يقول المترجم الألماني غونتر أورت:
دراسة اللغة العربية هي بمثابة دراسة خمس لغات أوروبية.
جسور عبر الثقافات:
الترجمة في مفهومها العميق هي وجه حضاري مشرق للعالم الإنساني، فهي تلعب دوراً هاماً في تقريب المسافات ونقل المعرفة والثقافات بين الشعوب الملمّة بالمعرفة.
وتعتبر ترجمة الأعمال الأدبية أشبه بالفن، فالمترجم يجب أن يشعر بما بين السطور؛ كي لا يبتعد عن أصل وروح النص.
الأدب العربي في عيون الغرب:
وفي الشعر صدر للشاعر عبود سعيد وللفلسطيني رامي العاشق وغيرهما، العديد من المجلات في مختلف الولايات ألمانية أصبحوا يخصصون الكثير من الصفحات للأدب العربي.
وهناك أيضاً جيل المهاجرين الشباب، يكتبون بلغات أخرى غير العربية قدموا للغرب الأدب العربي، وأثر ذلك في جعل الكاتب العربي معروفاً عالمياً، وإذا صح القول اتسع نطاق عالميته بترجمة أعماله.
قبل ذلك لم يكن معترفاً بالأدب العربي عالمياً، فعندما حصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل، أصبح هناك اهتمام كبير بالأدب العربي، وأصبح هناك قفزة نوعية بترجمة الأدب العربي.
ترجمت المترجمة الألمانية دوريس كيلياس ما يقارب أربعين رواية للكاتب نجيب محفوظ للغة الألمانية، وترجمت أعمال محمد شكري وجمال الغيطاني وآخرين.
وكان لمحمود درويش نصيب من ترجمة بعض أعماله إلى الألمانية، فصدر له عام 1978 في برلين مؤلفة يوميات الحزن العادي، ترجمة فاروق بيضون، وبعد عام تقريباً صدر له ديوان عاشق من فلسطين وترجمته السيدة يوهانا وقرينها مصطفى هيكل، وترجمت الألمانية المستشرقة آنا ماري أربع قصائد له أيضاً.
قيمة المترجم وقيمة عمله:
يوجد في ألمانيا دور نشر حركت الترجمة في ألمانيا، فهناك خالد المعادي مع هانس شيلير الذي لديه دار نشر باسم هانس شيلير مختصة في ترجمة الأدب العربي، وترجمت العديد من الروايات العربية وكانت مهمة في ألمانيا، فالكاتب يهمه أن يكون له أعمال مترجمة.
والمترجم يتلقى أجراً أضعاف ما يتلقاه المؤلف، ولهذا يسعون لمواضيع قد تهم القارئ الألماني، ويهتمون بالكاتب الموجود في بلدهم؛ لأنه سيكون قادراً على ترويج الكتاب وسيحققون بذلك نجاحات واسعة، وبالتالي سيحقق المؤلف شعبيته لدى دور النشر.
وهناك دور نشر ألمانية كثيرة تشجع الكتّاب العرب على الترجمة، والرواية العربية تتطور وربما ستجد يوماً نصيبها من المشهد العالمي.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.