذا… وستلاحظين أنه يستطيع قراءتها بسهولة، وأنه يبحث كل يوم عن كلمة جديدة في الصندوق المدرسي.
  •  دعي أطفالك يشاهدونكِ وأنتِ تقرأين أيضاً، فهذا سيحفزهم على القراءة، ويعوّدهم على وجود الكتب بالمنزل، وخاصةً أن الأطفال يحبون محاكاة الآباء فيما يفعلون.
  •  هناك دائماً وقت للقراءة، حتى في أثناء الاستحمام، اقرئي لطفلك اسم الشامبو الذي يستخدمه وأسماء الألعاب التي يلعب بها في حوض الاستحمام، كرري عليه اسم كل قطعة ملابس، وإذا كانت تحمل عبارات أو أحرفاً، مثلاً: "اﻵن سترتدي بيجامتك الجميلة وتمشط شعرك بالمشط الصغير" وهكذا، فهذه الطريقة تجعل حصيلة مفرداته اللغوية كبيرة، ما يساعده على القراءة فيما بعد، كما تساعد على زيادة فضوله في محاولة قراءة مكونات المستحضرات التي يستخدمها واللافتات والأشياء التي تحيط به.

أدوات داعمة في تعلم القراءة للأطفال

تعليم القراءة للأطفال

1. أكياس الحروف

هي مجموعة من الأكياس القماشية أو الورقية المتماثلة في الشكل والحجم واللون، كل منها عليه حرف من الحروف الهجائية، يوضع بداخل كل منها مجموعة من المجسمات، تبدأ بنفس صوت الحرف الخاص بها.

2. صناديق الحروف

هي صناديق تحتوي على الحروف الأبجدية المصنوعة من الخشب أو الفوم أو البلاستيك، يستخدمها الطفل لتكوين الكلمات دون الحاجة لاستخدام القلم.

3. كتب القراءة المبسطة

هناك العديد من الكتب التي تساعد الطفل على التدرج في القراءة على عدة مستويات، مثل سلسلة (أنا أقرأ) من إصدار مكتبة الإسكندرية.

4. قصة الحروف

هناك من يعد قصة يقصها على الأطفال تضم الحروف جميعها كأبطال للقصة، ومن خلالها يوضح صفات كل حرف، أو يحكي قصة لكل حرف منفرداً، ويستخدم في أحداث القصة الكثير من الكلمات التي تبدأ بنفس الحرف، وهناك عدة سلاسل متاحة في المكتبات توفر هذه القصص، جاهزة، مثل سلسلة حروفي من دار البلسم.

5. فن الكاليجرافي

هو فن من الفنون يختص بتجميل الحروف وإخراجها بطريقة جميلة، من الممكن استخدامه في ارتباط الطفل بالحروف، فالفن له دور قوي وفعال في تعليم القراءة للأطفال، وفي حالة أن الطفل لم يمارس الكتابة بعد فمن الممكن أن يستخدم الحروف الخشبية أو البلاستيكية في تكوين تشكيلات فنية بها.

أخطاء يجب تجنبها أثناء تعليم القراء للأطفال

تعليم القراءة للأطفال

عند تعليم القراءة للأطفال لا بد أن نضع في اعتبارنا احتمالية نفوره منها وعدم استجابته لها، الأمر الذي يجعلنا ندرك ما الخطأ الذي وقعنا به ليسبب هذا النفور لدى الطفل، فمن الممكن أن يكون الوقت طويلاً والقراءة كثيرة، مما يجعل شعور الملل يخيم على الطفل، ويضيق نفساً من القراءة.

إذا كانت المصطلحات والألفاظ معقدة وغير مفهومة للطفل أثناء مراحل تعلم القراءة يتسلل لنفس الطفل الشعور بالإحباط، ولن يقدم على تكرار التجربة مرة أخرى.

أضف إلى ذلك الرتابة والروتينية في القراءة، فالاعتماد على الكتاب الأصم فقط دون القصص المصورة والفيديوهات التعليمية سيزيد احتمالية نفور الطفل من القراءة، وعدم محاولة التجربة مرة أخرى.

علامات:
تحميل المزيد